ياسر سامي : أحداث مسلسل "النهاية" من وحي الخيال وغير مسروقة من أفلام غربية

ياسر سامي : أحداث مسلسل "النهاية" من وحي الخيال وغير مسروقة من أفلام غربية
- مسلسل النهاية
- مسلسلات رمضان 2020
- دراما رمضان 2020
- رمضان 2020
- مسلسلات رمضان
- مسلسل النهاية
- مسلسلات رمضان 2020
- دراما رمضان 2020
- رمضان 2020
- مسلسلات رمضان
تدور أحداث مسلسل النهاية بعد 100 عام من الفترة الحالية، من منبع أرض الجدود مدينة «القدس» التى اختارها المخرج ياسر سامى لتعبر عن رؤيته للمستقبل، حيث يعيش المشاهد خلال الأحداث فى زمن يشهد تطوراً تكنولوجياً ملحوظاً، وأحداثاً سياسية تتغير وأحلاماً تتحقق.
تحدثت «الوطن» مع المخرج ياسر سامى، الذى يخرج ثانى تجاربه الدرامية، ليوضح سبب موافقته على العمل، وصعوبة تنفيذ أحداثه باستخدام الجرافيك، وكشف حقيقة تدخل بطل العمل الفنان يوسف الشريف فى تصوير المشاهد وتنفيذها، وحقيقة اقتباس أحداث المسلسل من أفلام غربية، والكثير من التفاصيل فى السطور المقبلة.
رد الفعل تجاه العمل لم يكن متوقعاً.. وكأن الجمهور متعطش لهذه النوعية من الدراما
هل كنت تتوقع كل تلك الإشادة من قبل الجمهور منذ عرض «النهاية»؟
- لم أكن أتخيل حدوث كل هذا النجاح منذ بداية عرض المسلسل، ولكن كنت أتوقع تلهف الجمهور لمشاهدة نوع جديد على الدراما المصرية.
أقدم مُنتجاً يصدر الأفكار الصحيحة غير الملتوية التى تبعد عن الفكر المتطرف
لماذا اخترت مسلسل خيال علمى لتخوض به السباق الرمضانى؟
- اخترت تيمة الخيال العلمى بسبب بدء حدوث فرق واضح بين الدراما المصرية والغربية، فالمسلسلات الغربية أصبح لها شكل سينمائى، وهذا يعمل على جذب انتباه الشباب، والجيل الجديد فى مصر أصبح يشاهد تلك النوعية من الأعمال عن طريق نتفيلكس وغيرها، مما يؤدى إلى إدخال بعض الثقافات والعادات الدينية والأخلاقية غير المعتادة على مجتمعنا، لذا تمنيت أن أقدم مُنتجاً درامياً يعمل على عودة الثقة مرة أخرى للشباب من خلال تصدير الأفكار الصحيحة غير الملتوية التى تبعد عن الفكر المتطرف.
ألم تتخوف من جرأة الفكرة، وتقديمها للمرة الأولى للجمهور المصرى؟
- التحدى الحقيقى بالنسبة لى تمثل فى كيفية الجمع بين الدراما والجودة الفنية للمسلسل، ولم أكن قلقاً بشأن تصوير مسلسل يتحدث عن المستقبل قبل البدء فى تنفيذه.
ما كواليس التحضيرات الأولى للمسلسل مع الشركة المنتجة قبل مرحلة التنفيذ؟
- كانت هناك عدة أسئلة من قبل الجهة الإنتاجية لى بشأن مرحلة التنفيذ، دارت حول تكلفة العمل، وكيفية تنفيذ الشكل، وما الذى نستطيع أن نقدمه حتى نكون على مستوى جودة الأعمال الأجنبية، وأنا بالفعل كانت لدىَّ الإجابة فى أقل من 3 دقائق، على الرغم من أنهم يعملون على المسلسل منذ عامين من أبحاث وتحضيرات أساسية، والتى تمثلت فى أن الجزء التقنى سيكون بالجمع بين 3 أشياء وهى، الديكور والجرافيك والممثلين حتى يكون المسلسل واقعياً، وبالنسبة للتكاليف لم تكن كبيرة، ولكنها تحتاج إلى مخرج يفهم جيداً فى المادة الجديدة التى ستُعرض، وقد كنت أتحدث فى البداية على أساس أننى لست مُخرج العمل، ولكن بعد محاورتى معهم تم اختيارى وبدأنا التحضيرات الأولى.
