الطفلة لينا وأمها الممرضة في غرفة واحدة بعزل الدقهلية.. "هانخرج سوا"

الطفلة لينا وأمها الممرضة في غرفة واحدة بعزل الدقهلية.. "هانخرج سوا"
- عزل تمي الأمديد
- الدقهلية
- العزل
- كورونا
- صدر دكرنس
- مريضة دورونا
- صحة الدقهلية
- عزل تمي الأمديد
- الدقهلية
- العزل
- كورونا
- صدر دكرنس
- مريضة دورونا
- صحة الدقهلية
بعد 4 أيام، من حجز ممرضة في عزل تمي الأمديد بالدقهلية، فور إعلان إصابتها بفيروس كورونا، فكرت في طفلتها "لينا"، التي لم يتجاوز عمرها 4 سنوات، كانت تشعر بنفس الآلام بكحة ناشفة، في الفترة الأخير، فبادرت بإبلاغ مديرية الصحة بالدقهلية، التي على الفور أخذت مسحة للطفلة، لتثبت إصابتها أيضا، وصدق حدس الأم، التي شعرت بالذنب تجاه طفلتها الصغيرة.
نقلت سيارة الإسعاف الطفلة "لينا خالد حسن، 4 سنوات"، إلى مستشفى عزل تمي الأمديد، وأمها تتقطع ألما، وتأنيب الضمير، كونها السبب في نقل فيروس كورونا إلى طفلتها الوحيدة، "لم أرتاح حتى وجدت بنتي ماشية على رجليها وهي داخل المستشفى"، هكذا تحكي "أية السعيد عبد المقصود" لـ"الوطن"، اللحظات الأولى التي شاهدت فيها طفلتها، وهي تدخل المستشفى "وشي نمل، وشعرت بالصدمة، وأول ما شوفتها ماشية على رجليها، حمدت ربنا، وهي وصلت لي في أخر يوم، في علاجي بالمستشفى، وهانتظرها حتى نخرج سوا".
وصلت "لينا" في وقت حرج، فلقد ظهرت أول مسحة للأم وكانت التنجية سلبية، إلا أنها أصرت على أن يتم حجز طفلتها معها في نفس الغرفة، فلا تستطيع أن تفارقها، لحظة واحدة بعد اليوم، لأنها تشعر بالذنب تجاهها.
بدأت مأساة الممرضة "أية"، 24 سنة، وهي أصغر ممرضة في مستشفى صدر دكرنس، عندما أصيبت مع 17 من زملائها من أطباء وممرضات المستشفى، فلقد كانت تقضي وقتها بين البيت والمستشفى، دون أخذ احتياطات ولا تدري أنها حاملة للفيروس، فكانت تخالط طفلتها "لينا" وزوجها وأهله، إلى أن أخذت مديرية الصحة مسحة منهم.
وبعدها قررت أن تعزل نفسها في البيت، وابتعدت تمام عن أسرتها، وعاشت فترة من الخوف حتى جاءت التنجية إيجابية وذهبت إليها سيارة الإسعاف تنقلها إلي المستشفى "كان خبر إصابتي صعب علي نفسي، وكأن خطر بعيد عني، ووجدتني فيه، إلا أنني عدت إلي نفسي، فالمفروض أنني من أصبر الناس علي المرض، فكيف أجزع منه".
هدأت الممرضة "أية" بعد عزلها بالمستشفى، إلا أنها تذكرت الكحة الناشفة التي كانت تعاني منها "لينا"، في الفترة الأخيرة، فاتصلت بالدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة، تحكي له ما حدث لطفلتها قبل نقلها للمستشفى، وتخاف أن تكون قد أصيبت، "ضميري كان واجعني قوي، وكانت استجابت الصحة لي كبيرة، وأخذوا 5 مسحات من المخالطين لي في البيت، وكله الحمد لله طلع سلبي، ما عدا لينا فقط".
استقبل الطاقم الطبي بالمستشفى "الطفلة لينا"، كأصغر مريضة، وأعطوا لها عناية خاصة، "كانوا بيرقصوا معاها، ويغنوا، ويجيبوا لها هدايا، حتى أصبحت غرفتنا مثل السوبر ماركت فيها كل حاجة"، والحمد لله جاءت نتيجة المسحة الأولى للطفلة سلبية، وتنتظر المسحة الثانية بالمستشفى.
استوعبت الطفلة "لينا" كل ما حدث حولها، وكل من يقترب منها من الأطباء أو التمريض، يقول له "أنا عندي كورونا أبعد عني"، وترتدي الكمامة كلما دخل أحدهم الحجرة وتقول: "أنا هانتظر المسحة الثانية، ويارب تكون سلبية حتى لا أعدي بابا".