«البرنس.. هه إيه تانى اللى بعده؟»

علا الشافعى

علا الشافعى

كاتب صحفي

يبدو أن النجم محمد رمضان بات يعشق اللعب فى المنطقة الآمنة، التى حققت له الكثير من النجاحات وهى الدراما الشعبية بتنويعات يروج صناعها أنها مختلفة ولكنها للمدقق تكاد تكون متشابهة.. البطل الشعبى المقهور، والمظلوم، والذى تضطره ظروفه للتحول والتغير، فهو دائماً الإنسان الطيب المضحى ولكن الحياة تنهكه بظلمها ووحشيتها، تضعه أمام اختبارات صعبة، أو الفقير الذى يبدأ مشواره من الصفر إلى أن يصير واحداً من الأغنياء القادرين على رد الصاع صاعين للدنيا وكل من ظلموه.

ذلك النجاح المدوى الذى حققه «رمضان» مع شخصية «حبيشة» بمسلسل «ابن حلال»، وأعتقد أنه ظل أسيراً له حتى هذه اللحظة، فهناك شىء بداخله يتوق للوصول إلى نفس الحالة رغم ما حققه من نجاح فى «الأسطورة»، مع المخرج الذى يعتبره تميمة حظه محمد سامى، خصوصاً أن مسلسليه التاليين لم يحققا نفس نجاح الأسطورة وهما «نسر الصعيد»، و«زلزال».

لذلك يسعى رمضان هذا العام إلى تحقيق قدر كبير من النجاح الشعبى فى الشارع المصرى، وتحديداً مشهد المقاهى وهى ممتلئة عن آخرها لمتابعة حلقات مسلسليه «ابن حلال»، و«الأسطورة» لذلك لجأ إلى مخرجه المفضل محمد سامى ليقدما معاً فى رمضان المسلسل المعنون «البرنس» هو الأخ الذى يقف هذه المرة فى مواجهه إخوته غير الأشقاء، رغم أنه سبق وكرس حياته للعمل من أجلهم مع والدهم، ولكن بعد رحيل الأب يقفون جميعاً فى مواجهته، خصوصاً أنه كان الأقرب والمفضل عند الأب وما أقسى الصراع عندما يكون بين أشقاء تجمعهم رابطة الدم، وتدخل بينهم الغيرة والطمع.

التراث الشعبى ملىء بمثل هذه القصص، وأيضاً فى القصص الدينية، وبهذا يكون رمضان قد ضمن نجاح مسلسله هذا العام حالماً بأن يعيده للصدارة، ليؤكد للجميع أنه لا يزال «نمبر وان».

صحيح هذه المرة، يكتفى «رمضان» بتجسيد دور الابن البار بعائلته وإخوته من الأب «فهو عادة كان يقدم شخصية الأب والابن فى نسر الصعيد، وزلزال، أو الشقيقين كما حدث فى الأسطورة»، وهو ما قد يمنحه قدرة على التركيز أكثر، فالممثل الذى يقدم شخصيتين يحتاج بالتأكيد لمجهود أكبر، ولكنه هذه المرة كان مشغولاً بتفاصيل شخصية واحدة ويركز فى أدائها.

16 عاماً منذ أن بدأ رمضان مسيرته الفنية فى عام 2004 فى المسرح مع الممثل الكوميدى القدير سعيد صالح، ثمَّ انتقل بعدها للمشاركة بأدوار صغيرة فى عدد من المسلسلات التليفزيونية، والأفلام السينمائية.

وثمانية أعوام، منذ أن قدم بطولته الأولى فى الدراما التليفزيونية بمسلسل «ابن حلال» والذى نقله لنجوم الصف الأول، وعلى مدار تلك السنوات، خاض رمضان العديد من البطولات والكثير من المعارك مع زملائه فى الوسط الفنى، ومنهم نجوم سبقوه فى المشوار والعمل وبعض المشاهدين والمتفرجين سواء من جمهوره أو من يعترضون على طبيعة أدواره التى كان يقدمها، حيث روج الكثيرون أن أفلامه تشجع على العنف وتساعد على انتشاره وتحديداً شخصية «البلطجى» التى قدمها فى «عبده موته»، خصوصاً أن الكثير من المراهقين والشباب يقلدونه، وبالطبع هى اتهامات تحمل الكثير من المبالغة وكانت كلما علت موجات تلك الاتهامات كان «رمضان» يبالغ بردود أفعاله ليصبح أكثر استفزازاً.

ولكن السؤال: هل حقاً لا يزال فى حاجة لاستفزاز الآخرين سواء بعض زملائه، أو شريحة من المشاهدين؟ أعتقد أنه بات لا يحتاج تلك الحالة، إذ يكفيه ما قام به فى الفترة الماضية، بل عليه أن يجتهد أكثر فيما يقدم من أعمال سينمائية أو درامية ويعطى اهتماماً أكبر للحديث عن أعماله وليس ما يملكه، أو إصراره على تصنيف نفسه بأنه «نمبر وان»، وتغيير نمط وطبيعة الأدوار التى يقدمها، لأنه سيأتى الوقت الذى يسأله فيه جمهوره المحب والمخلص ماذا بعد «حبيشة، وناصر، ورفاعى الدسوقى، وصالح القناوى وزين القناوى، وحربى كرامة، ومحمد حربى كرامة»، أو على طريقة النجم محيى إسماعيل «هه إيه تانى.. وبعدين»؟.