معنى ذلك أن مهمة خروج المسلسل وعرضه على الشاشات، استغرقت محطات عدّة؟
- «مقاطعاً».. بالفعل، فالدراما بدأت من المؤلف عمرو سمير عاطف، ثم عملت عليها باستيعاب تام، لأن أى سيناريو تدور أحداثه فى المستقبل، سيكون لكل مخرج وجهة نظر مختلفة فى إخراجه، والسبب فى ذلك أنه لا توجد مرجعية لتنفيذه، ويقع عاتق خروجه للجمهور على المخرج بنسبة 100%، بداية من اختيار الممثلين، الملابس، الديكور، واستخدام التكنولوجيا الجديدة، والشكل المستقبلى، وكان كل تخوفى هل أنا تصورى الشخصى سوف يعجب عامة الجمهور أم لا، ولكن بفضل الله رد الفعل جاء غير متوقع، وكأن الجمهور متعطش لذلك النوع من الدراما.
جرأة يوسف الشريف تمثلت في "الفكرة" والمؤلف قوته في السرد المقنع للأحداث
وبالنسبة للتعاون مع «يوسف الشريف»، هل كان له أى تدخلات أثناء التصوير، خاصة أنه صاحب الفكرة؟
- لم يحدث ذلك على الإطلاق، فيوسف لديه الفكرة، ولكن لم يكن لديه الرؤية، وكل شخص كان يعرف هدفه وينفذه بشكل متقن، فيوسف الشريف جرأته تمثلت فى الفكرة، وعمرو سمير عاطف قوته فى السرد، وحكى الحدوتة بشكل مُقنع، وأنا كمخرج مهمتى أن أخرج الرؤية لكل ما كانوا يتخيلونه بما ظهر على الشاشة، فالممثلون فى هذا المسلسل على قدر كبير من التغيير والتجديد ولم يكونوا على وتيرة واحدة، حتى يستطيعوا مواكبة فكر المسلسلات الجديدة.
هل واجهت صعوبة فى تنفيذ سيناريو عمرو سمير عاطف، خاصة أن معظم الأحداث تحمل بين طياتها نوعاً من الخيال العلمى؟
- لم يكن لدىّ صعوبة فى تنفيذ المسلسل، بسبب أننى أتابع هذا الفكر منذ سنوات، منذ عام 1986 حيث كنت أتابع الأعمال الخيالية، وأتابع كيفية تنفيذها، فهناك قاعدة عامة اتفق عليها كل مصنّعى الخيال العلمى أو الأحداث العلمية، وهى توحيد بعض التفاصيل، على سبيل المثال فى التسعينات لم يكن هناك هاتف محمول، ولكن عندما أنُتج فيلم لـ«باتمان» كان يتحدث مع الأشخاص من خلال شاشة صغيرة محمولة فى الأيدى، وفى الثمانينات كانوا يتحدثون من خلال جهاز صغير أيضاً، إلا أنه بعد التطور وبعدما أصبح هناك الهاتف المحمول، بدأت الأفلام الشبيهة التى تصنع هذا النوع من الدراما يلجأ صناعها إلى وسائل أصغر يتحدثون من خلالها، ومن هنا توحدت بعض الأفكار الخاصة بالمستقبل، وأصبحت هناك مصداقية لأى شىء مشترك فى هذا الموضوع.
