الدولة تبحث إعادة تشغيلها.. وكالة الجداوي بإسنا.. خان خليلي الصعيد

كتب: محمد عبد اللطيف الصغير

الدولة تبحث إعادة تشغيلها.. وكالة الجداوي بإسنا.. خان خليلي الصعيد

الدولة تبحث إعادة تشغيلها.. وكالة الجداوي بإسنا.. خان خليلي الصعيد

أكدت الإدارة المركزية للشؤون الهندسية ومشروعات الآثار والمتاحف، انتظام أعمال الترميم بوكالة الجداوي في مدينة إسنا، جنوب الأقصر، مع اتخاذ كل التدابير الاحترازية، لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأوضحت الإدارة، أن أعمال الترميم تتم منذ حوالي عامين، بالتعاون مع إحدى شركات إحياء التراث القديم وتنمية المجتمعات المتكاملة، وباستخدام الوسائل والمواد العملية، حسب ما هو متبع عالميًا.

"الوطن"، أبرزت أهم المعلومات عن وكالة الجداوي التي لازالت تشكل بانوراما أثرية مع معبد إسنا الروماني ومأذنة الجامع العتيق وأيضا النموذج الفريد لبقية آثار إسنا.

1- تقع وكالة الجداوي وسط مدينة إسنا بالناحية الشمالية بالقرب من معبد الإله خنوم بإسنا وعلى مقربة من نهر النيل وتبلغ مساحة الوكالة حوالي 2321 مترا، وتتكون من فناء كبير يحيط به رواق يوصل جميع المحال التجارية، أعلاه رواق آخر مشابها يؤدي إلى مساكن التجار والمسافرين.

2- كانت الوكالة محطة للقوافل التجارية السودانية، والتبادل التجاري بإسنا بين مصر والسودان، وذلك لاتصالها بدرب الأربعين الذي يصل من دارفور وأسيوط، حيث كانت مصر تستورد من السودان أعشابا طبية، وجمالا وخيولا وحمير، وسن الفيل، وكان الدور العلوي للوكالة فندقًا للتجار، والدور الأرضي وضعت به الدواب.

3- أنشئت عام 1207 هجرية و1712 ميلادية، وكانت تستخدم كمقر ومنزل للتجار والبيع والشراء للسلع والحاصلات في الطابق الأول حيث كانت إسنا تشتهر في ذلك الوقت بكونها مركزا للتبادل التجاري في الصعيد، ومن أشهر البضائع التي كانت تباع بالوكالة السلال والمصنوعات الخفيفة المصنوعة من سعف النخيل المصبوغ بألوان متعددة الأقمشة القطنية الخام الناعمة والشيلان المعروفة باسم "الحلاية"، الذي كان يعد أكثر الملابس ضرورة عند سكان مصر في ذلك الوقت خاصة لمن يقومون بالسفر.

4- أنشأ الوكالة حسن بك الجداوي الذي كان مملوكا لعلي بك وهو أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الذهب، وتولى إمارة إسنا بالاشتراك مع مراد بك، في عهد الحملة الفرنسية، وأطلق عليه لقب "جداوي" لأنه كان يتولى إدارة جدة وتوفي عام 1215هجرية 1800ميلادية.

5- تعد وكالة الجداوي من أهم الوكالات التجارية في صعيد مصر وهي مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزارى رقم10357 لسنة 1951.

6- تطل واجهة الوكالة على معبد إسنا بارتفاع 8 أمتار، تعلو واجهة باب الوكالة عتبة من الخشب منقوش عليها النص التأسيسي لها بالحفر الغائر، على جانبيها الأيمن والأيسر، ويوجد بداخلها طابقان يحتوي كل طابق على مخازن وغرف للعمال والمغتربين ومحلات تجارية، يفتح كل منها على ممر عبارة عن رواق مسقوف بـ "البراطيم" وجذوع النخيل، كما يوجد بها بهو مسقوف على شكل "صحن" مغطى بـ "خشخيشة" على شكل مخروطي، وتتكون الوكالة من فناء كبير تحيط به المحلات التجارية، يعلو مدخلها "مكسلتان" من الأجر والطوب اللبن ترتفع حوالي 80 سنتيمترا وتحتوي الوكالة على أربعين حجرة وملحقات أخرى تلتف في طابقين.

8- قبل أعمال الترميم كانت وكالة الجداوي قد قاربت على الانهيار بعد ظهور شروخ طولية وعرضية في الواجهة تزداد بصفة يومية بجانب الانعواج الذي امتدت خطورته إلى الدرجة الأولى مما يهدد حياة المارة وبجانب انفصال العتب والعقد عن الواجهة ووجود شروخ في الفتانات التي وضعها المهندس المكلف من قبل قطاع المشروعات وتلف أحد الأعمدة في الدور الأول فضلا عن انهيار السلم الصاعد الذي يقع في الركن الشمال الشرقي ووجود شروخ طولية وعرضية باتساع كبير في الدور الثاني وسقوط سقف إحدى الحجرات بالدور الثاني.

8- أعمال ترميم الوكالة، التي بدأتها وزارة السياحة والأثار منذ عامين، تتضمن الأعمال الإنشائية والمعمارية، وتجديد شبكة الصرف الصحي بها، وتغذيتها بالمياه، وأعمال الإضاءة والإنارة، إضافة إلى إعادة توظيفها، بما يضمن بقائها عامرة بالأنشطة لخدمة البيئة المحيطة بها.

 

9- وزارة السياحة والأثار قامت بعمل دراسة معمارية أثرية وترميم دقيق للوكالة، بلغت تكلفتها حوالي 8 ملايين جنيه، حيث قاموا بعمل صلب لواجهتها المعمارية الأثرية، وكانت الوكالة قد خضعت لعملية ترميم عام 1990، ولكنها واجهت الخطر مجدداً عقب سوء حال واجهتها الرئيسية ومبانيها وتشقق بعض جدرانها، بالإضافة لحدوث هبوط أرضى بأماكن متفرقة بالوكالة، فقررت الوزارة تأمين الواجهة بالصلب والخشب قبل أن تبدأ أعمال الترميم.

 

10- شهدت الوكالة مسبقًا زيارة لوفد من المعونة الأمريكية، حيث ضم الوفد مجموعة من ممثلي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمصر، مشروع "إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية لمدينة إسنا"، وذلك دعمًا لجهود كل من محافظة الأقصر ووزارة الآثار، لإحياء تراث المدينة والمحافظة عليه، حيث تنفذ المشروع شركة "تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة"، بشراكة مع "CID Consulting" كشريك فرعي، وذلك في إطار الاتفاقية المشتركة بين حكومتي مصر والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الاستثمار المستدام في السياحة بمصر.


مواضيع متعلقة