في ذكرى النكبة الـ72.. أخطر العصابات الصهيونية وجرائمها قبل عام 1948

في ذكرى النكبة الـ72.. أخطر العصابات الصهيونية وجرائمها قبل عام 1948
عرفت العصابات الصهيونية بتاريخها الأسود مع البدايات الأولى لاغتصاب فلسطين، حيث تعود ولادة هذه العصابات الإرهابية إلى تطور "الاستيطان الصهيوني في فلسطين"، الذي شكل المقدمة لولادة عصابة "هاشومير" الصهيونية عام 1909 والتي تطورت في ظل الاستعمار البريطاني وأصبحت المنظمة العسكرية السرية للحركة الصهيونية.
تشكلت فرق "البالماخ"، في 19 مايو عام 1936، بجهود الإرهابي "بنسحاق سادية" الذي يعود له الفضل في تشكيل الدوريات في المستعمرات بالاشتراك مع الحرس المتنقل، وفي 1941 توحدت "البالماخ"، بعصابة "الهاجانا"، وأصبحت الذراع الضارب لهذه العصابة فكان هدفها الإشراف الكامل على الوضع العسكري الصهيوني في فلسطين، وقد مثلت هذه العصابة الإرهابية الاتجاه العسكري الصهيوني في فلسطين، والاتجاه العنصري التوسعي للحركة الصهيونية، ونفذت جملة من الأعمال الإرهابية والمجازر ضد السكان العرب الفلسطينيين، من أهمها مجزرة "قرية سعسع" و"بلد الشيخ"، والتي سقط نتيجتها عشرات الشهداء والجرحى، كما استهدفت تفجير العشرات من منازل القرية.
الهاجاناه:
أثناء الانتداب البريطاني على أرض فلسطين وتوالي هجرة اليهود إلى أرض بيت المقدس، ومع قيام الثورة العربية فى فلسطين عام 1920، أكدت لليهود أن السلطة البريطانية وحدها غير قادرة على حماية المستوطنين اليهود وممتلكاتهم وبقائهم على "أرض الميعاد".
واهتزت ثقة الزعماء اليهود فى قدرة منظمة هاشومير (منظمة صهيونية-بريطانية لحماية اليهود)، ما اضطرهم لإنشاء جهاز عسكرى خاص بإسرائيل لحماية المهاجرين وممتلكاتهم، فأنشأوا في يونيو 1921، منظمة جديدة تحل محل "الهاشومير"، أطلقوا عليها اسم منظمة "الهاجاناه" وهي ذات تجهيزات وقدرات أعلى من الهاشومير.
كانت "الهاجاناه"، فى بداية أعوامها التسع الأولى قادرة على حفظ الأمن والأمان للشعب الصهيوني الجديد، وكانت تدار من قبل إدارة مدنية يتزعمها "يسرائيل جاليلى"، وما إن اندلعت الثورة العربية في عام 1929، والتي خلفت نحو 130 قتيلا صهيونيا، انضم إلى المنظمة آلاف من الشباب الصهيونى المتطرف، وشرعوا فى استيراد السلاح من الخارج، وإنشاء الورش لصناعة القنابل اليدوية والمعدات العسكرية الخفيفة، وتحولت إلى جيش نظامى فعلي بعد أن كانت مجرد ميليشيات ذات تدريب بدائي.
وفى عام 1936، بلغ عدد مقاتلي الهاجاناه نحو 10000 مقاتل، إضافة إلى 40000 من قوات الاحتياط.
وخلال ثورة 1936 قامت "الهاجاناه" بحماية المصالح البريطانية فى فلسطين وقمع الثوار الفلسطينين، وعلى الرغم من عدم اعتراف القيادة البريطانية بالهاجاناه، فإن الجيش البريطانى أبدى تعاونا كبيرا فى أمور القتال والتأمين.
فرضت الحكومة البريطانية قيودا على الهجرة الإسرائيلية إلى فلسطين امتصاصا للغضب والضغط العربى، ما دعى الهاجاناه إلى القيام بمظاهرات معادية لبريطانيا وتنفيذ هجرات سرية غير شرعية لليهود من الخارج.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قامت الهاجاناه بحملة مناهضة لبريطانيا، فحررت اليهود المهاجرين الذين احتجزتهم القوات البريطانية في معسكر "عتليت"، وقامت بنسف سكك الحديد بالمتفجرات، ونظّمت حملة هجمات تخريبية استهدفت مواقع الرادار ومراكز الشرطة البريطانية في فلسطين، وكذا قامت بمذابح ضد المدنيين الفلسطينيين بغرض إجلائهم من المدن والقرى الفلسطينية لتقام المستوطنات على أنقاضها.
الأرجون:
انشق اليمين المتطرف بقيادة إبراهام تيهومى، من منظمة الهاجاناه، وأنشأ منظمة جديدة أسماها منظمة "الأرجون"، وكانت هى التى تصب الجحيم على أبناء الشعب الفلسطينى.
والأرجون بالعبرية تعنى "المنظمة العسكرية القومية"، وهى تكتل عسكري إرهابي أذاق الشعب الفلسطينى الويلات، وكان شعار المنظمة خريطة من فلسطين إلى الأردن فوقها بندقية وكتب حولها "راك كاخ".
تلقت المنظمة دعما سريا قويا من الحكومة البولندية ابتداء من 1936، لتهجير اليهود من بولندا لتطهير المجتمع البولندي من الشريحة اليهودية، حيث إنهم كانوا من أفقر طبقات المجتمع البولندى.
وتمثل الدعم في تقديم العتاد والأسلحة والتدريب العسكرى، وفى عام 1943، تولى مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأول قيادة المنظمة، وبعد قيام الدولة العبرية وإعلان الحكومة المؤقتة تم تفكيك كل المنظمات العسكرية لتكوين الجيش الإسرائيلى، كانت الأرجون إحدى هذه المنظمات، ما أدى لحدوث تصادم بينها وبين الهاجاناه أدى فى النهاية لاستسلام الأرجون وإلقاء سلاحها.
خلال الثورة الفلسطينية التى قامت ضد الانتداب البريطانى عام 1936-1939، قامت العصابة الصهيونية "أرجون"، بما يزيد عن 60 عملية إرهابية ضد الفلسطينيين العرب، إضافة إلى مهاجمتها قوات الاحتلال البريطاني، وقد تم وسم هذه العصابة بصفة الإرهاب من العديد من المنظمات العالمية.
شنت عصابة الأرجون الإرهابية سلسلة من الهجمات بعد نشوب الحرب العالمية الثانية، راح ضحيتها ما يزيد عن 250 من العرب الفلسطينيين في تلك الفترة.
ومن أبرز جرائم العصابات الصهيونية اقتحام الهاجاناه قرية بلدة الشيخ، ولاحقت المواطنين العزل، وبلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية.
وتعد مذبحة دير ياسين من أفظع الجرائم، حيث داهمت عصابات شتيرن والأرجون، القرية في الساعة الثانية فجرا، وقد شرع أفراد العصابات الإسرائيلية بقتل كل من وقع في مرمى أسلحتهم.
واستمرت المجزرة حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع كل من بقي حيا من أهالي القرية حيث أطلقت عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران، وقد استشهد 360 فلسطينيا معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال.