صلاح عبدالصبور.. 89 عاما على ميلاد صاحب "مأساة الحلاج"

كتب: سمر نبيه

صلاح عبدالصبور.. 89 عاما على ميلاد صاحب "مأساة الحلاج"

صلاح عبدالصبور.. 89 عاما على ميلاد صاحب "مأساة الحلاج"

يعد صلاح عبدالصبور، أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي، ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحدا من الشعراء العرب القلائل، الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، خاصة في مسرحيته "مأساة الحلاج"، وفي التنظير للشعر الحر.

اسمه محمد صلاح الدين عبدالصبور يوسف الحواتكى، ولد في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق، التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية عام1947، وتتلمذ على يد الشيخ أمين الخولي، الذي ضمه إلى جماعة (الأمناء) التي كوّنها، ثم إلى (الجمعية الأدبية) التي ورثت مهام الجماعة الأولى، وكان لهاتين الجماعتين تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.

وعلى مقهى الطلبة في الزقازيق، تعرف على أصدقاء الشباب مرسى جميل عزيز وعبدالحليم حافظ، وطلب عبدالحليم حافظ منه أغنية، يتقدم بها للإذاعة، وسيلحنها له كمال الطويل فكانت قصيدة لقاء، وتخرج صلاح عبد الصبور عام 1951 وعين بعد تخرجه مدرسا في المعاهد الثانوية، لكنه كان يقوم بعمله عن مضض، حيث استغرقته هواياته الأدبية.

تنوعت المصادر التي تأثر بها إبداع صلاح عبدالصبور، من شعر الصعاليك، إلى شعر الحكمة العربي، مرورا بسيَر وأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب، مثل الحلاج وبشر الحافي، اللذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته في بعض القصائد والمسرحيات.

كما استفاد من منجزات الشعر الرمزي الفرنسي والألماني (عند بودلير وريلكه) والشعر الفلسفي الإنجليزي (عند جون دون وييتس)، ولم يُضِع عبد الصبور فرصة إقامته بالهند مستشارا ثقافياً لسفارة بلاده، بل أفاد ـخلالهاـ من كنوز الفلسفات الهندية ومن ثقافات الهند المتعددة.

وكان صلاح عبدالصبور، انتقل للعمل في الصحافة، عقب تخرجه في كلية الآداب في التدريس، وسافر كمستشار ثقافي لمصر بالهند، في الفترة من 1977 حتى 1978، وكان آخر منصب تقلده رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب.

بدأ ينشر أشعاره فى الصحف، واستفاضت شهرته بعد نشره قصيدته شنق زهران، خاصة بعد صدور ديوانه الأول "الناس فى بلادى"، إذ كرسه بين رواد الشعر الحر مع نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، وسرعان ما وظف هذا النمط الشعرى الجديد فى المسرح، فأعاد الروح وبقوة فى المسرح الشعرى.

وتميز مشروعه المسرحى، بنبرة سياسية ناقدة بعيدا عن الانتماء الحزبى، وكان له إسهامات فى التنظير للشعر خاصة فى عمله النثرى "حياتى فى الشعر"، وكانت أهم السمات فى أثره الأدبى استلهامه للتراث العربى وتأثره البارز بالأدب الإنجليزى.

من أهم مؤلفاته، "الناس فى بلادى، و"أقول لكم"، "تأملات فى زمن جريح"، "أحلام الفارس القديم"، "شجر الليل"، "الإبحار فى الذاكرة"، ومن مؤلفاته المسرحية "الأميرة تنتظر"، "مأساة الحلاج"، "بعد أن يموت الملك"، "مسافر ليل، "ليلى والمجنون"، "قصيده لحن".

أما مؤلفاته النثرية، "على مشارف الخمسين، وتبقي الكلمة، حياتى فى الشعر، أصوات العصر، ماذا يبقى منهم للتاريخ، رحلة الضمير المصرى، حتى نقهر الموت، قراءة جديدة لشعرنا القديم، رحلة على الورق".

حصل على عدد من الجوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية عن مسرحيته الشعرية "مأساة الحلاج" عام 1966، وحصل بعد وفاته على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1982، والدكتوراه الفخرية فى الآداب من جامعة المنيا فى نفس العام، والدكتوراه الفخرية من جامعة بغداد أيضًا فى نفس العام.

توفى رائد الشعر الحر العربي، في 12 أغسطس 1981، نتيجة تعرضه لأزمة قلبية حادة أودت بحياته، إثر مشاجرة كلامية ساخنة مع الفنان الراحل الفنان الراحل بهجت عثمان، في منزل صديقه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي.

وكان عبد الصبور يزور حجازي في منزله، بمناسبة عودة الأخير من باريس ليستقر في القاهرة، وبحضور أمل دنقل، وكان رسام الكاريكاتير بهجت عثمان -الذي كان مخمورًا- في هذا الوقت، قد هاجمه قائلًا: "بعت بـ3 نكلة ياصلاح؟" ما أدى إلى إصابته بأزمة قلبية، ونقله للمستشفى ثم وفاته.

وفي هذا تقول أرملة الشاعر الراحل، سميحة غالب: "سبب وفاة زوجي، أنه تعرض إلى نقد واتهامات من أحمد عبدالمعطي حجازي، وبعض المتواجدين في السهرة، وأنه لولا هذا النقد الظالم، لما كان زوجي مات، واتهموه بأنه قبل منصب رئيس مجلس إدارة هيئة الكتاب، طمعا في الحصول على المكاسب المالية، متناسيا واجبه الوطني والقومي، في التصدي للخطر الإسرائيلي، الذي يسعى للتطبيع الثقافي، وأنه يتحايل بنشر كتب عديمة الفائدة، لئلا يعرض نفسه للمساءلة السياسية.


مواضيع متعلقة