"رامي" مسيحي حرمه كورونا من "مغامرة" موائد الرحمن فحافظ على طقوس رمضان

كتب: ماريان سعيد

"رامي" مسيحي حرمه كورونا من "مغامرة" موائد الرحمن فحافظ على طقوس رمضان

"رامي" مسيحي حرمه كورونا من "مغامرة" موائد الرحمن فحافظ على طقوس رمضان

قبل عام قرر رامي دانيال الشاب العشريني، أن ينفذ ما خشاه منذ سنوات بالجلوس على "مائدة الرحمن" ومشاركة أخوته من المسلمين أجواء رمضان بطريقة مختلفة عن كل عام، ما لقى أصداء بين أصدقائه حتى أن مع إعلان إلغاء موائد الرحمن استقبل رامس العديد من الرسائل، وأشير إليه في تعلقيات الأخبار لسؤاله عن مخططاته للعام الحالي.

"أول مرة كنت محرج جدا ومكنتش مستمتع بشيء تقريبا لأني حسيت بنوع من الاغتراب، أما ثاني مائدة كانت فارغة وهو ما زاد من إحراجي، حتى مش لاقي حد أسأله آكل أمتى، أما المرة الثالثة كنت أعتدت الأمر وشعرت كأني في مطعم، فالتجربة لطيفة، ومشاركتها مع الناس هو أفضل ما فيها"، بحسب رامي دانيال.

"بيجيلي تعليقات كتير جدا على الموضوع ده ومنشن كل يوم تقريبا"، يقول رامي لـ"الوطن" إنه بمجرد نشر خبر منع المواجد إشارة إليه الكثيرون ساخرا "مكنتش فاهم فرحانين فيا ولا حاسين بحزني"، لكن من جانب خبرة الجلوس إلى جانب المترددين على الموائد يرى أن "الأمر محزن لأن غلابة كتير كانوا بياكلوا فيها".

أما ما يثير سخرية الشاب الذي كان يخطط لنوع جديد من المغامرات هذا العام بتوسيع الفكرة لمشاركة العديد من الشباب من طبقات مختلفة التجربة والذين بدورهم كانوا ينوون للتبرع للموائد حال الإفطار عليها لأنها للمحتاجن فقط، أنه كان ينوي الإطفار على إحدى الموائد في منطقة أكتوبر والمعروفة بالترف في تقديم الأطعمة وكان سيضطر لركوب أكثر من موصلاة للجلوس بها وكأنها مغامرة بالفعل.

"كنت هعزم صحابي" يقول رامي الذي تواصل معه العديد من أصدقائه المسلمين خلال العام الماضي، لخوض التجربة معه منهم من لم يلقاهم أبدا ويعرفهم عبر فيسبوك فقط "اتفقنا في رمضان ننزل على مائدة نفطر فيها ونقعد نتكلم بعدها، معرفتش أعمل ده السنة اللي فاتت وكنت هعمله السنادي".

ليست موائد الرحمن فقط هي ما تربط رامي بشهر رمضان فالشاب المسيحي الذي يخدم بكنيسة السيدة العذراء بالمعصرة، إنما مظاهر عدة للاحتفال اعتادها ومنها شرب "التمر" قائلا: "أنا مبشربش تمر غير في رمضان، ولسبب ما مجهول اشربه وقت الفطار"، حيث اعتاد شراء التمر من سيدة واختها تجلسان في الشارع قبل نحو 15 عاما.

رغم اختلاف المظاهر من عام لآخر لكن المشترك أن رامي يأكل في وقت الفطار، "محدش بيكون فاتح وبكون جاي من الشغل في معياد الفطار تقريبا، أيضا متابعة المسلسلات في كل عام اختار مسلسل مميز للمتابعة، أما في في صغري كنت أجلس أمام التلفزيون بالساعات لمشاهدة برامج رمضان بالفوازير والكارتون".

أما ما سيتفقده رامي نظرا للأحداث، هي الحالة التي يعشيها في رمضان وقت جلوسه من محل صيانة أجهزة الكمبيوتر الخاص به، وإلى جواره محل تقف فيه والداته بعد وفاته والدته، فهناك وعلى مدار نحو 10 سنوات كانت أجواء رمضان ظاهرة فكل يوم طبق مختلف من جار مختلف، وأطفال يلعبون وهو المشهد الذي قد يختلف كثيرا هذا العام.


مواضيع متعلقة