قارة أفريقيا.. بين توقعات باستمرار تفشي كورونا وفيضانات قاتلة

كتب: دينا عبدالخالق

قارة أفريقيا.. بين توقعات باستمرار تفشي كورونا وفيضانات قاتلة

قارة أفريقيا.. بين توقعات باستمرار تفشي كورونا وفيضانات قاتلة

رغم تمتعها بثروات وموراد طبيعية عدة، إلا أن قارة أفريقيا تعاني حاليا من أزمات عدة، بين الهجمات الإرهابية والأزمات السياسية، وأخيرا أزمتي تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وفيضانات قوية.

الفيضانات تشتد بشرق أفريقيا

تعرضت كينيا وأوغندا والصومال ورواندا وإثيوبيا لفيضانات قوية تسببت في جرف منازل ومبانٍ وموت المئات وتشريد الآلاف أيضا، حيث جرفت الفيضانات ومياه الأمطار طرقا وجسورا ومستشفى بأوغندا وبلدة بالكامل في الصومال، وفقا لوكالة "رويترز".  

وأكد جوليوس موكونجوزي، المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء بأوغندا، أن مياه الأمطار التي سقطت خلال الليل جرفت مناطق حول جبل روينزوري في غرب أوغندا بعد أن غمرت المياه ضفتي نهر نياموامبا، وأجبرت الناس على اللجوء إلى المدارس القريبة، ودمرت الطرق والجسور، كما جرفت أيضا أحد المستشفيات في المنطقة على الرغم من بنائه على مكان مرتفع وتعزيزه بأكياس الرمال.

وتابع موكونجوزي "هناك عنابر جرفتها المياه تماما، المشرحة اكتسحتها المياه، لا يتبين لك أنه كانت هناك مشرحة في هذا المكان في وقت من الأوقات، المياه جرفت الأدوية ومخازن الأدوية".

تسببت تلك الفيضانات في ارتفاع منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا لأعلى مستوى له من نصف قرن، عقب حوالي 8 أشهر من الأمطار الغزيرة، والذي يشكل خطرا على سدود توليد الطاقة الكهرومائية في البلاد.

كما أنه في إثيوبيا تضررت مناطق في شرق البلاد أكثر من غيرها من الفيضانات التي شردت أكثر من مئة ألف شخص، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بينما في الصومال المجاور لقى عدد من الأشخاص حتفهم عندما جرفت المياه بلدة صومالية صغيرة بالكامل في إقليم بلاد بنط شبه المستقل.

أما بغرب كينيا، وقبل 3 أيام، نجم عن الفيضانات تشريد أكثر من 1800 أسرة بعد أن أغرقت المياه منازلهم، وبالكونغو قتل 25 شخص وأصيب  45 آخرين وتدمير أكثر من  3500 منزل.

 

القارة السمراء تواجه كورونا

تشهد حاليا 53 دولة أفريقية الإصابة بالفيروس، حيث إن أغلبهم تجاوز ألف حالة إصابة مؤكدة فضلا عن 2074 وفاة مرتبطة بالمرض في دول أفريقية، وفقا لإحصائيات نشرتها الجمعة المراكز الأفريقية للتحكم والوقاية من الأمراض، فيما ارتفع العدد الإجمالي بأكثر من 42% خلال الأسبوع الماضي.

ورجحت منظمة الصحة العالمية أن ما يقدر بحوالي 190 ألف شخص في أفريقيا يمكن أن يموتوا بسبب الفيروس في العام الأول منه، كونه من الممكن أن يستمر في القارة لأعوام، لذلك يقدر بنحو 44 مليون نسمة من القارة التي يبلغ تعداد سكانها 1.3 مليار نسمة قد يصابوا خلال الفترة نفسها بالفيروس، كون كورونا ينتشر بها أبطأ مقارنة بأوروبا.

فيما قالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمي لأفريقيا في منظمة الصحة العالمية، إن كورونا لن ينتشر بشكل هائل في أفريقيا كما انتشر في أماكن أخرى بالعالم، ولكنه سيكمن في بؤر انتقال، على أن تصل الإصابات للذروة خلال نحو شهر بعد بدء انتشار الفيروس بشكل واسع في التجمعات.

ووفقا للمنظمة العالمية فإنه يمكن أن يستمر لعدة أعوام، بينما الجزائر وجنوب أفريقيا والكاميرون فضلا عن عدة دول أفريقية أصغر عرضة بشكل كبير لتفشي المرض إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة.

بينما مازالت مملكة ليسوتو هي الدولة الأفريقية الوحيدة الخالية من فيروس كورونا حتى الآن، وتتخذ عدة إجراءات وقائية لتجنب ظظهور المرض بها.


مواضيع متعلقة