الأقرب لـ كورونا.. اكتشاف فيروس تاجي جديد في الخفافيش

كتب: مصطفى الصبري

الأقرب لـ كورونا.. اكتشاف فيروس تاجي جديد في الخفافيش

الأقرب لـ كورونا.. اكتشاف فيروس تاجي جديد في الخفافيش

تظهر الأبحاث أنه من المحتمل جدًا أن يكون الفيروس التاجي المستجد كورونا تطور بشكل طبيعي في الخفافيش، ثم انتقل لمضيف حيواني حتى تطورت الطفرات اللازمة لجعله الوباء العالمي الذي نراه اليوم.

وأعطت دراسة جديدة مصداقية أكبر لهذه النظرية، حيث وجدت فيروسا جديدا قرب من كورونا في الخفافيش، بما في ذلك طفرات مماثلة للمواد الجينية في الجينوم الفيروسي تظهر أن هذه التغييرات لتكوين الفيروس يمكن أن يحدث ويحدث بشكل طبيعي، بحسب موقع "sciencealert" المتخصص في العلوم.

يقول عالِم الأحياء الدقيقة بجامعة شاندونغ فيرست الطبية ويفينج شي: "منذ اكتشاف كورونا كان هناك عدد من الاقتراحات التي لا أساس لها بأن الفيروس له أصل مختبري".

وتابع "على وجه الخصوص، تم اقتراح أن إدخال S1 / S2 أمر غير معتاد للغاية وربما يشير إلى التلاعب في المختبر، وتبين ورقتنا بوضوح شديد أن هذه الطفرات تحدث بشكل طبيعي في الحياة البرية، وهذا يوفر دليلًا قويًا على أن كورونا لم يهرب من مختبر".

الفيروس الجديد المُكتشف في الخفافيش وله علاقة بكورونا، والذي أطلق عليه الفريق البحث RmYN02، وجدوه خلال تحليل 302 عينة من 227 خفاشًا تم جمعها في مقاطعة يونان، الصين، في النصف الثاني من عام 2019.

بعد تحليل الفيروسات الموجودة في عينات الخفافيش هذه، تمكن الفريق من الكشف عن جينين شبه كاملين للفيروس التاجي RmYN01 وRmYN02.

RmYN01 كان له تطابق منخفض مع كورونا، لكن RmYN02 كان نوعًا ما متطابقا تماما، إذ يشارك هذا الفيروس التاجي 93.3 % من الجينوم الخاص به مع كورونا، هناك جين معين يسمى 1ab مشترك بنسبة 97.2 %، وهو أقرب تطابق في هذا الجين حتى الآن.

ويحتوي RmYN02 على إدخالات الأحماض الأمينية في النقطة التي تلتقي فيها وحدتان فرعيتان (S1 وS2) من بروتين السنبلة، ويحتوي كورونا أيضًا على إدخالات S1 وS2، وهما ليسا نفس الأحماض الأمينية في الفيروسين، ولكنه يوضح أن هذه الإدخالات يمكن أن تحدث بشكل طبيعي، ولا يتطلب مختبرًا.

على الرغم من أوجه التشابه، لا يعني ذلك أن RmYN02 هو سلف مباشر للفيروس الذي يسبب كوفيد-19 حول العالم، خاصة بالنظر إلى أن الجين الخاص بمجال ربط المستقبلات المهم للغاية له تطابق منخفض جدًا مع كوروتا، فقط 61.3 %.

العثور على جينومات فيروسات تاجية جديدة مفيد بشكل لا يصدق إذا أردنا اكتشاف كيفية تطور فيروس كورونا المستجد إلى ما هو عليه اليوم، ويؤكد الفريق البحثي "تؤكد دراستنا أن الخفافيش، ولا سيما الخفافيش من جنس حدوة الحصان، هي خزانات طبيعية مهمة للفيروسات التاجية، وتضم حاليًا أقرب الأقارب لـ كورونا، ولكن هذه الصورة قد تتغير مع زيادة أخذ عينات الحياة البرية".

وتابعوا "في هذا السياق، من اللافت للنظر أن فيروس RmYN02 المحدد هنا في الخفافيش هو أقرب قريب لـ كورونا في جين النسخ المتماثل 1ab الطويل، على الرغم من أن الفيروس نفسه له تاريخ معقد من إعادة التركيب".

ويشرح العلماء "لسنا منتأكدين بشكل حاسم من أن RmYN02 هو الجد المباشر لـ كورونا، لأنه لا تزال هناك فجوة تطورية بين هذه الفيروسات، وتشير دراستنا بقوة إلى أن أخذ عينات من المزيد من أنواع الحياة البرية سيكشف عن فيروسات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكورونا، ما سيخبرنا كثيرًا عن كيفية ظهور هذا الفيروس في البشر".


مواضيع متعلقة