"النهاية".. مغامرة "الشريف" بأول مسلسل خيال علمي في الشرق الأوسط

"النهاية".. مغامرة "الشريف" بأول مسلسل خيال علمي في الشرق الأوسط

"النهاية".. مغامرة "الشريف" بأول مسلسل خيال علمي في الشرق الأوسط

حالة من التشويق والإثارة غلبت على أحداث مسلسل «النهاية»، الذى يدور فى عام 2120 بالقدس، فى إطار من الخيال العلمى، ويلقى نظرة على مستقبل العلم وما سيفعله فى العالم وكيف سيؤدى إلى تغييره.. ويجسد خلاله بطل العمل يوسف الشريف دور مهندس يبحث عن حل لأزمة الطاقة، ولكن يتغير كل شىء حينما يظهر له إنسان آلى مستنسخ منه، ونال المسلسل إشادات من الجمهور المصرى بعد عرض حلقاته الأولى.

«النهاية» فكرة يوسف الشريف، وسيناريو وحوار عمرو سمير عاطف، وإخراج ياسر سامى، وإنتاج شركة سينرجى، ويشارك فى بطولته عمرو عبدالجليل وأحمد وفيق وناهد السباعى ومحمود الليثى وعدد آخر من الفنانين.

من جانبه، ذكر المؤلف والسيناريست عمرو سمير عاطف أن مسلسل «النهاية»، يعتبر تجربة جديدة ومختلفة لم تقدم فى الدراما المصرية أو العربية من قبل، مؤكداً أن فكرة المسلسل مصرية 100% ولم يتم اقتباسها من أى عمل فنى آخر فى العالم.

عمرو سمير عاطف: تجربة جديدة ومختلفة لم تقدم فى الدراما المصرية أو العربية من قبل.. وغير مقتبسة من أى عمل آخر

وأضاف «عاطف» لـ«الوطن: «أعتقد أن الجمهور المصرى بعد مشاهدة أولى الحلقات من المسلسل تأكد بنفسه أن فكرة المسلسل لا تتشابه مع أى عمل فنى آخر»، وعن مناقشته فكرة نهاية العالم والكتابة عن الخيال العلمى وتطور التكنولوجيا، خاصة بعد انتشار المخاوف بسبب فيروس «كورونا» الأخير، أكد السيناريست عمرو سمير عاطف أن انتشار فيروس «كورونا» بالعالم ليس له علاقة بالتفكير فى كتابة هذا المسلسل، ولكنه يؤكد أنه ككاتب يتابع ويرصد ما يحدث فى العالم بشكل يومى فيرى انقراض أحد الحيوانات أو حرائق الغابات وزيادة نسبة التلوث وزيادة درجات الحرارة، موضحاً أننا حالياً نعيش فى كنف حضارة استهلاكية لا تتوقف عن الإضرار بكوكب الأرض، وأنه يتوقع أن ذلك سيؤدى إلى كارثة، ويرى «عاطف» أن ظهور فيروس «كورونا» ما هو إلا دليل على بداية للخطر الذى ينتظر كوكب الأرض بسبب ما يفعله الإنسان.

وعن تعاونه مع الفنان يوسف الشريف للمرة السادسة أكد «عاطف» أنه تربطه علاقة قوية بالفنان يوسف الشريف ويوجد بينهما تفاهم فنى بدرجة كبيرة يؤدى إلى إنتاج عمل مميز، متمنياً أن تستمر علاقة النجاح بينهما.

بينما عبر المخرج ياسر سامى عن سعادته برد فعل الجمهور حول المسلسل، قائلاً: «فؤجئت برد الفعل بمجرد عرض الحلقات الأولى، وكأن الجمهور مُتعطش لذلك النوع من الدراما، وإننى فخور بالعمل مع مجموعة من أهم الفنانين والفنيين سواء الجرافيك والاستايلست والإضاءة وغيرهم، والكل مُتفهم أننا نريد تقديم منتج درامى جديد إلى الجمهور المصرى»، موضحاً أن الفكرة الرئيسية جاءت من يوسف الشريف.

ياسر سامى: فوجئت برد الفعل بمجرد عرض الحلقات الأولى وكأن الجمهور مُتعطش لذلك النوع من الدراما

وأضاف «سامى» لـ«الوطن»: «سيناريو «النهاية» من الممكن أن تتغير صورته وفقاًً لرؤية المخرج للعمل، فالأمر يرجع إلى الصورة الكاملة التى رأيتها منذ عرضت علىّ الشركة المنتجة المشروع، لذا كان لا بد من وضع خطة لكل شىء قبل تنفيذه حتى لا يشعر الجمهور بالتشويش»، مؤكداً أن المسلسل لم يتم اقتباسه من أى أعمال أجنبية، وأضاف أن هناك بروتوكولاً للتطور التكنولوجى فى استخدام الأجهزة الحديثة والإنسان الآلى.

