هل يجوز للمسلم أن يفطر رمضان ليظل حلقه مبتلا بالماء خوفا من كورونا؟

هل يجوز للمسلم أن يفطر رمضان ليظل حلقه مبتلا بالماء خوفا من كورونا؟
- دار الإفتاء المصرية
- دارالافتاء
- مجدي عاشور
- فيروس كورونا
- دار الإفتاء المصرية
- دارالافتاء
- مجدي عاشور
- فيروس كورونا
واصل الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوي بالدار، سلسلة فتاوى النوازل، إذ أجاب على سؤال: هل يجوز للمسلم السليم أن يفطر رمضان ليظل حَلْقُهُ مبَلَّلًا بالماء لأنه يخاف من أن تنتقل إليه عدوى المرض المعدي؟.
وقال عاشور، في بيان له، إنّ الشريعة قائمة في الأساس على امتثال أمر الشارع الوارد في القرآن الكريم أو السُّنَّة النبوية الصحيحة.
وأضاف: في حالات الإنسان العادية يجب عليه أن يفعل ما كُلِّفَ به الجميع من خلال الشرع، وهو ما يسمى "العزيمة"، فإن اعتراه عذر معتبر عند أهل الشرع بناء على كلام أهل الاختصاص كالأطباء في الأمراض، فإنه ينتقل من حال العزيمة ويأخذ بمقابلها وهي "الرخصة"، وكلاهما مِن الشرع.
وتابع: في مثل حالة الصيام هناك أحكام 3 لأسباب الرخصة: فإن كان السبب واقعا ويقينيًّا - بقول الأطباء - فيجب الأخذ بالرخصة حينئذٍ، وإن كان سبب الرخصة "العذر" مظنونًا، فكذلك يجب الأخذ بالرخصة حفاظًا على صحة الإنسان وحياته، وهاتان الحالتان هما ما جاء فيهما قوله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ، وعملا بالقاعدة القرآنية الكُلِّيَّة: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) .
وزاد، أنّ الحالة الثالثة أن يكون سبب الرخصة مُتَوَهَّمًا، يعني لا أساس له وغير صحيح عند المتخصصين من الأطباء، ففي هذه الحالة لا يجوز للإنسان أن يأخذ بالرخصة لفقدان محلها، بل يأخذ بأصل الشرع "العزيمة"، وهي هنا وجوب الصوم، والخُلاصة أنّه في مسألة صوم المريض يرجع الحكم الشرعي فيه إلى الأطباء، فإن رأوا أنّ في الصيام ضررًا على صحة المريض، وجب عليه الفطر والقضاء بعد ذلك لمن يستطيع، أو الفطر والفدية لمن لا يستطيع الصوم بعد ذلك، والخوف من المرض ليس بمرض في حالة الصيام بل هو وَهْمٌ زائد، ما دام لم يَقُلْ به الأطباء، ولذلك يجب الصوم على صاحب هذه الحالة، وعليه أن يرتاح بالُهُ بقول الأطباء المتخصصين في أن الصوم لِمَن ليس به عذر معتبر يُقَوِّي جهاز المناعة ويزيد الإنسان مقاومةً للأمراض.