هذا الفكر جديد على الدراما المصرية، ولكنه موجود منذ سنوات بالدراما الغربية، ما ردك بشأن أن المسلسل مُقتبس فى بعض أحداثه؟
- «ضاحكاً»، بالتأكيد لم يحدث ذلك، إلا أن هناك بعض التفاصيل التى تكرر ظهورها فى الأفلام العالمية، فتوحدت بين الأفلام رغم أن المنتجين مختلفون، ولكنهم اتفقوا على شىء معين، وهذا يعتُبر «بروتوكول» مُتفقاً عليه عالمياً، وأننى اتبعت نفس النهج حتى يكون هناك مصداقية، ووظفت ذلك البروتوكول لخدمة فكرتى الدرامية، ويجب تجريد العمل من الجرافيك والملابس حتى تظهر قيمته الفنية، وما الذى أضفته إلى المسلسل، فأنا لم آخذ شيئاً بعينه والمسلسل غير مسروق ولكنى وظفت ما أحتاجه بالبروتوكول الموجود فى الدراما العالمية التى سبقتنا.
ظهر خلال الأحداث استخدام البشر للأوتوبيسات والمستشفيات غير المجهزة صحياً، فما تفسيرك بأن هذا يتنافى مع التقدم التكنولوجى الذى حدث؟
- بالعكس، فهذا يؤكد على ضرورة الفكرة التى أريد توصيلها للجمهور، ففى حالة الحرب تتوقف الحياة ويكون الناس أقصى طموحها الحصول على قوت يومهم فقط، فلم يكن هناك طموح لصناعة تكنولوجيا جديدة، وبالتالى توجد الأوتوبيسات وغيرها من بعض التفاصيل الأخرى، وتلك الأمور تحدث فى المسلسل بعد 40 عاماً من الوقت الحالى، لذا أجبرنا على العودة إلى استخدام تكنولوجيا فى زمن 2060 تزامناً مع أحداث المسلسل، فنحن فكرنا بتخيل مُستقبلى ثم توقفنا وتخيلنا ما بعده.
ما تعليقك بشأن وجود بعض الأخطاء المتمثلة فى طريقة التحدث أو الملابس الخاصة بالفنانين؟
- لا خطأ فى المستقبل لأن لا أحد يذهب له، فالخيال متاح لكل البشر بأى شكل، ولكن المهم أن نكون على رضاء تام بالمنتج بعد انتهاء كامل عناصره، وتلك النوعية جديدة على الدراما، وأى نقد يعتبر لا فائدة له.
ما الهدف وراء عرض مشاهد صممت خلالها الحكومة فى المستقبل على رفض التعليم وتجريمه؟
- الهدف وراء ذلك متمثل فى القاعدة التالية «كلما أردت السيطرة على المجتمع، ابحث عن مجتمع جاهل»، لكن المجتمع المُثقف من المستحيل أن يوافق على شىء دون اقتناع، ورؤيتى خلال الحلقات هى أن الشركات فى المستقبل سوف تحتكر الطاقة، وتحتاج إلى أن يكون المجتمع جاهلاً وضعيفاً مادياً لكى يكون محتاجاً لهم طوال الوقت، لأنهم إذا تعلموا سيعرفون حقوقهم ويطالبون بها، وهذه وظيفة «زين» الشخصية التى يجسدها «الشريف» الذى يحاول أن يعلمهم فى الظُلمات بطريقة غير شرعية، حتى يعرفوا حقوقهم، وفى المستقبل يعلموا غيرهم، حتى لا تضيع الحقوق باختفاء الأجيال، وتظل موجودة ومعلومة للجميع.
هل أثر انتشار «كورونا» على أحداث المسلسل وتصويره؟
- نحن بدأنا العمل على المسلسل منذ فترة طويلة، وعندما انتشر المرض بدأنا فى مراعاة الإجراءات الاحترازية بمواقع التصوير، وبشأن ربط الجمهور نهاية العالم بالمسلسل فما هى إلا مصادفة غير مقصودة، ونتمنى من الله أن يزيح تلك الغمة ويعود كل شىء كما كان، فنحن نتمنى الخير والسلامة للجميع.