بينما قالت الكاتبة والاستايلست إنجى علاء، التى قامت بتصميم الأزياء فى المسلسل، إنها متحمسة للغاية لـ«النهاية» منذ بداية التحضير له بسبب أنه مختلف عن باقى الأعمال التى قدمها يوسف الشريف، وأضافت: «بالطبع أعمال يوسف الشريف جميعها مختلفة، وتحتاج لمجهود كبير فى الملابس، ولكن ذلك العمل تحديداً من المسلسلات الخاصة لأنه يدور فى المستقبل وفى إطار غريب غير المألوف والمعروف لدى المشاهد».

وأكدت «إنجى»، لـ«الوطن»، أنها تحب العمل مع «يوسف» بعيداً عن أنه زوجها وأنه جمعها به 10 أعمال من قبل، وأنها استفادت كثيراً من العمل معه وأضاف لها الكثير، مشيرة إلى أن كل عمل معه له صعوبة خاصة، ويتطلب جهداً كبيراً.

إنجى علاء: "النهاية" له طابع خاص والعمل فى ظل ظروف "كورونا" مرهق للغاية

أما عن صعوبة مسلسل «النهاية» فقالت «إنجى» إنها تكمن فى أن التصوير والتنفيذ للملابس جاء فى نفس الوقت، وأن الملابس متطلباتها صعبة، وأكدت أن شركة الإنتاج لم تبخل بشىء ولولاها لم يكن ليظهر المسلسل بالشكل الذى رآه الجمهور فى البرومو الدعائى بالمسلسل أو فى الحلقات الأولى التى تصدرت نسب المشاهدة، مشيرة إلى أن النجاح الذى حققه المسلسل قبل عرضه وراءه عدد كبير من الفنانين، كل منهم فى مجاله.

وأضافت «إنجى»: «بالرغم من التعاون للمرة الأولى مع مخرج العمل ياسر سامى إلا أنه كانت هناك كيميا كبيرة بيننا وذلك سيتضح مع الحلقات وذلك سيعكس نجاح العمل أمام المشاهد»، أما عن تأثير «كورونا» فى التصوير، فقالت إن الشركة المنتجة اتخذت جميع وسائل الأمان من كمامات وكحول وسبرتو ومطهرات فى اللوكيشن أو فى غرف الفنانين وبذلت مجهوداً كبيراً حتى يخرج العمل إلى النور.

باسل الزارو: شعرت أننى فى هوليوود.. والفضل يعود للشركة المنتجة

بينما قال باسل الزارو، الذى يقدم دور «مجيد»: «المسلسل بخلاف أنه يدور فى المستقبل فيوجد جزء منه فى الواقع، وأنا فى أول يوم تصوير عندما تحدثت مع ياسر سامى شعرت أننى فى هوليوود لدرجة أننى قلت له إن هذا العمل غير مصرى»، وأضاف «باسل» أن ذلك الفضل يعود للشركة المنتجة وفريق العمل القائم على الديكورات والتصوير وغيرها، بالإضافة إلى المخرج ياسر سامى.

وأشار إلى أنه يوجد فى المسلسل عدد من المشاهد الأكشن بينه وبين يوسف الشريف، قائلاً: «أتوقع لها نسب مشاهدة عالية لأن حجم المجهود المبذول داخلها كبير للغاية»، مشيراً إلى أن الجرافيك الموجود فى المسلسل بدون استخدام «كروما»، وتابع حديثه: «بالتأكيد متوتر بعد عرض المسلسل، ولكن ردود الفعل جاءت مبُشرة، خصوصاً أن المشاهدين متحمسون للمسلسل وذلك الأمر ظهر فى البرومو وحتى الحلقات الأولى التى تصدرت مؤشرات البحث، أما عن الملابس فأوجه الشكر لإنجى علاء على المجهود، خاصة أنها بذلت مجهوداً كبيراً فيها».

وأضاف «باسل» أن الدور جديد ومختلف عن ما قدمه من قبل، وأن هذا هو المطلوب من الممثل، أما عن علاقته بباقى الممثلين فى مسلسل «النهاية» فأشار إلى أنه على علاقة جيدة بهم، خاصة المخرج ياسر سامى، الذى توجد بينهما صداقة كبيرة وذلك سينتج عنه نجاح المسلسل.

ويرى الناقد الفنى رامى عبدالرازق أن الجزم بأن مسلسل «النهاية» فكرته لم تقدم من قبل أو لم يتناولها أى عمل فنى فى العالم من الصعب تأكيدها، حيث إن الأعمال الفنية التى تعتمد على الخيال العلمى قد ابتدعتها الثقافة الأمريكية وأبدعت فيها منذ سنوات وحققت نجاحاً كبيراً بها.

وأضاف «رامى» أن جميع الأعمال الفنية التى تعتمد على الخيال العلمى تكون مرجعيتها هى الأعمال الأمريكية فى الأساس، وبالرغم من أن الأوروبيين أول من اهتم بأدب الخيال العلمى إلا أن الأفلام والمسلسلات الأمريكية قد حققت نجاحاً كبيراً فى هذا المجال الفنى متفوقة على أوروبا نفسها.

