"أبو فيوض" بطل من الجيش الأبيض بمستشفى عزل بلطيم: لبيت نداء الوطن

كتب: سمر عبد الرحمن

"أبو فيوض" بطل من الجيش الأبيض بمستشفى عزل بلطيم: لبيت نداء الوطن

"أبو فيوض" بطل من الجيش الأبيض بمستشفى عزل بلطيم: لبيت نداء الوطن

اختار أن يخدم بلده في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم ومن بينه بلده مصر، وأن يقف في مواجهة الجائحة العالمية فيروس كورونا المستجد، في تجربة لا تقل فخراً وشرفاً عن تأديته لواجبه الوطني بالقوات المسلحة عام 2015، إنه الطبيب محمود أحمد أبوفيوض، خريج كلية الطب جامعة عين شمس عام 2012، والبالغ من العمر 31 عاماً، أخصائي الباطنة بمستشفى كفر الشيخ العام، أحد أبطال الجيش الأبيض بمستشفى العزل ببلطيم بالمحافظة.

في أحد الأيام طالع الطبيب الشاب، الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الصحف المختلفة، بتخصيص وزارة الصحة مستشفى بلطيم المركزي، ليكون لعزل الحالات التي تثبت إيجابية تحاليلها وتكون مُصابة بالوباء العالمي، فتواصل مع الدكتور محمد كمال سلامة، أستاذ القلب بطب كفر الشيخ، الذي كان يتولى مهمة تجهيز الفرق الطبية مع الدكتور عمرو أبو سمرة، نقيب أطباء المحافظة، والدكتور أحمد الجنزوري، مدير مرفق الاسعاف بالمحافظة، طالباً منهم أن ينال شرف الانضمام للفريق الطبي متطوعاً لخدمة بلده في هذه الظروف.

"لما سمعت أن مستشفى بلطيم هيكون حجر صحي، وأن أستاذنا الدكتور محمد سلامة، كان متطوعا أنه يجهز أول فريق يلتحق ببلطيم، تواصلت فوراً معه وفي اليوم الثاني كنت هناك لتلبية النداء الوطني"، هكذا اتخذ الطبيب قراره بالانضمام للفريق البطولي.

رأيت الدموع في أعين أسرتي وفخور بالتجربة

يحكي "أبو فيوض"، عن كيفية إخبار أهله وأسرته بقراره بالانضمام إلى فريق مستشفى العزل، خاصة أنه لديه طفل يبلغ من العمر 3 أعوام فقط، وأنه اعتاد ألا يغيب عنه كل هذا الوقت، ولا يعلم متى سيعود مرة أخرى: "كانت الصعوبات اللي واجهتها أزاي أبلغ أهلي بالخبر والدتي ووالدي وزوجتي، وده مش عشان هيعترضوا، لكن عشان خوفهم وبعدي عنهم، خاصة دي تجربة جديدة مع مرض خطير زي ده ومكنتش أعرف لسه هقعد فترة قد إيه، لكن قدرت أقنعهم وأقولهم أن ده واجب ومهمة قومية وإننا مش هينفع نتخلى عن بلدنا في الفترة العصيبة دي، دعموني وأهل قريتي (جماجمون) لما عرفوا إني وسط الفريق بقوا فخورين بيا، وفي النهاية أهلي فخورين بوجودي في وسط الفريق".

وعن أصعب المواقف التي مر بها الطبيب الشاب قبل سفره يقول: "طبعا حصل موقف صعب عليا، قبل السفر بساعات بعد ماجهزت شنطتي، أبلغوني أن جدي الساكن بجوارنا توفي، وكنا بالليل وأنا طالع الصبح على بلطيم، وكانت الجنازة الظهر، لكن اعتذرت لأخوالي وأنا خارج الصبح بشنطتي، ومحضرتش الجنازة، والأصعب منه وأنا بودع ابني الصبح وزوجتي، شوفت الدموع في عينيها ووالدتي ووالدي وأخواتي، لكن أنا طمنتهم أني بعمل خدمة احتسبتها عند ربنا، وأن هناك أرواح لازم ننقذها، وأن الطب مهنة رسالة منقدرش نتأخر عنها، برغم من جوايا ماشي وأنا والله ما أنا عارف هرجع بالسلامة تاني ولا ممكن يحصل لي حاجة ومرجعش، في تلك الحالات أنا فداءً للوطن ولأهل بلدي".

أداعب المصابين وسنهزم الوباء معا بفضل قيادتنا ووعينا

يضيف الطبيب قائلاً: "خدمت بلدي بالبدلة العسكرية وبالطو الجيش الأبيض، ومهمتي في الأول إنسانية أداعب المصابين ومتيقن أننا سنهزم الوباء معا بفضل قيادتنا ووعينا، وسعيد أن مفيش تنمر من أهل بلدي زي ما بسمع في القرى الثانية زي ما حصل مع الطبيبة التي توفيت في قرية شبرا البهو، الناس في بلدي طيبين، وأحتسب وقتي وجهدي عند لله، دا جهاد في سبيل الله، عشان خدمة مصر، لدي يقين أن ربنا هيرفع عنا البلاء ونرجع نحس بالأمان زي قبل كده، وبتمنى أرفع علامة النصر بعد قهر الفيروس، زي ما برفعها حينما تتحول نتائج شخص من إيجابية لسلبية".

وتابع: "أصعب مواقف بتمر عليا داخل المستشفى، هي الحالات الإنسانية اللي بشوفها أما يكون مصاب بالفيرس عندي ووالده أو والدته توفت من نفس المرض بيكون حالتهم سيئة وبحاول أخفف عنهم، أو لما ألاقي طفل مصاب، أو لما تكون أسرة كاملة مصابة وكلهم في مستشفيات الحجر، بحس بأسى وحزن بس بحاول اطمئن الناس علشان يحسوا أنهم وسط أهاليهم فنفسيتهم تتحسن ودا بيآثر عليهم في تلقى العلاج، العامل النفسى مهم جداً علشان كدة بندعمهم، ونتمنى لهم الشفاء".

 


مواضيع متعلقة