من سادات النساء.. من هي السيدة ميمونة بنت الحارث آخر زوجات النبي؟

من سادات النساء.. من هي السيدة ميمونة بنت الحارث آخر زوجات النبي؟
- دار الإفتاء المصرية
- زوجات النبي
- نساء في الإسلام
- دار الافتاء
- دار الإفتاء المصرية
- زوجات النبي
- نساء في الإسلام
- دار الافتاء
يشهد التاريخ الإسلامي مواقف نسائية عديدة خاصة من أمهات المؤمنين، ومن بين زوجات النبي أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية رضي الله عنها.
وقالت دار الإفتاء المصرية في تقرير لها، إن السيدة ميمونة هي أخر امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت أختها لبابة الكبرى زوجة العباس بن عبدالمطلب، ولبابة الصغرى زوجة الوليد بن المغيرة، فهي إذا خالة عبدالله بن عباس، وخالد بن الوليد رضي الله عنهم.
وأخوات السيدة ميمونة لأمها أسماء بنت عميس، امرأة جعفر بن أبي طالب، وسلمى بنت عميس الخثعمية، زوجة حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وسلامة بنت عميس زوجة عبدالله بن كعب بن منبه الخثعمي، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الأخوات مؤمنات، ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأم الفضل بنت الحارث، وسلمى امرأة حمزة، وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن"، رواه النسائي في سننه الكبرى.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بعد فراغه من عمرة القضاء في ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة، وذلك عندما قدم عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من أرض الحبشة، فخطبها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأجابته، ووكلت العباس بن عبدالمطلب في أمر زواجها، فزوجها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعد أن أنهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عمرته أراد أن ينظم وليمة عرسه في مكة، وإنما أراد تأليف قريش بذلك، فأبوا عليه، وبعثوا إليه حويطب بن عبدالعزى بعد مضي أربعة أيام يقول له، إنه انقضى أجلك فاخرج عنا، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا رافع رضي الله عنه فنادى بالرحيل، فخرج إلى سرف -وهو موضع قرب التنعيم يبعد عن مكة 10 أميال– وبنى بها، وكان عمرها عندئذ 26 عاما، وعمره صلى الله عليه وآله وسلم 59 عاما، وقد أولم عليها بأكثر من شاة، وأصدقها أربعمائة درهم، وقيل بخمسمائة درهم.
وكان اسمها في السابق برة، فغيره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ميمونة، شأنها في ذلك شأن أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها، والتي كان اسمها "برة"، فغيره عليه الصلاة والسلام إلى جويرية.
كانت رضي الله عنها من سادات النساء، مثلا عاليا للصلاح ورسوخ الإيمان، تشهد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على ذلك بقولها: "أما أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم".
وروت عددا من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان منها صفة غسله عليه الصلاة والسلام.
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يبيت عندها أحيانا في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيكسب علما، وأدبا، وخلقا، ويبثه بين المسلمين، من ذلك قوله رضي الله عنهما: "بت ليلة عند ميمونة بنت الحارث خالتي، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندها في ليلتها، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي من الليل، فقمت عن يساره، فأخذ بشعري، فجعلني عن يمينه، فكنت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني، فصلى إحدى 10 ركعات، ثم احتبي حتى أني لأسمع نفسه راقدا، فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين"، رواه البخاري ومسلم.
ثم قدر الله أن تكون وفاتها في الموضع الذي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند زواجه منها، وذلك سنة 51 للهجرة، وكان عمرها إذ ذاك 80 سنة، وصلى عليها ابن عباس رضي الله عنهما، ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبدالله بن شداد بن الهادي -وهم بنو أخواتها-، وعبيدالله الخولاني -وكان يتيما في حجرها-، رضي الله عنهم أجمعين.