وأوضح الناقد رامى عبدالرازق أن تراث العرب لا يعتمد على الخيال العلمى ولكنه ملىء بقصص ألف ليلة وليلة وقصص الرعب التى تعتمد على الجن والعفاريت والتى يعتمد عليها الأمريكيون والأوروبيون فى بعض أعمالهم الفنية بالفعل، مؤكداً أن أى محاولة لإنكار أن مسلسل «النهاية» لم يتأثر بأى عمل فنى على مستوى العالم شىء غير منطقى، حيث إن هذا النوع من الفن لم ينبع من ثقافتنا من الأساس. وعن تجربة المخرج ياسر سامى، الذى يعد مسلسل «النهاية» تجربته الثانية فى الدراما التليفزيونية، قال الناقد رامى عبدالرازق إن المسلسل يعتبر تحدياً جديداً بالنسبة له، موضحاً أنه مخرج شاب لديه تجربة مختلفة ولديه فرصة جيدة لتقديم عمل مختلف ومميز.

"البشلاوى": يوسف الشريف أفكاره متجددة

بينما قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى إن الفنان يوسف الشريف يتميز بأفكاره المتجددة دائماً، ولديه قدر كبير من الوعى يساعده على اختيار موضوعات مختلفة، خصوصاً مسلسل «النهاية»، وأضافت «البشلاوى»: «نحن نفتقد هذا الأمر فى الأعمال الفنية، ونعتمد فقط على سينما هوليوود التى تعد مصنعاً متقدماً للخيال العلمى، والذى يخدم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وليست مجرد أفلام عالمية من فراغ».

وأكدت «البشلاوى» أن الفن هو القوة الناعمة للدول، ولذلك تلجأ إليه الدول العظمى وتنفق عليه لخدمة سياستها، متابعة: «الدراما يجب أن تكون جزءاً من المجتمع، خصوصاً فى ظل الظروف التى يعانى منها المواطن بسبب فيروس كورونا». وتوقعت «البشلاوى» أن يقدم مسلسل «النهاية» فكرة جيدة، خصوصاً أن يوسف الشريف عنده «دماغ حلوة»، وليس منفصلاً عن الواقع بحسب تعبيرها، وأنه من الجيد اقتحام محتوى جديد فى أفكار الدراما وتقديم عمل يتعلق بالتكنولوجيا المتقدمة والقفز للمستقبل، ولكن بشرط أن تكون صناعته جيدة و«متخدم» عليه، لا سيما أنها التجربة الأولى فيما يخص الخيال العلمى وستحظى باهتمام المشاهدين.

وقال الناقد الفنى محمود قاسم إن تناول الخيال العلمى فى عمل درامى يعد تجربة جديدة تحظى بالاهتمام للوقوف على كيفية التناول والعرض، فضلاً عن أنها تجربة محفوفة بالمخاطر، خصوصاً أن الأجيال الجديدة التى تتعامل مع التكنولوجيا شاهدت بالفعل أعمالاً أجنبية تتحدث عن المستقبل والتطور المرتقب، ومن ثم قد تحدث مقارنة مع مسلسل «النهاية». وأشار «قاسم» إلى أن يوسف الشريف دائماً ما يذهب إلى التغيير والأفكار المختلفة، ويستطيع تحقيق نسب مشاهدة كبيرة لما يقدمه، وبالفعل له جمهوره الذى يراهن عليه.

بينما قال الناقد الفنى أيمن الحكيم إن يوسف الشريف بمسلسل «النهاية» يخوض مغامرة خطيرة، خصوصاً أن الجمهور المصرى والعربى ما زال متعوداً ولديه حنين لـ«الحدوتة» فى الدراما سواء كانت متعلقة بقصص حقيقية أو غيره، ولكن تقديم عمل فنى درامى فى رمضان عن الخيال العلمى والتطورات التكنولوجية لـ100 عام فى المستقبل منطقة قد تكون محفوفة بالمخاطر وصعبة على المشاهدين، لا سيما فى ظل ظروف الحظر وتداعيات فيروس كورونا. واستطرد «الحكيم»: «الناس لديها حالة من الزهق والملل بسبب فيروس كورونا، وبالتالى لا يملكون رفاهية التفكير والقفز إلى المستقبل كما يفعل مسلسل النهاية، فضلاً عن أن هذه النوعية من الأعمال الفنية والتى يتم معالجتها فى سينما هوليوود يتم معالجتها بتقنيات متطورة للغاية من حيث التصوير والإضاءة والديكور والملابس». وأضاف «الحكيم»: «لكن فى الوقت نفسه يحسب لـ«النهاية» جرأة اختيار الموضوع بالرغم من عدم التوفيق فى اختيار التوقيت الذى يقدم فيه للجمهور، وفى كل الأحوال بالتأكيد سيكون هناك جمهور متابع جيد لهذا المسلسل لمعرفة كيف يتم تقديم الخيال العلمى ومعالجته فى الدراما المصرية والعربية».


مواضيع متعلقة