"الفتوة".. دراما من روح نجيب محفوظ

"الفتوة".. دراما من روح نجيب محفوظ

"الفتوة".. دراما من روح نجيب محفوظ

ينافس الفنان ياسر جلال من خلال مسلسله «الفتوة» فى شهر رمضان 2020، وظهر فى الإعلان التشويقى وهو يردد: «فى شرع الفتوات النبوت بيحامى للمظلوم والغلبان، لكن فى شرعكم بيحامى للظالم والمفترى، لكن فى شرع أحمد الجبالى النبوت والقوة خدامين الحق»، حيث تتميز شخصية الفتوة التى يجسدها بالجدعنة والشهامة ومراعاته لحقوق الغلابة، وتدور أحداث العمل الدرامى فى حى الجمالية منذ ما يقرب من 100 عام.

يُعتبر مسلسل «الفتوة» هو التعاون الثانى بين المخرج حسين المنباوى والمؤلف هانى سرحان والفنان ياسر جلال، ويشارك فى البطولة كل من أحمد صلاح حسنى، مى عمر، أحمد خليل، رياض الخولى، نجلاء بدر، وأحمد خالد صالح.

ياسر جلال: لا نقدم عملاً تاريخياً وقضيتنا اجتماعية إنسانية

قال ياسر جلال لـ«الوطن»: «نحن لا نقدم عملاً تاريخياً أو وثائقياً، لكن ما نقدمه مختلف، ذو أبعاد اجتماعية، وليس به أى أبعاد سياسية، ومختلف عن أفلام الفتوات، حيث إن قضيتنا اجتماعية إنسانية نكشف من خلالها الصراع بين الخير والشر وننقل صورة يحب الجمهور مشاهدتها من عادات وتقاليد، وبها جانب رومانسى وأكشن».

وتابع: «المسلسل يتحدث عن بطل شعبى، وهى شخصية مغرية لأى فنان لأنها تقربه أكثر من الجمهور، وفى نفس الوقت بها جرعة تناسب المشاهد من متعة وتسلية وهو ما يتحقق فى قصة العمل، فالرجوع للزمن بالنسبة لى نوع من السحر».

وعن تكرار التعاون مع نفس المخرج والمؤلف بعد «لمس أكتاف»، قال جلال: رغبتى فى تكرار التعاون مع المخرج حسين المنباوى كانت حلماً لى منذ العمل معه فى فيلم «شد أجزاء»، خاصة أنه يُعد واحداً من أهم المخرجين سينمائياً، وبالفعل جمعنا النصيب العام الماضى بعدما عرضت عليه الموضوع ورحب به، وتعلمت منه الكثير فى تجربة ممتعة، أما هانى سرحان فتعرفت عليه فى شركة فنون مصر، وسمعت عنه كلاماً مميزاً، وتابعته فى مسلسل «الأب الروحى»، فهو كاتب واعد، لذلك طلبت العمل معه أيضاً، واستطعنا أن نقدم عملاً جيداً بشهادة الجمهور والنقاد العام الماضى، وفضّلنا أن نستثمر ذلك فى عمل جديد، وكنا نفكر فيما سنقدمه بعد «لمس أكتاف»، واستقررنا على «الفتوة».

وأوضح «جلال»: «لا توجد اختلافات كثيرة بين الزمن الماضى والحالى، غير أن إيقاع الحياة أصبح أسرع، وهناك أمور هامة لم نخسرها فى عاداتنا وتقاليدنا، لكن أصبحنا ننساها، مثل صلة الرحم والمودة والتراحم ومساعدة الغير ونوع من التكافل الاجتماعى الذى يقوم به أهل الحارة، والذى افتقدناه بسبب إيقاع الحياة، لكنها موجودة ومن سيشاهد العمل لن يشعر أنه غريب عن الحارة».

خضعت لتدريبات حول كيفية استخدام النبوت

وعن خضوعه لتدريبات خاصة من أجل الشخصية، قال «جلال»: «فى أى دور أقدمه أعمل على مقومات الشخصية من خلال ثلاثة أبعاد، الأول وهو المادى، وفى الفتوة لا بد أن يكون رجلاً قوياً جسمانياً، وهو ما عملت عليه حتى يناسب الشخصية، وخضعت بالفعل لتدريبات أيضاً حول كيفية استخدام النبوت، والآخر هو الاجتماعى هل غنى أم فقير وعلاقته بأهل منطقته وأقاربه وحياته الأسرية، والأخير وهو النفسى، من مشاعره وأحاسيسه وطموحاته، فكل ذلك أعمل عليه عندما أقدم أى شخصية، وأسعى للتعلم دائماً من أى عمل أشاهده، وفى هذا العمل هناك الكثير من المراجع له، خاصة أن هناك أساتذة كباراً قدموا أدواراً مشابهة له».

