صوت مكة يصدح في سماء الأقصر.. 10 معلومات عن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

كتب: محمد عبد اللطيف الصغير

صوت مكة يصدح في سماء الأقصر.. 10 معلومات عن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

صوت مكة يصدح في سماء الأقصر.. 10 معلومات عن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

تتغنم مآذن العديد من المساجد في محافظة الأقصر ههذ الأيام، بإذاعة ما تيسر من القرآن الكريم قبل أذاني المغرب والفجر بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وذلك بعد موافقة وزارة الأوقاف على إذاعة القرآن قبل الصلاتين بشروط عدة تتماشى مع الإجراءات الاحترازية المتخذة لمجابهة انتشار فيروس كورونا.

"الوطن" تلقى الضوء على أهم المراحل الحياتية التي مر بها "صوت مكة" كما كان يلقب الشيخ الراحل بين بني بلده.

1- ولد الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داود في 1 يناير من عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت غرب محافظة الأقصر.

2- نشأ صاحب الحنجرة الذهبية في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا، فالجد الشيخ "عبدالصمد" كان من الحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، والوالد هو الشيخ محمد عبد الصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظًا وتجويدًا، أما الشقيقان "محمود" و"عبد الحميد" فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنًّا عبد الباسط.

3- بداية القارئ عبد الباسط مع كتاب الله كانت في السادسة من عمره، عندما التحق بكُتاب الشيخ الأمير بأرمنت فاستقبله شيخه أحسن استقبال؛ لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يُتلَى بالبيت ليل نهار بكرةً وأصيلًا.

4- أتم الشيخ الراحل حفظ القرآن الكريم في سن عشر سنوات، ثم بدأ يتلقى علوم القرأن والقراءات على يد الشيخ محمد سليم الذي ذهب إلى أرمنت ليستقر بها مدرسًا للقراءات بالمعهد الديني، وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم بأصفون المطاعنة، وراجع عليه "عبد الباسط" القرآن كله، ثم حفظ "الشاطبية"، وهي المتن الخاص بعلم القراءات السبع.

5- مع نهاية عام 1951طلب أحد الشيوخ ويدعى الشيخ الضباع من الشيخ عبد الباسط أن يتقدم إلى الإذاعة كقارئ بها، وبعد تفكير وافق الصغير، وكان "الضباع" قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبدالباسط بالمولد الزينبي بالقاهرة، وقدم ذلك التسجيل للجنة الإذاعة، فانبهر الجميع بأدائه ليكون أحد قرائها.

وبعد الشهرة التي حققها الشيخ عبد الباسط في بضعة أشهر، أقام إقامة دائمة في القاهرة مع أسرته التي نقلها معهُ إلى حي السيدة زينب.

7- بسبب التحاقه بالإذاعة، زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو، وتضاعف إنتاجها في ذلك الوقت، وانتشرت بمعظم البيوت للاستماع إلى صوت الشيخ عبد الباسط، وكان الذي يمتلك راديو في منطقة أو قرية من القرى يقوم برفع صوت الراديو لأعلى درجة حتى يتمكن الجيران من سماع الشيخ عبد الباسط وهم بمنازلهم، خاصة كل يوم سبت على موجات البرنامج العام من الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءًا.

 

7- كانت أول زيارة للشيخ عبد الباسط خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952، حيث زار السعودية لأداء فريضة الحج مع والده، وهناك طُلب منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة، فلم يتردد الشيخ عبد الباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات أشهرها التي سُجلت بالحرم المكي وحرم المسجد النبوي الشريف، ولقب بعدها بـ"صوت مكة".

كما زار الهند لإحياء احتفال ديني كبير أقامه أحد الأغنياء المسلمين هناك، ففوجئ الشيخ عبدالباسط بجميع الحاضرين يخلعون الأحذية ويقفون على الأرض وقد حنّوا رؤوسهم إلى أسفل، ينظرون محل السجود وأعينهم تفيض من الدمع، يبكون إلى أن انتهى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثرًا بهذا الموقف الخاشع.

8- يعتبر الشيخ عبدالباسط القارئ الوحيد الذي نال من التكريم حظًا لم يحصل عليه أحد، وتربع به على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان، وارتفع قدره كالجواهر النفيسة ولم يُنس حيًا ولا ميتًا، فكرمته سوريا حيًا عام 1956 بمنحه وسام الاستحقاق، كما حصل على وسام الأرز من لبنان، والوسام الذهبي من ماليزيا، ووسام من السنغال، وآخر من المغرب، وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان قبل رحيله من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1987.

9- في أواخر عمره، أصيب الشيخ عبدالباسط بمضاعفات مرض السكري وكان يحاول مقاومة المرض بالحرص الشديد والالتزام في تناول الطعام والمشروبات، ولكن تزامن الكسل الكبدي مع مرض السكر فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين معًا، فأصيب بالتهاب كبدي قبل رحيله بأقل من شهر فدخل المستشفى، إلا أن صحته تدهورت ما دفع أبناءه والأطباء إلى نصحهِ بالسفر ليعالج مرضه في مستشفيات لندن، ومكث بها أسبوعًا، وكان بصحبته ابنه طارق، فطلب منه أن يعود به إلى مصر.

 اللواء طارق نجل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

10- صعدت روح صاحب الحنجرة الذهبية إلى بارئها في يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي، فحضر تشييع الجنازة جمع غفير من الناس يتضمنهم سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدورهِ في مجال الدعوة بأشكالها كافة.


مواضيع متعلقة