تحول لمخزن ورممته البهرة في عهد السادات.. حكاية مسجد الحاكم بأمر الله

تحول لمخزن ورممته البهرة في عهد السادات.. حكاية مسجد الحاكم بأمر الله
يتميز مسجد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله المنصور عن سائر الآثار الإسلامية، لكونه تأثر بكل الأحداث التاريخية التى مرت على مصر بشكل استثنائى، بداية من عهد الدولة الفاطمية، وحتى عصر الجمهورية.
وحسب كتاب "تاريخ العمارة والأثار الإسلامية"، فإن مسجد الحاكم بأمر الله الموجود في نهاية شارع "المعز لدين الله الفاطمي" بحى الجمالية، تم بناؤه فى عهد العزيز بالله الفاطمى عام 989 ميلاديًا، حيث شرع فى بنائه لعدم استطاعة الجامع الأزهر استيعاب الكم الهائل من المصلين، لكنه توفى قبل أن يتم الإنشاء، فاستكمله ابنه الحاكم بأمر الله، حتى انتهى من بنائه فى عام 1012 ميلاديًا، وأول صلاة فيه كانت فى 20 مارس 1013.
ويبلغ طول المسجد نحو 120 مترًا، وعرضه 113 مترًا، وتوجد به مئذنتان يحيط بهما قاعدتان عظيمتان هرميتا الشكل، وتتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر، والمكعب العلوي موضوع إلى الخلف قليلًا فوق السفلي، وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل، وفى منتصف هـذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثري.
مدخل الجامع الأثري يعتبر أول مدخل بارز فى جوامع القاهرة، يغطيه قبو اسطواني عرضه 3.48 مترًا، وطوله 5.5 مترًا وفى نهايته باب عرضه 2.21 مترًا، ومعقود بعقد أفقي من الحجر، وهـذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء.
ويوجد فى المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 1.6 مترًا تكون طبانا فى المدخل، ويؤدي المدخل إلى صحن الجامع، والذى يعد الأوسع بين المساجد المصرية، وتحيط به الأواوين.
شهد الجامع العديد من التغيرات التى أثرت على وضعه داخل الدولة الفاطمية، بدايتها كانت مع تعليمات الحاكم بأمر الله "بإقرار التدريس فى الجامع، والسماح لعلماء الأزهر بالتدريس والالتحاق به، ليصبح "الجامعة الرابعة فى مصر" بعد جوامع عمرو بن العاص وأحمد بن طولون والأزهر.
أُهمل المسجد لفترات طويلة حتى تحولت أروقته إلى مخازن للتجار الآخرين المحيطين بالمنطقة، حتى عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث طلبت طائفة الشيعة البهرة، الإذن بتجديده بالجهود الذاتية، ودعى السادات إلى افتتاح المسجد.