رئيس "البحوث العربية" الأسبق: يجب نزع الشرعية عن حكومة الوفاق الليبية.. والجيش الوطني سينتصر

رئيس "البحوث العربية" الأسبق: يجب نزع الشرعية عن حكومة الوفاق الليبية.. والجيش الوطني سينتصر
- ثورات الربيع العربي
- حكومة الوفاق
- لبنان
- اليمن
- فيروس كورونا
- كورونا
- ثورات الربيع العربي
- حكومة الوفاق
- لبنان
- اليمن
- فيروس كورونا
- كورونا
قال الدكتور أحمد يوسف أحمد، رئيس معهد البحوث والدراسات العربية الأسبق، إن الأوضاع فى لبنان دخلت مرحلة الخطر، بعد وصول الاقتصاد إلى ما تحت الصفر وانعدم الأمل فى النجدة، لأن الدول المانحة غارقة فى مشكلاتها الاقتصادية بسبب فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط.
وحذر «أحمد» من اندلاع حرب أهلية إذا أقدم حزب الله على قمع المحتجين هناك، مضيفاً أن اليمن يمثل أسوأ حالات الصراع فى العالم العربى، لأن الحل السياسى صعب والحسم العسكرى مستحيل.. وإلى نص الحوار
د. أحمد يوسف لـ"الوطن": دول عربية تتعرض لخطر التقسيم لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية
تتعرض عدة دول عربية لخطر التقسيم نتيجة حروب أهلية.. فهل حدث هذا التهديد الجماعى من قبل؟
- هذه هى السابقة الأولى من نوعها فى التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الثانية، وقبل ذلك كانت حالات فردية كما حدث فى الصومال ثم السودان.
لبنان على شفا الحرب الأهلية إذا أقدم حزب الله على قمع المحتجين.. والأزمة الاقتصادية خانقة
كيف ترى الأوضاع فى لبنان؟
- لبنان وصل إلى مرحلة الخطر، فأوضاعه الاقتصادية هشة، وازدادت سوءاً مع الحراك الأخير ثم كورونا. ويمكن القول إن الأوضاع الاقتصادية كارثية، فالدولة لا تستطيع سداد ديونها، والعملة اللبنانية التى ظلت 30 عاماً عند 1500 ليرة للدولار قفزت إلى 4000 ليرة للدولار، ما يعنى انخفاض قيمتها لأكثر من النصف، وبالتالى ارتفعت الأسعار وانخفضت الدخول، والمودعون لا يستطيعون استرداد أموالهم بحرية، وهناك أنباء عن تحويل مليارات الدولارات لشخصيات كبيرة استنزفت لبنان وتريد الهروب بأموالها الآن.
هل تستطيع الاحتجاجات المستمرة منذ منتصف أكتوبر الماضى تحقيق أهدافها؟
- فى أى بلد عندما تصل الاحتجاجات الشعبية إلى درجة من القوة يحدث تغيير ما، إما فى الأشخاص كما فى ثورات الربيع العربى أو تغيير جذرى فى النظم. لكن فى لبنان الأمر بالغ الصعوبة بسبب التوازنات الطائفية، فتغيير النظام فى أى بلد مرتبط بالإجماع الشعبى، ولبنان ممزق طائفياً، لذا تحقيق هذا الإجماع صعب جداً، وتغيير النظام يتطلب عملية تاريخية طويلة وليس احتجاجات لأسابيع أو شهور.
لكن اللبنانيين فى هذه المرحلة يتحدثون عن إسقاط النظام، فمن يقصدون؟
- الحكم الحالى مُوالٍ لحزب الله الذى أصر على اختيار العماد ميشيل عون رئيساً للبلاد وهو متحالف مع نبيه برى، رئيس مجلس النواب، الذى أعطى الضوء الأخضر لتولى رئيس الحكومة الحالية حسان دياب. وأى احتجاج شعبى واسع النطاق يكون فى جوهره ضد حزب الله الذى يملك النفوذ السياسى والعسكرى. وإذا فشل الجيش فى احتواء الاحتجاجات قد يكون البديل تدخل قوات حزب الله لقمع المتظاهرين، ولو دعم المحتجين قوى أخرى داخلية أو خارجية، ستبدأ مرحلة طويلة من عدم الاستقرار وربما حرب أهلية، لذا لبنان مقبل على مستقبل مظلم.
ولماذا لا تتوقع أن يأتى الفرج فى صورة مساعدات خارجية تكفى اللبنانيين شر القتال؟
- المساعدات الاقتصادية تحل المشكلة لكن أوضاع الدول المانحة لا تسمح لها بنجدة لبنان، لأن سيطرة حزب الله على الأوضاع لا تشجع دول الخليج على المساعدة، كما أنها تعانى اقتصادياً بسبب تراجع أسعار النفط، والدول الغربية غارقة فى تداعيات كورونا، وإيران محاصرة اقتصادياً ولا يمكنها تقديم مساعدات، لذلك الموقف خطير جداً.
ومن يتحمل المسئولية عما يجرى فى اليمن؟
- الحوثيون بلا شك، فاليمن كان فى طريقه للاستقرار بعد مؤتمر ناجح للحوار الوطنى ومشروع جيد جداً للدستور. لكن كل ذلك انهار بسبب انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران.
الحرب بدأت فى مارس 2015 والأوضاع تزداد سوءاً، فمتى تضع أوزارها؟
- الأطراف المتحاربة ما زالت تملك قدراً من القوة يمكّنها من مواصلة الحرب، والتحالف العربى بقيادة السعودية يواجه موقفاً معقداً، فالحل السياسى صعب والحسم العسكرى مستحيل، فقد أثبت القصف الجوى عدم فاعليته، والتكلفة الإنسانية لاقتحام صنعاء عسكرياً ستكون باهظة.
كيف ترى إعلان خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى إسقاط اتفاق الصخيرات وقبوله «تفويض الشعب» لحكم البلاد؟
- توقيت الإعلان غير جيد لأنه فى وقت تتعرض قواته لبعض التراجع العسكرى وإن كان مؤقتاً، والأنسب كان التركيز على ما فقد من مواقع والعمل مع حلفائه، وهم كثر، على نزع الشرعية عن حكومة الوفاق، لكنه بدلاً من هذا أعلن بسط سلطته على كامل ليبيا وهو لا يعنى شيئاً أكثر من الموجود على الأرض.
وهل نزع الشرعية عن حكومة الوفاق ممكن؟
- المهمة صعبة لكنها ممكنة لأنها تخرق قرارات مجلس الأمن ومؤتمر برلين الخاصة بحظر التسلح وتستقبل مرتزقة من تركيا.
وإلى أين تتجه ليبيا؟
- البعض يرى أن ليبيا تتعرض لخطر التقسيم، ليس لدىّ معطيات للحكم على صحة هذا التقدير، وما زلت موقناً أن الدولة الليبية باقية، والجيش الوطنى الذى يسيطر على غالبية الأراضى سينتصر فى النهاية، لكن هذا يتطلب تطوير الأداء العسكرى والسياسى.