وزير الأوقاف يوضح فضل قيام الليل في زمن النوازل

وزير الأوقاف يوضح فضل قيام الليل في زمن النوازل
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنّه إذا كان قيام الليل محمودًا على كل حال، فإنّه أعظم أجرًا وثوابًا في هذا الشهر العظيم شهر رمضان، إذ يقول نبينا "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (صحيح البخاري)، ويقول "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (صحيح البخاري).
وأضاف جمعة، في الخاطرة التاسعة عشرة والتي حملت عنوان "قيام الليل في زمن النوازل"، فالمؤمن الحقيقي تعلو همته في قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان، اقتداءً بسيدنا رسول الله الذي كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله وأحيا ليله، وجدَّ وشد مئزره، اجتهادًا منه في العبادة في هذا الشهر الكريم وتلك الأيام المباركة.
وتابع وزير الأوقاف: "إذا كان قيام الليل مطلوبًا على كل حال قربة إلى الله تعالى وتضرعًا إليه، إذ يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" (الزمر : 9)، ويقول سبحانه: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (السجدة : 16 ، 17)، فإننا أحوج ما نكون إليه في زمن الجوائح والشدائد قربة وتضرعًا إلى الله، ورجاء في عميم فضله أن يرفع البلاء عن البلاد والعباد، وليس لأحد أن يتعلل بتعليق صلاة الجماعة في التراويح أو غيرها.
وأوضح جمعة، أنّ قيام الليل لا يشترط أن يكون في المسجد، فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى استحباب صلاة النافلة في البيت، وأفرد الإمام مسلم في صحيحه في كتاب صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا بابًا لاستحباب صلاة النافلة في البيت، تحت عنوان "باب استحباب النافلة في بيته وجوازها في المسجد".
وزاد: "علينا أن نتأمل في فقه العنوان الذي أضفى صفة الاستحباب على صلاة النافلة في البيت وصفة الجواز على صلاتها في المسجد، وذلك لقول نبينا الذي أخرجه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سيدنا زيد بن ثابت، أنّ رسول الله قال: "فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ"، والحديث في أعلى درجات الصحة.