للمرة الأولى.. النيابة توعي المجمتع وتتصدى للفساد بـ"القرآن والإنجيل"

كتب: هيثم البرعي

للمرة الأولى.. النيابة توعي المجمتع وتتصدى للفساد بـ"القرآن والإنجيل"

للمرة الأولى.. النيابة توعي المجمتع وتتصدى للفساد بـ"القرآن والإنجيل"

تباشر النيابة العامة دورها كإحدى شعب السلطة القضائية ممثلة للمجمتع، بهدف الحفاظ على أمنه والدفاع عنه ومحاربة الجريمة واستقصائها، والتحقيق فيها وملاحقة مرتكبيها وإحالتهم للمحاكم كما أنها الجهة التي يعهد إليها بمهمة تمثيل الحق العام أمام القضاء.

واتخذ دور النيابة شكلًا آخرًا بعد تولي النائب العام المستشار حمادة الصاوي، مهام منصبه، في تولي البيانات دور التوعية مع العقاب وتوجيه الرسائل لمكونات المجتمع بداية من الأسرة، وكذا مختلف الفئات.

وشهد بيانان أصدرهما مكتب النائب العام، استشهادًا بالقرآن الكريم والإنجيل، وذلك للمرة الأولى، في القضايا المتعلقة بأمن المجتمع واحترام الأديان السماوية، للتأكيد على أن وعي هذا البلد وضميره وأمنه الاجتماعي القومي تأسس على مكارم الأخلاق المُنبعثة من معايير وقِيَم وُضِعَتْ بناء على تعاليم الأديان السماوية، فضلا عن بيانات أخرى قدّم خلالها النصح للأسرة المصرية لرعاية الأبناء ممن لهم ظروف خاصة.

ففي يوم 3 أبريل الجاري، أصدر النائب العام بيانا عن جرائم مخالفةُ البعض لقرارات حظر الانتقال أو التحرك بالطرق، واستغلال آخرين الظروف الراهنة للغش بالأدوات والمواد الطبية الوقائية وبعض السلع الاستراتيجية ومستلزمات المعيشة الضرورية، وتخزين كميات كبيرة منها لاحتكارها وبيعها بأزيد من الأسعار الرسمية المُقرَّرة، وعدم الالتزام بغلق المحال - المُقرَّر غلقها - في المواعيد المُحدَّدة لذلك؛ كل هذا محاولة منهم لاستغلال ما تمرُّ به البلاد من ظروف استثنائية للكسب بطريق غير مشروع.

وساق البيان عقوبات كل تلك الجرائم وفقا لما ورد بقانون العقوبات، ثم أشار إلى وجوب الالتزام بالقوانين واللوائح التي يفرضها ولاةُ الأمر، خاصة في مثل الظروف الراهنة، لدفْع الضرر والأذى عن الناس، وذلك تأسيساً على ما أقرَّه الرسولُ الكريمُ - صلَّى الله عليه وسلم - بقوله " لا ضَررَ ولا ضِرار"؛ (رواه الإمام مالك في المُوَطَّأ)، وقد نهى الله عز وجل عن الغش والتدليس في الأسواق والبيوع؛ بقوله في كتابه العزيز "وَ يَا قَوْمِ أَوْفُوا المِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ". (سورة هود: الآية 85)، وكذا نَهَى الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - عن الغش بقوله "من غَشَّنا فليس منَّا" (رواه مسلم)، ونَهَى كذلك عن كل وسيلة لزيادة الأسعار على المستهلكين بغير حق بقوله " من دَخَلَ في شيءٍ من أسعارِ الناس لِيُغْلِيَهُ عليهم فإنَّ حَقًّا على اللهِ أن يَقْذِفَهُ في النَّار"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم. (رواه الإمام أحمد في مسنده). وقد جاءت تعاليم الدين المسيحي موافقة لكل ذلك؛ فنَهَتْ عن الغش والتدليس وحَثَّتْ على العدل والأمانة؛ إذ ورد في العهد القديم أن "كُلَّ مَنْ عَمِلَ غِشًّا، مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ" (العهد القديم. سفر التثنية. إصحاح 25. آية 16)، وأن "اَلْقَلِيلُ مَعَ الْعَدْلِ خَيْرٌ مِنْ دَخْل جَزِيل بِغَيْرِ حَقّ" (سفر الأمثال. الإصحاح 16. آية 8)، وأن "الرَّجلُ الأمينُ كثيرُ البركات...والمُستَعجِلُ إلى الغِنى لا يُبْرَأ" (سفر الأمثال. إصحاح 28. آية 20).

وأمس، أصدر النائب العام بيانًا عن حبس 3 متهمين بثوا مقطع فيديو لأداء الصلاة بينما كان أحدهم مشعلا سيجارة، واستهل بيانه بالآية الكريمة "(ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ).. [سورة الحج 32]".

وفي السياق ذاته، قدّم النائب العام النصح في واقعتين شغلتا الرأي العام، كان أولها واقعة الطالبة "شهد" والتي اختفت من مدينة الإسماعيلية، ثم عثر على جثتها في مياه النيل بالوراق، حيث تبين انها انتحرت نتيجة إصابتها بالوسواس القهري، فصدر بيان النيابة يشرح ملابسات الحادث، وكانت ختامه رسالة نصح وتوعية لأولياء الأمور، وكان نصها (ارفقوا بالقوارير، امنحوا بناتكم قسطاً من أوقاتهم، أنصتوا إليهن، وشاركوهن آلامَهن وآمالَهن، اطمئنوا وطمئنوهنَّ، وإن وجدتم من فتياتكم أو فتيانكم مرضاً فعالجوهم، فإن المرض النفسي داءٌ كأي داء، لا خجل فيه ولا حياء، والاعتراف به أول أسباب الشفاء، فأغيثوهم بالعلاج والدواء، قبل أن ينقطع فيهم الرجاء).

أما الواقعة الثانية التي تتعلق بمودة الأدهم، والتي تقدم فيديوهات راقصة على تطبيق "tik tok"، حين أمر النائب العام بالقبض عليها ورفيقتها، لاتهامهما بالتحريض على عدم احترام قرارات حظر التجول، وختم بيانه الصادر، يوم 29 مارس الماضي، بمناشدة المواطنين بالالتزام بأحكام القانون، وتَجنُّب إثارة الفتنة بمثل تلك المقاطع والمنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والالتزام بما تُصدره مؤسسات الدولة من قرارات خلال الفترة الراهنة التي تمر بها البلاد؛ حفاظاً على السلامة والصحة العامة للمواطنين.


مواضيع متعلقة