الأوقاف: تنظيم النسل ضرورة وطنية خاصة في المرحلة الراهنة

الأوقاف: تنظيم النسل ضرورة وطنية خاصة في المرحلة الراهنة
أكدت الدكتورة جيهان ياسين، الواعظة بوزارة الأوقاف أن الإسلام يحرص كل الحرص على أن تقوم الرابطة الزوجية -التي هي النواة الأولى للأسرة- على المحبة، والتفاهم والانسجام، وهي أهم خطوة في إصلاح المجتمع يليها تربية النشء وتحصينه، وهذه التربية هي مسؤولية الأسرة، رجالا ونساء، فكل فرد راع ومسؤول عن رعيته.
كما أشارت، في كلمتها بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى أن التنظيم والتخطيط في حياة الفرد والمجتمع أمر لا غنى عنه لأي مجتمع يريد النهوض بأفراده، وكذلك الأمر في تنظيم الأسرة فإنه يعود بالفائدة والنفع على الأسرة والمجتمع معا، وأن تنظيم الأسرة قرار يخص الزوجين معا، ولابد من تباعد فترات الحمل حفاظا على صحة الأم، مبينة أن القرآن الكريم تحدث عن ذلك حيث قال الله (عز وجل): "وحمله وفصاله ثلاثون شهرا"، وبعد هذه المدة تكون الأم قد استردت صحتها وما فقد منها أثناء الحمل والرضاعة.
كما نبهت على أن الحمل المبكر خطر على صحة الأم والطفل، وأنه لا بد من تباعد فترات الحمل بأن تعطي المرأة فرصة لاستعادة نشاطها وصحتها وعافيتها، وأن المباعدة بين فترات الحمل لها فوائد من أهمها: "التنشئة الصحيحة والصحية لكل مولود، كما أنه يسهم في تلافي وفيات الرضع، وخفض وفيات الأمهات بنسبة كبيرة"، فالإنسان مأمور بأن يتجنب مواطن الهلاك، والله أعطاه عقلا ليدبر به شأنه كله، وقال تعالى: (بل الإنسان على نفسه بصيرة)، موضحة أن الإسلام أعطى للطفل حقه في التربية، كما أعطى الأم حقها في الصحة والرعاية والعناية، فرعاية الطفل مفروضة في الإسلام وتضييعه إثم كبير، وقال صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت).
وفي ختام كلمتها أكدت أن تنظيم النسل ضرورة وطنية خاصة في المرحلة الراهنة، وذلك لأن الأولاد أمانة عند والديهم فلهم حق الكسوة والإطعام والتعليم والتربية تربية دينية وخلقية ونفسية؛ حتى لا يكونوا عالة على المجتمع، ومن هنا تأتي أهمية تنظيم الأسرة حتى نوجد جيلا قادرا على تحمل المسؤولية وعمارة الحياة.