احتفالات المسيحيين بأحد الشعانين في زمن كورونا.. "كنيسة داخل كل منزل"

احتفالات المسيحيين بأحد الشعانين في زمن كورونا.. "كنيسة داخل كل منزل"
أجواء حزينة وغير اعتيادية يعيشها مسيحيو مصر خلال أسبوع الآلآم، بعد قرار الحكومة بإغلاق جميع الكنائس والأديرة ومنع بائعي الزعف من التواجد في الشوارع وفرض حظر التجوال للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، دفعت العديد منهم باختلاف فئاتهم العمرية إلى ابتكار أساليب مختلفة للاحتفال باليوم على طريقتهم الخاصة.
داخل منزلها بمنطقة إمبابة بالجيزة كانت ميرنا نعيم صاحبة الـ24 عاماَ تستعد كل عام في مثل ذلك التوقيت وتحديداَ في السابعة صباحا، للذهاب إلى كنيسة مارمينا بإمبابة للانضمام إلى صفوف الخدمة الكنسية التي التحقت بها منذ سنوات، حيث تقوم باستقبال الأطفال الذين تملأ أصوات ضحكاتهم أرجاء الكنيسة وإدخال روح البهجة عليهم وتعدهم للصلوات والقداس وطقس التناول، إلاّ أن تلك المظاهر لم تعد حاضرة اليوم في أحد الشعانين الذي خيَم عليه الحزن بعد نحو أسبوعين من الإغلاق الكامل لجميع المنشآت الدينية، والاكتفاء بالصلاة في البيت والاحتفال بالمناسبة رفقة أفراد الأسرة.
حيلة أخرى قررت "ميرنا" القيام بها لمحاكاة أجواء الكنيسة بعد تعذر الذهاب إليها، تمثلت في تخصيص ركن داخل المنزل وتجهيزه باستخدام طاولة خشبية متوسطة الحجم مغطاة بقماشة سوداء، وفوقها بعض الشموع وصور وتماثيل صغيرة للسيد المسيح يعلوها صليب مزين بالورود البيضاء والحمراء، وذلك لأداء الصلوات والتعبد خلال أسبوع الآلآم: "بنحاول نحسس نفسنا إننا في الكنيسة حتى لو بحاجات بسيطة زي كده، وعشان نتشجع على الصلوات وخصوصاَ للأطفال عشان نربطهم بالمناسبة دي ونرسخها عندهم".
تقول "ميرنا" إن تلك التجهيزات من شأنها أيضاَ أن تضفي التميز على اليوم والأسبوع ككل، خاصة في ظل غياب التجمعات التي تحتضنها الكنيسة والصلوات التي تقام داخلها، وتتابع بصوت حزين: "أسبوع الآلآم لازم الناس كلها تروح الكنيسة، حتى اللي مبيروحش خلال السنة بيحرص جداَ على التواجد طول الأيام دي، واللي بيحصل مأثر فينا كلنا".
"رغم ألم إغلاق الكنائس بس الإيجابي إن كل بيت بقى فيه كنيسة، والناس بقوا حريصين على الصلاة"، تقولها مارتينا أنيس صاحبة الأربعون عاماَ، حيث تقول مارتينا والتي تقطن بمنطقة المطرية بالقاهرة إنها لم يسبق لها أن قضت أسبوع الآلآم دون الذهاب إلى كنيسة الزيتون بالقاهرة: "إحساس صعب جداَ إننا منروحش الكنيسة في الأيام المبروكة دي ومنعملش طقس التناول ولا نحتفل بالزعف ونستبدله بورق بدل الخوص، لكن عزائنا إن اللي احنا فيه فترة صعبة مؤقتة وهتعدي".
لم تشأ "مارتينا" أن يمر اليوم كباقي الأيام، حيث قامت بمتابعة الصلوات المقامة طوال اليوم عبر قنوات "سي تي في وإم سات وأغابي" وهي قنوات دينية لإقامة القداسات: "قمت بدري شغلت التلفزيون و حضرت قداس الساعة 7 ولبست كأني رايحة الكنيسة وغطيت شعري بطرحة وصليت"، لتقوم بعدها السيدة الأربعينية بقراءة كتاب ترتيب أسبوع الآلام والانتظار حتى إقامة القداس التالي في الخامسة مساء وحضوره بالطقوس ذاتها.
كرولوس رشدي الشاب صاحب الـ19 عاماَ والذي يدرس بكلية الحاسبات والمعلومات كان حريصاَ هو الآخر على جعل اليوم مميز بطريقته الخاصة، حيث قام "كرولوس" التابع لنشاط الكشافة بإحدى كنائس منطقة عين شمس بالقاهرة بتسجيل فيديو يظهر في هو وعدد من أصدقائه يؤدون بعض الترانيم التي يتم تلاوتها خلال أسبوع الآلام، حيث قام "كرولوس" باستخدام لغة الإشارة أثناء العرض: "فكرة إننا نعمل ترانيم بلغة الإشارة للصم والبكم كان من ضمن الحاجات اللي كنا بنخطط ليها في فريق الكشافة وكنا هنعرضها في الكنيسة النهاردة، بس عشان الظروف دي قررنا نصور الفيديو دة وكل واحد في بيته بالزي الرسمي بتاعنا وبعد كده نجمعهم فب فيديو واحد ونشرناه على الفيس عشان الناس تتبسط وتستفاد منه وهما قاعدين في البيت".