وأكد «جلال» أن روشتة نجاحه فى أى عمل هى الإخلاص فيما يقدمه، وتمنى النجاح، دون التوقع، لأنه لا يوجد شىء مضمون سوى الاجتهاد بقدر المستطاع بحسب قوله، مع ترك النجاح وغيره بيد الخالق، ويتحفظ جلال على وصف أعماله بالأكشن، قائلاً: «أعمالى أغلبها اجتماعية على الرغم من وجود عنصر الإثارة والتشويق وبعض مشاهد الأكشن الصغيرة، ومن الممكن أن يشاهدنى الجمهور بعد ذلك فى عمل كوميدى أو رعب».

وقالت الفنانة نجلاء بدر إنها متحمسة للغاية بعد مشاركتها فى مسلسل «الفتوة» لأنه يدور فى حقبة زمنية مختلفة وهى القرن الـ18 وتحديداً فى عام 1900، وإن المسلسل لا يرصد قصة تاريخية لكنه يرصد قصة الفتوات، وخاصة أن الفتوات فترة حقيقية عاشتها مصر وجُسدت أكثر من مرة فى السينما وفى الروايات ولكنها جديدة على الدراما لأن قصة الفتوة لم تُرصد من قبل فى الدراما.

أما عن دورها فى المسلسل فأكدت «بدر» أنها تلعب دور «جميلة»: «غازية، وركزت فى الدور على القراءة عن العصر، والرقص مستوحى من العصر العثمانى المعتمد على حركة الأكتاف ورقصهم ليس مبتذلاً وهذه ليست القصة الأساسية فى دورى ولكن من ضمن خطوط الدور».

وأضافت «نجلاء» لـ«الوطن» أن قصة الفتوة ليست القصة الرئيسية لكن المسلسل يرصد كماً كبيراً من الدراما الاجتماعية، أما عن الذى جذب انتباهها فى العمل فهو القصة وخاصة التجرد من الحقبة التى تعيشها فى الواقع والعيش فى حقبة أخرى، مشيرة إلى أن الديكور المبنى فى مدينة الإنتاج الإعلامى جيد ومناسب للفترة التى تدور خلالها الأحداث، إضافة إلى الملابس المصممة بطريقة جيدة من قبل «مونى» الاستايلست من حيث «الملاية اللف» والبرقع وغيرها من التفاصيل الصغيرة.

نجلاء بدر: الشر لا يموت فى نهاية العمل

وأكدت «نجلاء» أن المسلسل أفضل ما به صراع الخير والشر وخاصة أن المسلسل لا يعتمد على فكرة انتصار الخير على الشر كما تتناولها كافة الأعمال ولكن توجد فكرة جديدة، فالخير يحمل الشر والشر يحمل الخير، والشر لا يموت فى نهاية العمل كما هو متعارف عليه.

مى عمر: أجسّد دور فتاة شعبية تُدعى "ليل" ومتحمسة للعمل مع ياسر جلال للمرة الأولى

بينما أعربت مى عمر عن سعادتها بردود فعل الجمهور على «البرومو» بعدما طرحته الشركة المنتجة للمسلسل، مشيرة إلى أن الدور الشعبى جديد عليها، وجعلها تتمرد على الشخصية البريئة والجميلة، وذلك ما تحاول أن تفعله بتنوع أدوارها، وعن دورها فى المسلسل أكدت أنها تجسد دور فتاة شعبية تُدعى «ليل» وتجمع قصة حب بينها وبين ياسر جلال.

مشيرة إلى أنها متحمسة للمسلسل بطريقة كبيرة، خاصة أنها تعمل لأول مرة مع ياسر جلال وتشعر بـ«كيميا» بينها وبينه فى التمثيل وذلك ما تعكسه المشاهد.

بينما يجسد الفنان أحمد خالد صالح ضمن أحداث العمل دور شيخ أزهرى يُدعى الشيخ مبروك، وتربطه علاقة خاصة بياسر جلال، حيث وصف ظهوره بالمسلسل بالتجربة المميزة خلال مشواره الفنى، قائلاً: «فخور بتلك التجربة الجديدة، خاصة أن المسلسل يسلط الضوء على عصر الفتوات والصراعات التى دارت خلال هذا العصر، وهذا غاب تقديمه عن الدراما منذ فترة».

أحمد خالد صالح: أقدم دور شيخ أزهرى خلال الأحداث.. و"جلال" ممثل على قدر عالٍ من الاحترافية

وأضاف «صالح» لـ«الوطن»: «حرصت باستمرار على تقديم أدوار متنوعة، لذا بمجرد أن تحدثت الشركة المنتجة معى بخصوص الدور وافقت على الفور، خاصة أن دور الشيخ الأزهرى ليس سهلاً تقديمه، ويكون محل انتقادات شديدة باستمرار، ولكن طبيعة الشخصية فى المسلسل مختلفة، حيث إنه شيخ طيب وخدوم ويحاول أن يسعى باستمرار لظهور الحق ويدخل فى صراعات عديدة تنكشف مع الأحداث»، وتابع: «سيناريو المسلسل على قدر عالٍ من الاحترافية، فضلاً عن أن العمل مع ياسر جلال ممتع، لأنه ممثل محترف ويعطى طاقة إيجابية لكل من حوله خلال كواليس التصوير».