توقع الجمهور بأن يكون استخدام الإنسان الآلى شيئاً أساسياً فى المستقبل، لماذا أصررت على تجريم صناعته بعد 100 عام؟
- صناعة الإنسان الآلى أصبحت ممنوعة خلال الأحداث، لأنه تم تصنيعها قبل الـ100 عام ودمرت العالم بسبب ذكائها الاصطناعى، فاستطاعت الحكومة أن تسيطر عليها، ومنعوا صناعتها، وهذا ما ظهر خلال حوار «عزيز» محمود الليثى مع «سعادة» عمرو عبدالجليل، ففى الصين صنعوا إنساناً آلياً يشبه رئيس أمريكا وقتل الرئيس الأمريكى حتى يحصل على مكانه وهذا يعتبر ماضياً بالنسبة لأحداث المسلسل، فأصبح من المستحيل تصنيعه لأنهم يرون أن الإنسان الآلى سوف يأخذ مكان البشر، فما هو إلا شخص يشبه الإنسان العادى، ولكنه أذكى وأقوى منه 100 مرة، فهو يعتبر مثل السلاح، لذا كان لا بد من تدميره قبل أن يتفوق مرة أخرى على الإنسان ويدمره.
هل كانت لك مرجعية أساسية فى اختيار ملابس الفنانين؟
- لا، لم يكن لدىّ أى مرجعية، ولكن كل ذلك من تخيلى ونفذته الاستايلست إنجى علاء، فأى شىء فى تلك النوعية من الأعمال يجب أن يكون مرسوماً بناءً على رؤية المخرج 100%، فإذا لم يضع المخرج الرؤية الصحيحة، فسيشعر الجمهور بتشتت كبير خلال المشاهدة، كما أنى حرصت على متابعة أقل التفاصيل وتنفيذها لدرجة تصل إلى أن «ذقن» الفنانين رسمتها بأيدى لأن الكوافير لم يكن يتخيلها و«الباروكة» الخاصة بكل شخص قصصتها قبل استخدامها.
استخدام الجرافيك نقطة فاصلة، بين تصديقها أو استخفاف الجمهور بها، كيف نفذت تلك المشاهد؟
- صممت تصوراً مبدئياً كاملاً قبل التصوير، كان به رسومات وتفاصيل الأشياء المستخدمة سواء من الجرافيك أو الأسلحة المستخدمة والملابس، فأحداث المستقبل غير معلومة، ويكون عبء تنفيذها على المخرج فقط، فجميع الأشكال بداية من «الآى باد»، والملابس والأسلحة والطائرات ترجع إلى رؤية مخرج بالتعاون مع الجرافيك وغيرهم، فقمت بتصميم الأسلحة مرسومة على ورق ثم حولتها إلى 3D، ثم طبعتها ونفذتها، كما أن إدارة الممثل أهم من الجرافيك، وما الجرافيك إلا شىء يخدم العمل فقط، ويجب أن تكون الدراما موجودة بصورة أكبر، وسيكون هناك فيديو مبسط يعرض آخر شهر رمضان بالتجهيزات الخاصة بكل المشاهد ويوضح جميع الكواليس.
وما صحة الاستعانة بمُصممى جرافيك غير مصريين فى المسلسل؟
- كل مصممى الجرافيك مصريون ولا صحة للاستعانة بأجانب، ولكن الفرق أننى أوصلت لهم رؤية معينة، استطاع من خلالها المونتير عمرو عاكف وفريقه أن يهضموا الفكرة ويقدموا منتجاً بتلك الجودة الفنية، ويخرج نتيجة هائلة من نفس الأشخاص، كما أنهم كانوا يريدون تقديم هذا النوع الدرامى، فقدموه بحب شديد وكأنهم كانوا محبوسين فى أفكار عديمة الفائدة، فالحلقات الأولى هى الأضعف فى سلسلة المسلسل، فأنا بذلت مجهوداً كبيراً مع الفنانين خلال الحلقات المقبلة