لماذا الاختيار والممر والخلية ؟
- عبد الوهاب الراعى
- مسلسل الاختيار
- المنسي
- القوات المسلحة
- عبد الوهاب الراعى
- مسلسل الاختيار
- المنسي
- القوات المسلحة
يعرض حاليا بنجاح ضخم مسلسل (الاختيار) والذى يروى قصة الشهيد العقيد احمد منسي ورفاقه الابطال ، وهذا العمل الدرامى المتميز والتاريخي نشاهد فيه تجسيد لاعادة التذكرة بكافة الآلاف من الشهداء فى الجيش والشرطة عبر العصور ، وذلك بطرح قصة احدهم حيث يعد سفيرا ومندوبا وممثلا لهم ، لأن كل شهيد خلفه قصة بطولة ، ولكن تلك النوعية من الأعمال الدرامية تحتاج لجهود ضخمة مادية وبشرية ولوجستية وإدارية وغيرها لنجاحها.
وباستعراض العمل نجد اداء فنى وطنى محترف ، بدأ من براعة وعمق تحديد اسمه الذى يتلخص فى معناه العميق بين الاخلاص والخيانة منسي وعشماوى ، ويعد اضاءة لشعلة مصرية تاريخية مشرفة ، ومن ابرز عوامل نجاحه الدعم اللوجسيتى لقواتنا المسلحة إدارة الشؤون المعنوية والجهات المعنية والتى لاتنضب من واجب العطاء الوطنى .
ومنذ خمسينات القرن الماضى ومابعدها شاهدنا الأعمال الدرامية الوطنية التاريخية التى تجسد بطولات ، وتوضح للأجيال تضحيات قواتهم المسلحة و مؤسساتهم الوطنية ومنسوبيها الابطال ومنها المؤسسات المخابراتية والشرطية الموقرة ، وهذه الاعمال من افلام او مسلسلات لها اهميتها وتفردها الخاص فى رسالتها .
وحاليا وخلال السنوات القليلة الماضية تميز ببريق خاص ثلاثة أعمال درامية بارزة وهم الاختيار والممر والخلية ، وهذا التميز له اسبابه الفنية وموضوعاتهم الواقعية الوطنية وتوقيتات طرحهم على الجمهور ، ودعم سياسة ومؤسسات الدولة الوطنية لتلك الدراما الهادفة ، لاسيما أن الشعب فى حالة تعطش منذ ٢٠١١ وماقبلها لمثل تلك النوعية من الدراما .
ويعد مسلسل الاختيار وفيلم الخلية تجسيدا لنماذج معاصرة من تضحيات الجيش والشرطة ضد الارهاب الغاشم ، وفيلم الممر يمثل حقبة بطولية لقواتنا المسلحة فى نهاية الستينات عقب هزيمة ١٩٦٧م وقبيل نصر ١٩٧٣م ، وارض مصر هى العامل المشترك للأعمال الثلاثة سواء استردادا بالممر أو حفاظا بالاختيار والخلية .
وتزامن النجاح الساحق للأعمال الدرامية الثلاثة وحالة الالتفاف بالشارع المصرى مع هجوم ونقد جاء بصحيفتى يديعوت احرانوت وهاريتس الاسرائيلتين ومقال للصحفية الاسرائيلية سميدار بيرى يعبر عن تخوف المجتمع العبرى من زيادة الكراهية تجاه إسرائيل بعد عرض فيلم الممر .
وتماثل مع النقد الاسرائيلي هجوم وغضب من خلايا التطرف بالداخل المصرى ، وحالة من التوتر والنقد الهادم والفتن المعتادة فى سلوك التشويه والشائعات الممنهج لديهم ضد المجتمع ومؤسسات الدولة.
ولاشك ان القوة الناعمة للفن المصرى وتأثير التلقى عبر الدراما يفوق كثيرا تأثير الكتاب والمحاضرة الجافة فى ترسيخ الوعى الوطنى ، ويأتى دور الأنشطة بالمدارس والجامعات وقصور الثقافة ومراكز الشباب فى استمرارية عرض تلك الدراما علي النشئ والشباب وفقا لخطط مدروسة. حفظ الله مصر