"معاذ" أحد مقاتلي "الجيش الأبيض" يروي حكايات العزل: عجوز تمنى الشفاء من أجل بناته

كتب: سهاد الخضري

"معاذ" أحد مقاتلي "الجيش الأبيض" يروي حكايات العزل: عجوز تمنى الشفاء من أجل بناته

"معاذ" أحد مقاتلي "الجيش الأبيض" يروي حكايات العزل: عجوز تمنى الشفاء من أجل بناته

"أنا من طلب الالتحاق للعمل بمركز التعليم المدني بمدينة دمياط الجديدة بعدما تعرضت لموقف لن أنساه على مدار حياتي حينما تم الاشتباه بإصابتي بفيروس كورونا وظللت محتجزا على مدار يومين بمستشفى الحميات في دمياط حتى جاءت نتيجة العينة سلبية"، بتلك الكلمات بدأ معاذ السيد 22 عاما، فني معمل خريج معهد فنى صحى، حديثه لـ"الوطن".

وأوضح هويدي قائلا: "أول شغل لي كان بمستشفى مطروح العام ثم دمياط العام، وبعد حدوث أزمة فيروس كورونا طلبت الالتحاق للعمل بعزل مركز التعليم المدني بعدما تم الاشتباه في إصابتي قبل 3 أسابيع بفيروس كورونا وظللت ليومين محتجزا بمستشفى الحميات بعدها قررت التقدم  للعمل بعزل دمياط لمساعدة المرضى بعدما عانيت من انتظار النتيجة وعشت حالة من القلق والرعب وخوف أهلي وخطيبتي التي تعمل ممرضة، فضلا عن الانتظار الذى يسبب حالة من القلق والذعر لصاحبه وحين تأكدت من سلبية النتيجة كلمت  الجهات المعنية وتقدمت بطلب رسمي للعمل بالعزل وتمت الموافقة عليه".

وأردف معاذ قائلا "الحبسة بين 4 حيطان لمدة 14 يوم أمر صعب على النفس لكن يهونه حينما تشاهد أمامك تحول نتائج مرضى من إيجابية لسلبية وشفائهم وتكون أنت أحد أطراف منظومة العمل فهو ليس بالأمر الهين ورغم أن والدتي من الشخصيات القلقة لكنها ساعدتني كثيرا ووقفت لجواري وساندتني ودعمتني نفسيا وكنت على تواصل مع الأسرة على مدار الـ14 يوم عزل وبعدما انتهيت منهم قالت لي والدتي لا تتخلى عن أهلك وناسك وأطلب تجديد 14 يوما ثانية، وهو ما حدث بالفعل حيث كان هدفي عدم التخلي عن المرضى الذين قد نكون مكانهم يوما ما".

وأضاف معاذ قائلا: السوشيال ميديا بتقرب المسافات لذلك أتواصل مع العائلة خلال شهر رمضان أثناء تواجدي بالعزل عبر  المكالمات والشات.

وعن أصعب المواقف الإنسانية التي عايشها خلال فترة العزل يقول معاذ إنها حالة أم وطفليها ولد وبنت أعمارهم تتراوح بين العامين والأربعة رفضت تركهم وكنت أتعامل معهم بحكم شغلي باستمرار من سحب عينات الدم والمسحات، فحينما ذهبت لأخذ أول مسحة ظلت تبكى وتردد المهم ولادي نتائجهم تطلع سلبية مش أنا، لتخرج الأم وطفليها بسلامة، متابعا أن الحالة النفسية عامل أساسي في العلاج.

ويضيف معاذ قائلا "أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن دائما ما تكون نفسيتهم سيئة ومتخوفين فأحدهم أول ما وصل عندنا ظل يردد أنا لسه عندي بنات لم يتزوجوا عايز أخرج عشان أزوجهم وأفرح بهم أب أصر على مرافقة طفله البالغ عامين والمصاب بكورونا حتى تعافى وتم اتخاذ كل الإجراءات الوقائية لحماية الطفل المصاب ووالده ونحن أيضا.

ويضيف معاذ قائلا: تعلمت خلال فترة عملي بالعزل تحمل المسؤولية والسرعة والدقة، خاصة وأنا مسؤول عن أرواح الناس لو نتيجة واحدة جاءت خطأ كل حاجة هتبوظ.

ووجه معاذ  رسالة لأبناء دمياط قائلا "خلوا بالكم من نفسكم الموضوع مش مستحمل عشان خاطر نفسكم وأهلكم أحنا بنتعب جدا  قدروا تعبنا عشان ربنا  يعدينا من الأزمة دي وتمر على  خير" .


مواضيع متعلقة