"كورونا" يلغي فرحة شم النسيم.. ومواطنون: "مفيش احتفال"

"كورونا" يلغي فرحة شم النسيم.. ومواطنون: "مفيش احتفال"
تحضيرات عدة اعتادت الأسر المصرية القيام بها في يوم "شم النسيم"، فهناك أسر تجتمع في بيت العائلة للاحتفال بتلك المناسبة، فيما كان هناك آخرون يستيقظون مبكرا ويتوجهون لإحدى الحدائق لقضاء اليوم بين الجلوس على الحشائش وتناول الوجبات الرسمية له من رنجة وفسيخ وأسماك مملحة، ويزين المشهد البصل الأخضر والليمون، والتجول وممارسة بعض الألعاب.
لكن هذا العام اختلف الوضع رأسا على عقب، إذ قررت الحكومة إغلاق جميع المتنزهات والحدائق، لمنع التجمعات والحركة يومي الأحد والاثنين، وفقا لخطة الدولة الاحترازية للقضاء على فيروس كورونا، مما اضطر الأسر إلى تجهيز أنفسهم لقضاء اليوم بمفردهم داخل المنازل، ومنهم من امتنع عن ظواهر الاحتفال.
"يوم شم النسيم كنا بنحتفل بيه زيه زى العيد، وكنت بتجمع أنا وإخواتي في بيت والدتي".. بهذه الكلمات بدأت منى محمد، في أوائل الثلاثينات، مدرسة، وإحدى سكان منطقة الجيزة، إذ اعتادت الذهاب إلى بيت العائلة برفقة زوجها وأولادها، لقضاء يوم "شم النسيم" مع والدتها وإخواتها وأسرهم، فتقول: "زى النهاردة من كل سنة كنت بحضر نفسى أنا وإخواتى عشان نروح عند ماما، ونقضى اليوم سوا".
وقالت إنها عند سماعها بقرار الحكومة الذي يمنع الحركة من يوم الجمعة حتى الاثنين، هاتفت والدتها وإخواتها على الفور، لتخبرهم بالقرار: "كلنا اتضايقنا جدا إننا مش هنتجمع السنة دى، ومش هنقضى اليوم زى ما متعودين من صغرنا".
وتابعت أن القرار رغم كونه سيمنعهم من التجمع، إلا أنه فى صالح والدتهم، فى ظل انتشار الفيروس: "والدتي كبيرة في السن وغلط عليها التجمعات، كده أحسن لحد ما الدنيا تعدي على خير"، وتختم حديثها: "قررت ما اشتريش رنجة وفسيخ، وهقضى اليوم في البيت من غير أي احتفال".
في تمام السابعة صباحا يوم "شم النسيم"، اعتادت مريم عادل، 35 عاما، ربة منزل، تقطن بمنطقة شبرا مصر، على مقابلة أسرتها على الكورنيش، كي يستقلوا باخرة للذهاب إلى القناطر الخيرية، لقضاء اليوم سويا هناك، كعادتهم كل عام للاحتفال بالموسم، مصطحبين معهم شنطة بلاستيكية كبيرة، تحوي بداخلها الطعام والشراب الذي يكفيهم لنهاية اليوم، فتقول: "كنت باجهز من بالليل الرنجة والفسيخ والبصل والليمون والعيش، وكان بيبقى يوم جميل جدا فى وسط عيلتى".
وأضافت أنها استاءت عند علمها بقرار الحظر حتى يوم الاثنين، لكنها لم يكن بمقدورها أن تفعل شيئا، فقامت بشراء كميات قليلة من الرنجة والفسيخ، لتقضية اليوم مع زوجها وأولادها بالمنزل: "لأول مرة فى حياتى أقضى اليوم ده فى البيت، ومش حاسة إنه له طعم ولا فرحة زى زمان".
وتبدي "مريم" تخوفها: "مش عارفة الدنيا هتروح على فين تانى، وأنا واخواتى هنعوض اليوم لما الدنيا تتحسن".
لم يختلف الوضع كثيرا عند هناء محمد، 46 عاما، موظفة بإحدى الهيئات الحكومية، وأحد سكان منطقة فيصل، إذ اعتادت كل عام على الاتصال بابنتها المتزوجة لتأتي إليها برفقة زوجها وأولادها، لقضاء "شم النسيم" معها، فتقول: "من يوم ما بنتى اتجوزت وأنا قاعدة أنا وبنتى التانية فى البيت لوحدنا، واليوم ده بالنسبة لنا يوم عيد"، وتابعت أنها خافت أن تعزم ابنتها هذا العام، كى لا تنزل من منزلها في هذه الأجواء، على الرغم من كونها تسكن على بعد مسافة قليلة منها: "بنتى ولادها لسه صغيرين، أخاف أجازف وأقولها هاتيهم وتعالى، عشان ما أضمنش الطريق هيكون عامل إيه".
وأضافت "هناء"، أنها أجلت الاحتفال بالموسم إلى يوم الثلاثاء، إذ قررت شراء كيلو رنجة فقط، تتناوله هى وابنتها مساء يوم الثلاثاء: "الفيروس مش مخلينا نحس بفرحة أى حاجة، وحابسنا فى البيت مش عارفين هنفضل كده لحد امتى".