قباء.. حكاية أول مسجد في الإسلام

كتب: حسام حربى

قباء.. حكاية أول مسجد في الإسلام

قباء.. حكاية أول مسجد في الإسلام

عندما وصل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة، مهاجراً من مكة، حطّت راحلته في قباء، فاختاره موقعاً لبناء المسجد، وكان فيه بئرٌ للصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري.

يقع مسجد قباء في الجنوب الغربي من المدينة المنوّرة، على بعد خمسة كيلو مترات من المسجد النبويّ الشريف، وهو أول مسجد بُني في الإسلام.

وضع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أول حجر في قبلته، ثمّ جاء أبو بكرٍالصدّيق -رضي الله عنه- ووضع حجراً آخر، ثمّ فعل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- كما فعل أبو بكر، فشرع النّاس بعدهم في البناء والفرحة تغمرهم حتى أكملوا المسجد.

روت الشموس بنت نعمان، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يأتي بالحجر قد ألصقه إلى بطنه فيضعه، فيأتي الرجل يريد أن يقلَّه فلا يستطيع، حتى يأمره -صلّى الله عليه وسلّم- أن يدعه ويأخذ غيره، وبعد إتمام بناء المسجد أثنى الله تعالى على أهل قباء، حيث قال في سورة التوبة: (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).

وميز رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مسجد قباء عن غيره من المساجد، حيث كان يزوره في كلّ يوم سبت ويصلي فيه، وبقيت هذه العادة عند أهل المدينة إلى يومنا هذا.

واختلف العلماء في المسجد الذي أُسّس على التقوى، فقال بعض العلماء هو مسجد قباء، ومن أصحاب هذا القول: ابن عباس، والحسن، والضحاك، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)، إذ إنّ مسجد قباء أسّس في المدينة المنورة من أول يومٍ، حيث كان بناؤه قبل بناء المسجد النبويّ، بالإضافة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: (نزلت في أهلِ قباءٍ "فيهِ رجالٌ يحبُّونَ أن يتطَهروا واللَّهُ يحبُّ المطَّهِّرين"، قالَ: كانوا يستَنجونَ بالماءِ فنزلت فيهم هذِه الآيةُ)، كما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما نزلت الآية الكريمة قال للأهل قباء: (يا مَعشرَ الأَنصارِ، إنَّ اللَّهَ قَد أثنى عليكُم في الطُّهورِ، فما طُهورُكُم؟ قالوا: نتَوضَّأُ للصَّلاةِ، ونغتَسلُ منَ الجَنابةِ، ونَستَنجي بالماءِ، قالَ: فَهوَ ذاكَ، فعليكُموه)، ويدلّ هذا الحديث على أنّ المسجد المذكور في الآية هو مسجد قباء.

وقال فريقٌ من العلماء إنّ المسجد الذي أُسّس على التقوى هو مسجد المدينة المنوّرة، واستدلوا على ذلك بالرواية عن ابن عمر -رضي الله عنه- عندما سُئل عن المسجد الذي أُسس على التقوى، فقال: (مسجد المدينة).


مواضيع متعلقة