صاحب أول عملية بمستشفى الناس.. حكاية الطفل ياسين بطل إعلان "وده مين"

كتب: دينا عبدالخالق

صاحب أول عملية بمستشفى الناس.. حكاية الطفل ياسين بطل إعلان "وده مين"

صاحب أول عملية بمستشفى الناس.. حكاية الطفل ياسين بطل إعلان "وده مين"

"وده مين.. وده مين الحاجة الحلوة دي بنهالنا، وده مين اللي تعب وشغلهالنا، وده مين اللي هنقوله كتر خيرك".. أغنية بسيطة تقترب مدتها من الدقيقة، يغنيها مجموعة من الأطفال بعفوية وبراءة شديدة، في إعلان مستشفى "الناس"، لحث المواطنين على التبرع لعلاج الأطفال، والحالات الحرجة.

أعاد الأطفال استخدام أغنية استعراض شهير للصغار، كان ضمن أحداث فيلم "اثنين علي الهوا"، الصادر عام 1985، للفنانين نيللي وكرم مطاوع، ومن ألحان الموسيقار هاني شنودة.

الطفل ياسين، 6 أعوام، واحدا من أصحاب الابتسامة البريئة الذين ظهروا بالإعلان، وخطف انتباه المشاهدين بخجله وضحكته المميزة، التي يخفي ورائها أنه صاحب أول عملية  قلب مفتوح يجريها مستشفى "الناس" عقب افتتاحه، الذي كان يوم 18 نوفمبر الماضي، وفقا لحديث والدته أمل أحمد، حيث حضروا خصيصا لتصويره من مقر إقامتهم بالشرقية، قبل يومين من بداية شهر رمضان.

تلقت أمل اتصال هاتفي من مساعد إنتاج الإعلان، قبل أسبوع من بداية رمضان، لطلبه للمشاركة في الإعلان، كونه أحد أهم أبطاله لحالته الخاصة، إلا أن أسرة ياسين ترددت في بادئ الأمر، خوفا من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، لكنهم سرعان ما بدلوا رأيهم من أجل المستشفى، حيث تم إرسال الأغنية له قبلها للتدريب عليها.

قضي الطفل ووالدته، يوما كاملا في المعادي، قبل 48 ساعة من شهر رمضان، لتصوير الإعلان، وسط أجواء مبهجة مع العديد من الأطفال، وهو ما وصفه ياسين، في حديثه لـ"الوطن"، بأنه "كان أحلى يوم في حياته"، قائلا: بصوت رقيق شديد البراءة "بحب أوي مستسفى الناس، وفرحان أني عملت الإعلان".

لم تقتصر مشاركة الطفل على ذلك الإعلان فقط، وإنما يوجد آخرا، من المقرر عرضه خلال الفترة المقبلة، وتم تصويره باليوم نفسه، فضلا عن أنه كان أحد الأطفال المشاركين بالإعلانات الأولى لمستشفى الناس.

تعود حالة ياسين إلى قبل 6 أعوام، حيث ظهرت عليه أعراض المرض بعد يوم واحد من ولادته، حيث لاحظت أمل تحول لونه إلى الأزرق، وعدم قدرته على التنفس، لتسارع إلى الطبيب بطفلها الأصغر، ثم أجرى الأشعة "أيكو"، لتكتشف وجود ثقبين بقلب حديث الولادة، ثم خضع لعلاج لمدة عامين، اعتقادا منهم بأنه سيغلق تلقائيا بنموه.

طرقت "أمل" كل الأبواب لعلاج رضيعها، وراسلت عدة مستشفيات، وتبرعت لهم، على أمل علاجه يومها بها، لكنها لم تتمكن من ذلك، خاصة بعد اكتشافها العام الماضي، أثناء إجراء المتابعة السنوية لياسين، أن إحدى عضلات القلب تحركت بطريقة خاطئة، ولم تغلق الثقبين، ومن ثم باتت هناك حاجة ماسة، لإخضاعه لعملية عاجلة، وفي أثناء ذلك، ظهر أمامها بمحض المصادفة، إعلان مستشفى الناس.

راسلت الأم سريعا المستشفى الحديث، الذي تواصلت معها عقب يومين، لفحص طفلها، ثم إجراءه لعدة فحوصات وتحليليلات، تمهيدا لعمليته، حيث قالت: "روحنا المستشفى ولقينا مكان فوق الوصف من حيث كل حاجة، سواء معدات أو دكاترة أو معاملة، وابني عمل العملية، ومدفعناش حاجة خالص، علشان كده مستشفى الناس، بقى بيتنا التاني، اللي لما بنتأخر عليهم في المتابعة، بيسألوا هما علينا".


مواضيع متعلقة