طبيب بعزل بلطيم: بكيت لحظة استقبال أسرة مصابة بكورونا بينهم طفلان

طبيب بعزل بلطيم: بكيت لحظة استقبال أسرة مصابة بكورونا بينهم طفلان
- كفر الشيخ
- بلطيم
- عزل بلطيم
- أبطال الجيش البيض
- كورونا
- فيروس كورونا
- كفر الشيخ
- بلطيم
- عزل بلطيم
- أبطال الجيش البيض
- كورونا
- فيروس كورونا
لم يتأخر عن تلبية نداء الوطن في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها، فحينما أخبره الدكتور محمد كمال بسام مدير مستشفى العبور للتأمين الصحي في كفر الشيخ، باختياره أن يكون ضمن الفريق الطبي الذي سيتوجه إلى مستشفى العزل في بلطيم؛ لمعاونة زملائه من مستشفيات وزارة الصحة والمستشفى الجامعي.
وافق على الفور رغم تخوف أسرته، فالطبيب الشاب محمد عبدالرؤف شوشة، البالغ من العمر 34 عاما، والذي يعمل طبيب باطنة وكلى في المستشفى، تيقن أن انضمامه لخطوط الدفاع الأولى لمداواة مرضى الوباء العالمي كورونا، سيكون بمثابة مرحلة فارقة في حياته.
اتصال هاتفي لا تتعدى مدته دقائق، انتهى بموافقته وتجهيز حقيبته والذهاب للمستشفى؛ ليكون بين زملائه بالمستشفى لعلاج المرضى، وقبل الذهاب لبدء مهمته الطبية الإنسانية، صًور وزملاؤه مقطع فيديو، بثته الصفحة الشخصية لمدير المستشفى على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يؤكد فيه أن انضمامه ليكون في خط النار لمواجهة الفيروس "اللعين"، فهو شرف وفخر لأي طبيب، مطالبين الأهالي بالبقاء في منازلهم؛ لإعطاء الطواقم الطبية فرصة للعمل ومداواة المرضى.
"بدأت القصة من أسبوعين تقريبا، حينما سمعت أن المستشفى هتشارك بفريق في مساعدة زمايلنا في وزارة الصحة في بلطيم، مدير المستشفى بلغني وقالي إن الموضوع اختياري، لكن أنا واقفت فورا دون تردد"، بحسب ما أكده شوشة.
بطل في الجيش الأبيض: تركت زوجتي وأطفالي الثلاثة وأهلي ودعوني وداع الشهيد
الطبيب الشاب الذي تخرج في كلية الطب بجامعة المنصورة، عام 2008، كانت لديه مهمة أخرى، وهي كيفية إقناع أسرته وزوجته، فكر كيف يترك بناته الثلاث اللائي يبلغن من العمر 7، و5 أعوم وعام ونصف، لكنه فضل تلبية نداء الوطن: "أهالينا كانوا خايفين جدا علينا، وروحت قولت لأسرتي إن دا واجب علينا، مينفعش نسيب البلد في الوقت ده، دىيأصعب مرحلة بتمر على مصر، وإحنا اتعلمنا إزاىينشيل المسؤولية، ووافقوا وجهزت شنطتي، وكانوا بيودعونى وداع الشهيد، الموقف صعب عليهم وعلينا، دي مرحلة فارقة في حياتي، لكن متأكد إن ربنا هينصرنا وهنقهر الفيروس".
يروي شوشة، لحظات وصوله للمستشفى وبدء مهمته الإنسانية وكيفية تعامله مع المرضى قائلاً: "قبل مانروح المستشفى، الدكتور أحمد فرج قاسم مدير فرع التأمين الصحي بكفر الشيخ، عزمنا كلنا على الإفطار في بيته، كان فطار زي حفلات الزواج، دعمونا نفسيا علشان نقدر ندعم المرضى نفسيا، توكلنا على الله وروحنا المستشفى، كنا خايفين، لكن لقينا تعاون من إدارة المستشفى".
وعن المواقف التي يعيشها الطبيب داخل المستشفى يقول: "من أكتر المواقف اللي تعبتنا كلنا، تليفونات المرضى لأهاليهم وبالذات المرضى الأمهات اللي بيكلموا أولادهم وبيطمنوهم إنهم بخير وإن مش ناقصهم حاجة، وهما بيبكوا بعد المكالمة، لدرجة إن بعضهم بقي بيداري علينا أعراضه عشان يطلع يشوف أهله، ومتعرفيش فرحتهم لما كنا نبلغهم إن تحاليلهم سلبية، الأمهات كانت بتفرح وإحنا كمان كنا بنفرح معاهم".
يمر الطبيب بلحظات صعبة داخل المستشفى ومع المرضى، وقت استقبال ووداع، لحظات دموع يداريها بين سترته: "أصعب موقف إنسانيا، لحظة استقبال أسرة كاملة مكونة من أب وأم وأطفالهم الاتنين، مصابين بالفيروس، وبكيت لحظتها لما عرفت إن الأب كان خايف على عيلته وكان بيوصينا عليهم رغم إنه أشدهم إصابة، وإزاي كان إحساسه بالذنب لاعتقاده إنه السبب في إصابة أسرته".