دم وهدف واحد.. أحمد وإسراء شقيقان بطاقم النجيلة جمعهما الحجر الصحي

دم وهدف واحد.. أحمد وإسراء شقيقان بطاقم النجيلة جمعهما الحجر الصحي
لم تقتصر مسؤوليته في الاهتمام بمرضى الحجر الصحي، ومتابعة علاجهم من فيروس كورونا فقط، بل وقع على عاتقه أيضا مسؤولية الاهتمام بشقيقته التي تعمل معه بذات المستشفى بعد أن جرى نقلهما سويا إلى هناك منذ فبراير الماضي.
مع بداية كل صباح أفكار عديدة تدور في رأس أخصائي تمريض حجر النجيلة أحمد غنيم، يفكر في حيرة كيف سيعمل على التنسيق ما بين اعتنائه بالمصابين بفيروس كورونا، وبين شقيقته التي تعمل ممرضة في ذات الحجر، بعد جمعتهما الظروف سويا للعمل فيه.
مستشفى القنطرة غرب كانت مقر عمل أحمد غنيم، بينما كان شقيقته إسراء تعمل في مستشفى التل الكبير، والمستشفيين في محافظة الإسماعلية، إلا أنه تقرر نقلهما إلى مستشفى النجلية التي تحولت إلى الحجر الصحي لاستقبال العائدين المصريين من مدينة ووهان الصينية، "فوجئنا بقرار نقلنا إحنا الاثنين في نفس الوقت لحجر النجيلة"، حسب أحمد لـ"الوطن".
"أوقات الراحة"، داخل الحجر الصحي العمل لا يتوقف على مدى اليوم، الكل يعمل جاهدا لمساعدة المرضى في التعافي، لذلك يستغل "أحمد"، أوقات الراحلة في الحجر الصحي للاطمئنان على شقيقته، وأن لم تتفق أوقات راحتهما في ذات الموعد يكون التواصل بالاتصالات الهاتفية.
"الحذر في التعامل"، تلك هي النصيحة التي يوصي بها "أحمد" شقيقته يوميا، للحفاظ على صحتها من أن تنتقل لها العدوى، كما هو من المتوقع أن يحدث مع الكثير من الطاقم الطبي، لتبادله هي أيضا ذات النصائح والتحذيرات بضرورة الاعتناء بنفسه حتى الخروج سالمين من الحجر الصحي عقب شفاء جميع المرضى، وآخر ما حدث في مكالمات العائلة وآخر تطورات الطرق العلاجية التي تتبع.
53 يوما قضاها "أحمد" وشقيقته داخل الحجر الصحي دون رؤية والديهما، "لم أنس وجه والدي عندما عرفوا أننا سنعمل سويا في الحجر الصحي، فرغم تشجيعهما لهم على ضرورة في تأدية واجبهم، إلا أنهم لم يتركهم الخوف الذي يشعر به في كل مكالمة هاتفية تطلب منه العناية بشقيقته الصغرى والعودة بها سالما.
والدة ممرضي النجيلة: بترعب عليهم لما بسمع إصابة أفراد الطاقم الطبي بفيروس كورونا
تروي والدة أحمد وإسراء، لـ"الوطن"، حالة القلق التي تعيشها منذ انتقالهما للعمل في داخل الحجر الصحي، كلما تسمع إصابة أحد أفراد الطاقم الطبي في أي مستشفى: "قلبي بيتقبض وببكي كتير أوي، خايفة عليهم وخدوا مني الاتنين مرة واحدة".
تعلم والدة ممرضي النجيلة جيد أنهما يقومان بواجب واطني في حماية المصريين، "وعشان كدا وأنا بكلمهم بخفي قلقي، وأقولهم انتصروا على الفيروس وتعالوا سالمين مع بعض بسرعة، وبدعيلهم كل يوم هما وكل الأطقم الطبية في مصر".