بطل من الجيش الأبيض في عزل بلطيم: الجيش علمني أن تلبية الواجب أهم شئ

كتب: سمر عبد الرحمن

بطل من الجيش الأبيض في عزل بلطيم: الجيش علمني أن تلبية الواجب أهم شئ

بطل من الجيش الأبيض في عزل بلطيم: الجيش علمني أن تلبية الواجب أهم شئ

لم يعرف الطبيب الشاب أنه سيقع عليه الاختيار ليكون ضمن الطاقم الطبي الذي سيتولى المهمة الوطنية داخل مستشفى بلطيم للحجر الصحي التابع لمحافظة كفر الشيخ، حتى فوجئ الدكتور عبدالمنعم حسن عبدالعزيز، البالغ من العمر 31عاماً، والذي يعمل أخصائي العناية المركزة بمستشفى كفر الشيخ العام، باتصال هاتفي في العاشرة مساء الأول من أبريل، يبلغه أنه على موعد للقاء الدكتورة سوسن سلام، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، هو و12طبيباً من زملائه.

للوهلة الأولى أدرك الطبيب من لهجة المُتصل أن شيئاً ما ينتظره، بعد تفكير لدقائق معدودة، أيقن حينها أنه سيُكلف بمهمة جديدة فى هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم ومصر في مواجهة الوباء العالمي الجائح فيروس كورونا المستجد.

لم يخبر الطبيب الذي تخرج في كلية الطب بالأسكندرية عام 2012، أسرته عن تفاصيل المكالمة الهاتفية الأولى، ذهب للاجتماع الذى دُعى إليه ليخبروه أنه سيكون ضمن الفريق الطبي الذي سيتولى مهمة الذهاب لأول مستشفى للحجر الصحي جرى تجهيزه بمدينة بلطيم، وأنه خلال ساعات سيلتقي الفريق بأكمله مساعد وزير الصحة، للتدريب على بروتوكولات العلاج التي يتم تطبيقها مع مرضى كورونا.

عاد الطبيب الشاب لمنزله وجمع أسرته وأخبرهم أنه سينضم لأبطال خط الدفاع الأول داخل المستشفى ليتلقى دعماً وتشجيعاً منهم لإيمانهم انه واجب وطني: «مكنش عندي مشكلة في إقناع أهلي، بالعكس أنا كنت ضابط احتياط في الجيش، وعارف أنه مينفعش نتأخر عن واجبنا الوطنى، واحتسبت جزءا كبيرا من وقتى لله».

خلال ساعات قليلة ترك الطبيب الشاب وزوجته أسرته وطفليه البالغين من العمر 5 و3 أعوام، وتوجه الى مدينة بلطيم، وقبل تجهيز حقيبته اتخذ قراراً بإغلاق عيادتيه الخاصتين وأبلغ المستشفى الخاص الذى يعمل مشرفاً على رعايتها المركزة، أنه سيتغيب عن العمل 15يوماً لتلبية نداء الوطن والانضمام إلى صفوف الأطباء الأولى فى مواجهة فيروس كورونا: «قفلت عياداتى وأبلغت الرعاية الخاصة أنى هغيب واروح بلطيم، أنا اتعلمت فى الجيش أن تلبية الواجب الوطني أهم شئ، فمستخسرتش جهدى ووقتى ومخدتش وقت للتفكير، مداواة مريض سعادة بالنسبة لأى طبيب، وإننا نكون فى الصفوف الاولى دا فخر لأى طبيب وعامل بالمنظومة الطبية».

الطبيب: نستقبل الحالات الحرجة ونحزن لوفاة المرضى ونسعد بالتعافي

يقول الطبيب "عبدالمنعم": "لما اختاروا أطباء مستشفى كفر الشيخ العام مكنش من فراغ، دا لأنهم أكتر ناس شغالين حالات حرجة، وناس قد المسئولية، جمعنا كلنا كفريق وذهبنا للمستشفى استلمناه بعد مقابلة الدكتور تامر حامد، مدير المستشفى، اللى حمل على عاتقه حل كل المشاكل، وقابلنا مساعد الوزير، قعدنا وعرفنا المطلوب والهيكل التنظيمي، وكيفية التواصل مع وزارة الصحة وهيئة الإسعاف، واتعلمنا كيفية تطبيق البروتوكولات العلاجية لكل حالة، وكيفية التعامل مع الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، بيكون ليها بروتوكول، وقسمنا نفسنا وقولنا إن فترة الـ14يوم دول لازم نشتغل كفريق واحد لأن المرحلة محتاجة كدة، وبدأنا نستقبل الحالات بعد انضمام فريق مستشفى كفرالشيخ الجامعى لينا، وقعدنا كلنا ووضعنا خطتنا جميعا".

وعن أعداد المصابين وكيفية التعامل معها، يضيف الطبيب الشاب، "عدد الحالات كتير، وكنا متخيلين إن العدد أقل وهيبقى لدينا وقت، لكن الحمدلله إحنا قد المسئولية وبنشتغل 24ساعة، قسمنا المستشفى بحيث تكون الحالات البسيطة فى الأعراض في قسم الداخلي، ثم المتوسطة بالرعاية المركزة، لكن الحالات كلها سنها كبير وأمراض مزمنة زي السكر، ودي أهم مشكلة بتقابلنا فى الحالات، الحالات اللى بتوصلنا وضعها بيكون حرج، علشان كدة أعدنا التقسيم لعناية مركزة للحرجة، العناية المتوسطة فيها الحالات الشديدة، ثم الداخلى للمتوسطة".

ويتابع أحد أبطال الجيش الأبيض، "بيتم توفير المستلزمات، وبندخل فيديو كونفرانس مع الوزيرة، بنتابع مع الناس وبنتخذ أقصى درجات الوقاية، إحنا بنقدم خدمة طبية أمام الله وأمام الناس، قوة المستشفى من أكبر المستشفيات على مستوى الجمهورية، الرعاية المركزة فيها 16حالة وعندنا 160حالة، وإحساسي بتعافي مريض بيبقى كبير جدا وبيبقى فيه حزن كبير وإحساس قاتل لما حد بيتوفى، لكن أنا عندى أمل أننا هنتقابل من غير ماسكات وفي أمان وسلام، وهنسحب مسحات يوم الجمعة، ولما تطلع النتائج نروح".

 


مواضيع متعلقة