منحته "الطاقة الذرية" لمصر.. ما هو جهاز RT-PCR للكشف السريع عن كورونا؟

كتب: دينا عبدالخالق

منحته "الطاقة الذرية" لمصر.. ما هو جهاز RT-PCR للكشف السريع عن كورونا؟

منحته "الطاقة الذرية" لمصر.. ما هو جهاز RT-PCR للكشف السريع عن كورونا؟

في إطار دعم الجهود الوطنية المبذولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد، حصلت السفارة المصرية في فيينا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أحدث أجهزة التشخيص المبكر للفيروس ومتابعة تطور حالات المرضى دون أن تتحمل مصر أي تكلفة مالية.

وقال السفير عمر عامر سفير مصر بفيينا، ومندوبها الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريحات صحفية، إن هذه الأجهزة تتضمن جهازين للتشخيص المبكر باستخدام أحدث أنواع التكنولوجيا في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وذلك بالإضافة إلى جهازين X rays لمتابعة حالة الجهاز التنفسي للمريض عند التأكد من إصابته بالفيروس لدعم المستشفيات الميدانية.

وزودت الوكالة مصر بجهازي التشخيص السريع المعروفين باسم RT-PCR، اللذان ينطويان على تقنيات كشف مشتقة من الأسلحة النووية، حيث إن مساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي جزء من الجهود المبذولة لمساعدة الدول في جميع أنحاء العالم في مكافحتها لانتشار الفيروس التاجي، وفقا لموقعها الرسمي.

ما تفاصيل التقنية الجديدة؟

تقنية RT-PCR، هي عبارة عن أسلوب مستمد من المجال النووي يُستخدم للكشف عن تواجد مواد وراثية متأتية من أي نوع من المُمْرِضَات، بما في ذلك الفيروسات، وفي الأصل، كان هذا الأسلوب قائما على استخدام النظائر المشعّة بمثابة واسمات للكشف عن المواد الوراثية المُستهدفة، ثم تم تحسينه لاستبدال الوسم النظيري بواسمات خاصة تكون في المعظم الأحيان أصباغاً فلوريةً.

وبفضل هذه التقنية، يمكن للعلماء الاطلاع على النتائج بشكل شبه فوري بينما لا تزال عملية الكشف جارية، وهي الأداة الأكثر استخداما للكشف عن فيروسات كورونا.

خطوات عمل جهاز RT-PCR

يتم الكشف بتلك التقنية، من خلال أخذ عينات من إفرازات لأنف الشخص أو حلقه، ثم تعالج العينة باستخدام عدة محاليل كيميائية تكفل إزالة مواد من قبيل البروتينات والدهون، وتستخرج فقط حمض "ر.أ.ن" الموجود في العينة، الذي يعتبر مزيج من المواد الوراثية الخاصة والخاص بفيروس كورونا، إن وُجِدَ، ثم يُضيف العلماء جزءا قصيرا من حمض "د.ن.أ" المُكمّل، وعقب ذلك ينقل المزيج لداخل جهاز RT-PCR الذي يضعهم في درجات حرارة متباينة تؤدي إلى تسخين المزيج وتبريده لحفز تفاعلات كيميائية، وتكرّر دورات درجات الحرارة لمواصلة نسخ أجزاء حمض "د.ن.أ" الفيروسي المستهدفة لحوالي 35 دورة، وفقا للوكالة الدولية.

وخلال عملية توليد النسخ الجديدة، تلتصق الواسمات الوراثية بجدائل "د.ن.أ"، وتطلق أصباغا فلوريةً يتم قياسها بواسطة الحاسوب الخاص بالجهاز وتُعرض نتائج القياس على شاشة هذا الحاسوب في الوقت الحقيقي، ويتعقّب الحاسوب مقدار التفلور في العينة عقب كل دورة. وعندما يتجاوز هذا المقدار مستوى معينا من التفلور، يعني ذلك أن الفيروس موجود في العينة وأن الشخص مصاب، حيث إنه كلما قل عدد الدورات كلما اشتدت وخامة العدوى بالفيروس.

يعتبر جهاز RT-PCR  في الوقت الحقيقي يتمتع بتقنية حساسة للغاية ومحددة من شأنها توفير تشخيص موثوق في غضون ثلاث ساعات فقط، في حين أن التشخيص الذي توفره المختبرات عادة ما يستغرق في المتوسط فترة من الزمن تتراوح من 6 إلى 8 ساعات.

عملت الوكالة بالتعاون مع الفاو لأكثر من 20 عاما على تدريب خبراء من جميع أنحاء العالم على استخدام RT-PCR  في الوقت الحقيقي وتزويدهم بالمعدات اللازمة، ومؤخرا، استخدمت هذه التقنية لتشخيص أمراض أخرى مثل الإيبولا، وزيكا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم .


مواضيع متعلقة