"العمال العرب": سوق العمل يواجه أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية

كتب: حسام حربى

"العمال العرب": سوق العمل يواجه أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية

"العمال العرب": سوق العمل يواجه أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية

أكد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، برئاسة غسان غصن، الأمين العام، أن عيد العمال هذا العام مختلف في ظل ظروف هي الأسوأ، حيث الإغلاق الجبري لأماكن العمل بسبب تفشي وباء كورونا انعكس سلبا على أكثر من 81% من القوى العاملة العالمية والبالغ عددها 3.3 مليار إنسان، فخسر الملايين أعمالهم، وتوقفت دورة الإنتاج في غالبية دول العالم.

وقال الاتحاد في بيان، إن التحذيرات من التداعيات "المدمرة" التي ستخلفها جائحة كورونا على العمال، جاءت من جانب منظمة العمل الدولية التي أكدت أن سوق العمل يواجه "أسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية"، وتوقعت "المنظمة" أن تؤدي أزمة وباء فيروس كورونا المستجد إلى إلغاء 6.7% من إجمالي ساعات العمل في العالم في النصف الثاني من عام 2020، أي ما يعادل 195 مليون وظيفة بدوام كامل، من بينها 5 ملايين في الدول العربية، موضحة أن من أكثر العمال تأثرا تتركز في قطاعات محددة منها: قطاع الغذاء والفنادق (144 مليون عامل)، وقطاع البيع بالجملة والتجزئة (582 مليونا)، وقطاع خدمات الأعمال والإدارة (157 مليونا)، وقطاع التصنيع (463 مليونا)، حيث إن تلك القطاعات تشكل نحو 37.5% من التوظيف العالمي.

وتابع البيان: تأتي "جائحة كورونا" لتضيف على الطبقة العاملة، ومعاناة فوق معاناتها، حيث جاءت في الوقت الذي يتوقع زيادة البطالة العالمية بنهاية العام 2020 لنحو 200 مليون شخص، وأن أعداد العمال الذين يقعون بين براثن الفقر في ازدياد مستمر، فيما لا تغطي الحماية الاجتماعية الملائمة سوى 27% من سكان العالم، وأنه في كل عام يفقد حوالي 2.3 مليون عامل حياتهم، فضلاً عن الأعباء الثقيلة المتمثلة في الأمراض المهنية، إضافة إلى أنه لا يزال 168 مليون طفل يعمل في أسوأ أشكال عمالة الأطفال، و21 مليونا منهم ضحية من ضحايا العمل الجبري، كما أن ظاهرة الفقر تتزايد حيث يوجد زهاء 327 مليون عامل يعيشون في فقر مدقع، و967 مليون شخص يعيشون في فقر متوسط أو على حافة الفقر في الدول النامية وذات الاقتصادات الناشئة على حد سواء، وهو ما يزيد المعاناة والكارثة، حسب تقارير دولية موثوق بها.

وأعلن الاتحاد تضامنه مع عمال وشعوب الوطن العربي والعالم، مثمنا التضحيات الجمة الذي يقدمها الذين يقفون على خطوط التماس في مواجهة هذا الوباء القاتل من أطباء وممرضين وممرضات ومتطوعين، مطالبا  بمضاعفة الجهود والتعاون الدولي في مكافحة ومنع تفشي هذا الوباء القاتل وتأمين صحة وسلامة البشر.

ويعرب الاتحاد الدولي عن قلق شديد لانتشار الفيروس المستجد في دول النامية، حيث النظم الصحية والاقتصاديات أكثر هشاشة والتي بدلاً من إعانتها وإغدافها بالمساعدة الطبية والحيوية، تفرض الدول النيوليبرالية عليها وشروط التبعية وإملاءات صندوق النقد والبنك الدولي ما يؤدي إلى تفاقم مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن الأزمة الصحية".


مواضيع متعلقة