أردوغان و"لعبة صويلو".. هل خرجت الأمور عن السيطرة؟

أردوغان و"لعبة صويلو".. هل خرجت الأمور عن السيطرة؟
- تركيا
- صويلو
- أردوغان
- استقالة وزير داخلية تركيا
- كورونا
- تركيا
- صويلو
- أردوغان
- استقالة وزير داخلية تركيا
- كورونا
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يواجه معضلة كبيرة نتيجة لفشل حكومته في احتواء فيروس "كورونا" الذي أخفت تركيا حقيقته منذ البداية حتى خرجت الأمورعن السيطرة وانتهت بفرض حظر التجوال في البلاد بشكل مفاجئ، الأمر الذي زاد من غضب الشعب وسخطه على سياسات حكومته، فيلجأ إلى حيلة جديد تنقذ نظامه.
ونقلت وكالات الأنباء العالمية نبأ استقالة وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أمس، من منصبه بعد إعلان مفاجئ يوم الجمعة عن تطبيق العزل العام في البلاد، لاحتواء فيروس "كورونا" المستجد، الأمر الذي أثار موجة من الغضب في الشارع التركي المذعور الذي توافد في وقت واحد على المتاجر لشراء وتخزين المؤن قبيل ساعات الحظرالمفاجئ الذي فرضته الحكومة لمدة يومين على 31 إقليمًا يضم المدن الكبرى أنقرة وإسطنبول، في إطار تفشي الوباء المستجد في الأوساط.
وأكد صويلو في تغريدة نشرها على حسابه الخاص عبر تويتر أنه استقال من منصبه بسبب قرار تطبيق حظر تجوال لمدة يومين في المدن الكبرى، لمواجهة تفشي الفيروس، قائلًا "أتمنى تعذرني أمتي التي لم أرد أن أسبب لها الضرر، ورئيسنا الذي سأكون وفيا له طوال حياتي، أغادر منصب وزير الداخلية الذي كان لي شرف توليه".
ووفقًا لوكالة "فرانس 24" الاخبارية، كان صويويلو قد قال مساء الجمعة عقب انتشار مشاهد الفوضى في الأوساط التركية، إن تطبيق العزل جاء في إطار "توجيهات رئيسنا" رجب طيب أردوغان، لكنه أعلن الأحد أنه يتحمل "المسؤولية كاملة"، الأمر الذي أثار انتقادات المعارضين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلنت الرئاسة التركية بعد ذلك رفض أردوغان استقالته.
فيما أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيلتشدار أوغلو في تصريحات تلفزيونية، أن استقالة صويلو لم تكن بإرادته، وقال تعقيباً على استقالة وزير الداخلية: "لا أعتقد أن قرار استقالة وزير الداخلية فردي، جاءت لإنقاذ أردوغان"، مؤكدًا شكوك الغالبية في وجود سيناريو من صنع الرئيس التركي لتهدئة البلاد التي سجلت مايزيد على 561 ألف أصابة، ووفاة 1198.
باحث في الشأن التركي: صويلو كبش فداء لإنقاذ أردوغان بعد تفاقم أزمة "كورونا"
وقال مصطفى صلاح، الباحث في الشأن التركي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن" إنه يوجد مؤشرات عديدة حول تداعيات استقالة وزير الداخلية التركي، إذ تتزايد السيناريوهات حول استقالته باعتباره "كبش فداء" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة بعد تفاقم أزمة انتشار فيروس "كورونا" المستجد في تركيا وما له من تداعيات على الداخل التركي، ومن بين هذه التداعيات إمكانية تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم، وإرهاصات وضع جديد تتمكن من خلاله المعارضة من الحصول على وضعية متقدمة في مواجهة أردوغان وسياساته.
وأضاف "صلاح": "لعل الإجراءات التي تم اتخاذها من جانب وزارة الداخلية والخاصة بفرض حظر التجوال وإغلاق مدن بأكملها جاءت بعدما لم تتخذ تركيا الإجراءات التي اتخذتها باقي الدول كخطوة أولية لمواجهة الوباء، ويرى الباحث أن وزير الداخلية التركية من أكثر الأشخاص المقربين للرئيس التركي والذي قام بدور مهم في أحداث الانقلاب الأخير، وهو الذي ساهم في تعزيز إحكام أردوغان لقبضته الأمنية على الداخل التركي وقمع الأصوات المعارضة له.
مصطفى صلاح: الاستقالة تهدف إلى تهدئة الرأي العام الثائر ضد أردوغان
ويرى "صلاح" أن رفض أردوغان استقالة صويلو يؤكد مدى أهميته داخل النظام التركي بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وقد يفسر تقديم وزير الداخلية لاستقالته كمحاولة من جانبه لتخفيف الضغط الشعبي على أردوغان خاصة وأن الرئيس التركي وحزبه يواجهان الكثير من الضغوط الشعبية في الكثير من الملفات قبل هذا الأمر مثل الركود الاقتصادي وتراجع قيمة العملة والتي ظهرت نتائجها بصورة واضحة خلال نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية في أبريل 2017، أو خلال الانتخابات البلدية في مارس 2019، وهذه الأمور ساهمت في إيجاد بيئة جديدة تعرض خلالها الحزب الحاكم إلى سلسلة ممتدة من الهزائم والتي زاد من أهميتها ارتباطها بالكثير من الضغوط الإقليمية والدولية على السياسة الخارجية التركية.
ويعتقد الباحث أن رفض أردوغان لهذه الاستقالة يمكن تفسيرها بعدة اتجاهات، ولكن الاتجاه الأهم هو أن أردوغان يحاول أن يقدم صورة للتابعين له بأنه لا يضحي بأحد من أجل مصالحه وهو ما يمكن أن يعكس اتجاه الرئيس التركي إلى محاولة الحفاظ على تماسك الحزب الداخلي، خاصة بعدما أعلن كل من أحمد داود أوغلو وعلي باباجان وهما من مؤسسي الحزب انسحابهما منه وإنشاءهما لحزبين جديدين في مواجهة أردوغان.
وقال "صلاح" إنه في ضوء ذلك، فإن تفاقم الأزمة الداخلية في تركيا بسبب تفشي فيروس كورونا من المحتمل أن تمتد تأثيراته على هيكليه النظام السياسي التركي من خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة في عام 2023، مؤكدا أن هذه الأحداث ستولد زخما داخليا فيما يخص جهود المعارضة لمواجهة سياسات العدالة والتنمية، التي كانت السبب الأول في زيادة معدلات الاضطراب الداخلي والخارجي للسياسة التركية.
"الديهي": "أردوغان" يتلاعب بالرأي العام واستقالة "صويلو" مجرد لعبة
وقال محمد ربيع الديهي، الباحث في الشأن التركي إن من المؤكد أن أردوغان يتلاعب بالرأي العام، فاستقالة صويلو مجرد لعبة لتشتيت الانتباه عن فشل الحكومة في إدارة الأزمة واحتواء الفيروس، علاوة على إبعاد الأنظار عن قضايا الإرهاب والمقاتلين الدواعش التي يتبناهم أردوغان، في ظل غياب المجتمع الدولي عن الدور التي تلعبه تركيا في الوقت الحالي".
وأشار إلى الأزمة التي تمر بها الإدارة التركية من قبل وصول فيروس "كورونا" وسياساتها السابقة الخاطئة التي تضعها على المحك.