مزهرية ورد

كتب: اميمة عز الدين

 مزهرية ورد

مزهرية ورد

قرأت مؤخرًا أن الزوجة في اليابان تضع "مزهرية ورد" بمدخل البيت؛ حتى تكون أول شىء يقع عليه نظر زوجها عند عودته من العمل، بالفعل عملت بالنصيحة في أمانة شديدة، وتخلصت من رداء المطبخ (الذي يفوح بروائح البصل و الثوم)، واشتريت ورد بلدي و بنفسج، ووضعتها على مائدة الطعام حتى تفتح شهيته، وانتظرت أن يثني على طعامي الصحي الذي قررت أن "أطبخه" منذ اليوم، فبدلًا من الطبيخ "المسبك" و"المشمر" و"المحمر" اكتفيت بصنع شوربة خضار، وصدور دجاج مسلوقة، وأرز أبيض حفاظًا على صحته وضغطه العالي، لكن للأسف وجدته يثور وهو يسأل عن (صينية البطاطس بالفرن، وطاجن البامية باللحم الضأن، وصوابع المحشي باللحمة المفرومة، والأرز، والتوابل).. نبهته إلى أن تلك الأطعمة تضر بصحته، والالتزام بالطعام الصحي ضرورة الآن، خاصة وهو يزحف نحو العقد السادس من عمره. "زغر لي" بشدة، وأطاح بمزهرية الورد، فسقطت على الأرض، وسقط قلبي معها وبكيت؛ لأنه لم يهتم بزهوري التي أعددتها خصيصًا له.. العجيب أن طفلتي البالغة من العمر 10 سنوات، وجدتها تلتقط الورد لتزين به شعرها وحجرتها، وسألتني: من الشخص المريض الذي سيذهب له هذا الورد؟. كنت أحاول أن تسود لغة الزهور بالبيت، فبدأت بنفسي، لكن زوجي الذي يتنقل طوال اليوم بين المقاولين وأنفار البناء؛ بسبب طبيعة عمله كمهندس، اعتبرني مخبولة ولدي "لُطف"؛ لأنني جلبت وردًا للبيت. أخذ يحكي عن تعبه وقدميه المتورمتين، وأنه يحتاج إلى إناء عميق به ماء دافىء وقليل من الملح، ولا مانع من تدليك قدميه لمدة نصف ساعة يوميًا؛ ليستعيد نشاطه، ويتغلب على الألم الذي يعتريه؛ بسبب عمله الشاق. أما الورد "يا عيني عليه" لا يحب أن يراه، فهو يذكره أن ثمة شخص مريض وجب زيارته بالمستشفى، أو أن أحدهم مات، ويستلزم شراء ورد لوضعه على قبره!.