البابا تواضروس: لمصر أن تفتخر بظهور "أثناسيوس الرسولي" على أرضها

البابا تواضروس: لمصر أن تفتخر بظهور "أثناسيوس الرسولي" على أرضها
قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن لمصر الحق أن تفتخر أنه ظهر على أرضها القديس أثناسيوس الرسولي، البطريرك الـ20 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القرن الرابع الميلادي، واصفه بأنه القامة الأولى في الشرق المسيحي الذي كان يطلق عليه بطريرك الشرق من عظمته.
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى وفاة البابا أثناسيوس، وخلال صلاة عشية تلك الذكرى التي أقيمت في مزاره بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، أضاف البابا تواضروس، أن "أثناسيوس" ولد عام 297 ميلادي، في الصعيد مشيرا إلى أن بعض المصادر تقول إن أبوه كان كاهنا وانتقلت أسرته من الصعيد إلى الإسكندرية ربما للتعليم أو للرزق، وفي الإسكندرية أخذ قدر كافٍ من التربية الأسرية، لافتا إلى أن البابا اليكسندروس البطريرك الـ19 للكنيسة، رسم "أثناسيوس" شماس وكان لديه 15 عام تقريبًا وكان صاحب نبوغ مبكر.
وأردف البابا: "في عام 313 ميلادي صدر مرسوم ميلان الذي سمح للمسيحية أن تكون ديانة معترف بها في الأمبراطورية الرومانية وكان منشور عالمي وكان له تأثير وصارت المسيحية لا تُضطهد وأصبح أثناسيوس في سن الـ 17 تقريبًا وزار البرية، وفي نفس الوقت ظهر كاهن في مدينة الإسكندرية يدعى "أريوس" وكان عمره 60 عام وكان معجب بنفسه ولديه كثير من المواهب وبدأ يعلم تعليم أول مرة يُسمع في المسيحية أن المسيح ليس إله واستخدم موهبة الشعر والفصاحة والخطابة والوعظ لنشر هذا الكلام".
وتابع البابا: "في عام 325 ميلادي كانت الأمور ملتهبه في الحقول الكنسية وفي المسيحية بسبب أريوس وما سببه من انشقاق والتاريخ يقول إن السيد المسيح ظهر بثوب ممزق للبابا بطرس خاتم الشهداء وكان هذا أريوس من مزق ثوبه، وأقيم مجمع نيقية وكان أول مجمع مسكوني في العالم كله جمع أساقفة وبطاركة وكهنة وشمامسة، وكان الأمبراطور قسطنطين يريد حفظ سلام الأمبراطورية فجمع المجمع ليتفقوا هل أريوس مخطئ أو لا، وظهر نبوغ أثناسيوس في المجمع، وبسبب دفاعه ضد أريوس واتباعة اطلقوا عليه "أسقف الأساقفة ومنارة فارس وحامي الإيمان القويم وعين العالم المقدسة وعمود الإيمان والصوت العالي للحق ورسول المسيح الجديد وحكيم الكنائس وصموئيل الكنيسة"، وأعدائه أسموه "الزعيم المشاغب، البغيض أثناسيوس، الساحر القوي، الثائر المتأمر المفتون"، ورسم كاهنا بعد ذلك وحينما توفي البابا أليكسندروس عام 328 ميلاديا، اختير أثناسيوس ابن الـ30 عاما ليكون البابا البطريرك رقم 20 في تاريخ باباوات الإسكندرية، وصار بطريركًا 47 سنة، بينهم 17 عاما، في المنفى حيث توفي عام 377 ميلاديا.
وأشار البابا إلى أن البابا أثناسيوس رسم عام 330 ميلاديا، الأنبا سلامة، أسقفًا لأثيوبيا وصار أول أسقف في أثيوبيا وصارت من هذا التاريخ أثيوبيا تابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وأوضح البابا أن أثناسيوس الرسولي هو الوحيد الذي أخذ هذا اللقب "لأن جهاده كان جهادًا كبيرًا وعاش طويلًا وحفظ الإيمان المستقيم"، لافتا إلى أن ذلك يعود إلى أسرته، وسعيه للعمل الجماعي حيث كان لديه تعبير مهم جدًا "لا للفردية نعم للجماعية"، "الجماعية لا تصلح إلا بأعضاء أشداء محبين"، "المؤمن نغمة في نوته موسيقية تشكل أجمل الحان الأبدية"، وعندما صار بطريركًا أهتم بتنظيم الحياة الرعوية وبدأ ما يسمى بالافتقاد وكانت بدايته قوية ومرتبطة بحياة الكنيسة، وكان يؤمن بعمل الكنيسة الجماعي وعاش بهذه الفكرة وهو أول من رسم الأساقفة من بين الرهبان، وهذا من أجل تنظيم الرعاية وهو أول من اعد الميرون المقدس وأهتم بتدشين الكنيسة في المدينة المرمرية في آثار دير مارمينا وكانت في احتفال عظيم.