سماء زرقاء في الصين.. "كورونا" يعيد الطبيعة إلى رونقها على حساب البشر

كتب: آلاء عوض

سماء زرقاء في الصين.. "كورونا" يعيد الطبيعة إلى رونقها على حساب البشر

سماء زرقاء في الصين.. "كورونا" يعيد الطبيعة إلى رونقها على حساب البشر

رغم الفوضى والموت الذين يخلفهما انتشار فيروس كورونا في 180 دولة حول العالم وإصابة أكثر من مليون شخص، وترقب الجميع مصير العالم وما سيشهده من تغيرات بعد مرور تلك الأزمة، ظهرت إيجابيات الوباء على الطبيعة التي على ما يبدو أنها تضجرت من أفعال البشرية، وبدأت تستعيد عافيتها بعد ما أخذت قسطا من الراحة بعيدا عن الانبعاثات والإشعاعات والتلوث.

صحيفة صينية: سماء الصين الزرقاء بعد "كورونا" لن تدوم طويلا

تحت عنوان "السماء الزرقاء" تحدثت صحيفة "ساوث تشينا مورنينج بوست" الصينية، عن الفوائد التي عادت إلى سماء الصين، نتيجة توقف المصانع وكثير من الأنشطة التي غيرت لون السماء قبل تفشي فيروس كورونا المستجد، إلا أن الصحيفة في تقريرها اليوم، توقعت أن السماء الزرقاء لن تستمر طويلا مع حرص الدولة على إعادة الأنشطة الصناعية تدريجيا إلى ما كانت عليه قبل تفشي الفيروس.

 

تقارير: التأثير الإيجابي الكبير يظهر على الناحية البيئية نتيجة لانخفاض التلوث البيئي

وأوضحت التقارير التي نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية وحللها التحالف الأوروبي، تباطؤ انبعاثات غازات المصانع، ووجود تغير في كثافة ثاني أكسيد النيتروجين الذي يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي والسرطان، بينما أظهرت بيانات صادرة عن وكالة البيئة الأوروبية اتجاها مماثلا خلال الفترة من 16 إلى 22 مارس، فقد تراجع متوسط مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في مدريد بنسبة 56 بالمئة على أساس أسبوعي بعدما حظرت الحكومة الإسبانية السفر غير الضروري في 14 مارس.

وأشارت تقارير نشرتها شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، أمس الأول، إلى التأثير الإيجابي الكبير على الناحية البيئية نتيجة لانخفاض التلوث البيئي وتراجع السحب الدخانية المشبعة بغاز ثاني أكسيد النيتروجين الناتج عن المصانع واحتراق الوقود، مما أحدث تأثيرا إيجابيا على ثقب الأوزون.

بدوره ذكر موقع "سولارابيك" المتخصص في مجال الطاقة المتجددة، أن الحياة البحرية في إيطاليا قد انتعشت مجددا وبدأت الأسماك بالطفو قريبا من السطح لوفرة الأكسجين، بالإضافة إلى أن الماء أصبح شفافا خالي من الشوائب، كما أظهرت الصور الجوية انخفاضا كبيرا في تلوث الهواء بغازات الميثان والكربون والنيتروجين، خصوصا في شمال إيطاليا.

 

نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء: على الدول الصناعية أن تتعظ وتعيد هيكلة استراتيجيتها الصناعية

بدوره، قال الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن فيروس كورونا جاء في مصلحة البيئة التي تعاني بسبب الانتهاكات البشرية طوال الوقت، ففي خضم القيود المفروضة من قبل دول العالم ووقف النشاط الصناعي، تراجعت نسبة التلوث في أمريكا والصين إلى الثلث، وأوضح أن السحب الدخانية المشبعة بتلك الغازات الضارة هي سبب أساسي في احتجاز تصاعد الحرارة الناتجة عن الأشعة تحت الحمراء.

وتابع : "الأمر الذي يؤدي إلى تكون صوب زجاجية تزيد من حرارة الأرض، مما يؤثر على زوبان الجليد في المحيطين ورفع منسوب البحار، علاوة على اعتقاد الباحثين بأن الدلتا ستغرق بعد 90 عاما نتيجة لزيادة منسوب البحر المتوسط".

ويتوقع "النهري" أن يعود العالم بعد مرور الأزمة إلى النشاط الصناعي بشراهة لتعويض الخسائر التي نتجت عن تلك الأزمة، الأمر الذي قد يؤدي إلى عودة الأمر كما كان من قبل، لكن من المؤكد أن البعض قد يدرك مدى تأثير التغيرات البيئية على كوكب الأرض وعلى حياة البشر، بالإضافة إلى المطالب التي لن تتوقف عن الالتفات للبيئة بما أنها أثبتت قوتها أما البشر وتسببت في هز العالم بأكمله دون تفريق بين دولة عظمى وصغرى.

وعبر المسؤول الإقليمي بالأمم المتحدة، عن أمله أن يعيد العالم هيكلة استرتيجيته الصناعية ويقلل الانبعاثات الحرارية، وينصح الدول الصناعية أن تعود إلى رشدها وتعيد النظر في مسألة المناخ المتضرر بسبب الثورة الصناعية بعد التجاهل الذي دام فترات طويلة، لافتا إلى انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من معاهده "باريس للمناخ".


مواضيع متعلقة