محمود حافظ: عمل يجمع بين الرومانسى والكوميدى والأكشن وبه ممثلون "تُقال"

ووصف الممثل الشاب محمود حافظ مشاركته فى «الفتوة» بالتجربة الهامة، خصوصاً أن المسلسل يضم عدداً كبيراً من الأسماء الفنية والممثلين «التُقال» بحسب وصفه، بالإضافة إلى أن هذا العمل يتناول فترة زمنية مختلفة وهى بداية عام 1900. وأضاف «حافظ»: «هذه المرحلة الزمنية لا نعلم عنها الكثير، وعن عاداتها وتقاليدها، وماذا كان يحدث بها، وبالتالى المشاركة فى عمل فنى بهذا الحجم فرصة لتقديم أداء تمثيلى مختلف»، مشيراً إلى أن «العمل سيكون جاذباً للمشاهدين، الذين سيدخلون من خلال هذا المسلسل إلى عالم الفتوات وماذا كان يحدث به، سواء الحياة الكاملة التى كانوا يعيشونها، والملابس التى يرتدونها، ومنازلهم، وكل ما يخص هذه الفترة عن بلدنا».

ومن جانبه قال هانى سرحان، مؤلف العمل، إن مسلسل «الفتوة» لا تعتمد أحداثه على الأكشن فقط، ولكنه عمل درامى يجمع بين الرومانسى والكوميدى والاجتماعى والأكشن، وأضاف «هانى»: «من الصعوبات التى واجهتنا خلال تنفيذ العمل هو كيفية الرجوع إلى 100 عام، وإبراز الفارق بين قيمة الخير والشر ولكن بصورة مختلفة، وما دفعنى لكتابة هذا العمل أن الدراما لم تناقش موضوع الفتوات منذ فترة».

وبشأن المقارنة بين المسلسل وأى أعمال أخرى قدمها الكاتب نجيب محفوظ قال: «شرف كبير أن يتم التفكير بالجمع بين مسلسل الفتوة وأى عمل آخر لنجيب محفوظ، ولكن لا توجد مقارنة، فالمسلسل مختلف تماماً عن أى عمل سبق تقديمه، وهو قصة جديدة على الدراما المصرية، تحمل بداخلها الكثير من الصراعات الاجتماعية والنفسية، والمسلسل يبعد العنف، وتتمحور أحداثه حول البطل الشعبى أحمد الجبالى الذى يجسد دوره ياسر جلال، كما يعرض صورة الحارة والعادات والتقاليد بين أهلها».

وترى الناقدة ماجدة موريس أن الفنان ياسر جلال استطاع تحقيق نجاح فى بطولة الدراما التليفزيونية وصعد سلم النجومية بثبات من خلال عمله فى أدوار صغيرة أمام كبار النجوم مثل مشاركته بمسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» أمام الفنان الكبير نور الشريف حتى وصل إلى بطولة عدد من المسلسلات التليفزيونية، مؤكدة بأن ياسر جلال استفاد كثيراً بالوقوف أمام كبار الفنانين. وعن مسلسل الفتوة أكدت «موريس» أنه من الصعب فى الفترة الحالية تقييم المسلسل حيث إنه لم يُعرض حتى الأن، موضحة أن المسلسل تدور أحداثه فى عصور سابقة وسيتم تقييمه من ناحية البناء الدرامى والحوار والقصة المتناولة خلال أحداث المسلسل، وأكدت «موريس» أن تعاون نفس فريق العمل من البطل والمؤلف والمخرج للعام الثانى على التوالى شىء مفيد للعمل الدرامى، فهذا يؤكد فهم بعضهم البعض.

فيما يرى الناقد محمود عبدالشكور أن الفنان ياسر جلال من الفنانين المميزين وأن بطولته للمسلسلات التليفزيونية خطوة تأخرت، فهو فنان موهوب بشكل كبير وبرع فى الدراما التليفزيونية واستقبله الجمهور فى مصر والوطن العربى بحفاوة شديدة، مما جعله واحداً من الأسماء الكبيرة فى دراما رمضان على مدار سنوات.

وأوضح «عبدالشكور» أنه من الصعب الكلام عن مسلسل «الفتوة» من البرومو فقط، وأضاف: «ولكن يبدو أنه يتناول حياة الفتوات فى المجتمع المصرى قديماً، وأشبه بالعالم الروائى لنجيب محفوظ، وهذه قراءة مبدئية، ولكن الشىء الواضح أن ياسر جلال يسعى للتغيير وتقديم مسلسل مختلف عما قدمه فى الأعوام الماضية، فهو لن يكرر شخصيات أداها من قبل، وذلك يُعتبر شيئاً إيجابياً».

وقال الناقد الفنى محمود قاسم إن مسلسل «الفتوة» يواجه منافسة شديدة الصعوبة، خصوصاً أن هذه التيمة المتعلقة بالأحياء الشعبية و«الفتوات» والمواجهة المشتعلة بين الخير والشر سبق أن تم تقديمها فى أعمال فنية كثيرة، وكان هناك نجاح كبير لـ«حرافيش» الأديب نجيب محفوظ فى الأعمال الفنية التى تم تجسيدها بها.


مواضيع متعلقة