السبب والمسبب والتدخل الإلهي.. شيخ الأزهر يفحم فلاسفة الإلحاد

السبب والمسبب والتدخل الإلهي.. شيخ الأزهر يفحم فلاسفة الإلحاد
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إننا نرى من خلال المشاهدة الطبيعية والحسية أنه لا يمكن أن يكون هناك "شيء من لا شيء"، فإذا اشتعلت النار في شيء لابد أن تحرقه، فإشعال النار هو سبب، والإحراق هو المسبب، لافتا إلى أن هذه المصطلحات تناولها الفلاسفة خاصة الإمام الغزالي والأشاعرة، ولهم نظرة عميقة جدا في مبدأ التوكل على الله وهل التوكل هو الاعتماد على الأسباب أو التوكل شيء والاعتماد شيء آخر.
وأضاف خلال برنامجه "مع الطيب"، المذاع على شاشة قناة "dmc"، أن أي سبب هو الذي ينتج المسبب عقلا وضرورة، وإذا كان السبب هو الذي ينتج المسبب ذاتيا فحيثما تصورت السبب فلا بد أن تتصور المسبب وإلا لما استطعت أن تنطلق أن هذا المبدأ مبدأ ذاتي، مؤكد أننا لا نستطيع أن نتصور وجود السبب مع غياب المسبب.
وتابع: "الذين لا يؤمنون بالله والفلسفة الإلحادية والعقلية التي تنتمي للفلسفة الإلهية، يقولون إن الربط بين السبب والمسبب هذا ربط عقلي ولا يمكن أن يتخلف أبدا، وقال الإمام الغزالي لهم إن هذا الاعتقاد خطر على الإيمان بالله".
وواصل: "فلسفة السبب والمسبب عند هؤلاء المؤمنين بالله، حيث يقولون إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحدث الإحراق عندما تتلاقى النار بالشيء المحترق، بمعنى أنه لو أراد ألا يحدث هذا الاحتراق لما استطاع السبب أن يفعل شيء في المسبب".
واقتبس شيخ الأزهر من قصة سيدنا إبراهيم مثالا للتبسيط، قائلا: "وجدت النار ولم يوجد الاحتراق، لا يمكن تفسير هذا إلا إذا افترضت أن الذي يحدث الاحتراق ليس هو السبب الذي هو النار وإنما الذي يحدث الاحتراق هو سببا آخر ثالث سبب يقول لها أحرقي فتحرق أو يقول لها لا تحرقي فلا تحرق وتكون بردا وسلاما".