إنسانية ممرضة.. "إفراج" تستغني عن عمل إضافي بمركز طبي: خوفت أعديهم بكورونا

إنسانية ممرضة.. "إفراج" تستغني عن عمل إضافي بمركز طبي: خوفت أعديهم بكورونا
استيقظت الممرضة إفراج فتحي، ذات يوم واتخذت قرارا شجاعا بالاستغناء عن عملها الإضافي في أحد المراكز الخاصة لأمراض النساء والتوليد في بني سويف، والذي تعمل به لتحسين دخلها إلى جانب عملها الأساسي ضمن طاقم التمريض بمستشفى الصدر بالمحافظة نفسها، خشية أن تكون سببا في نقل العدوى إلى زائري المركز بخاصة بعدما تخصصت مستشفى الصدر في استقبال الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس الجديد.
"أول ما بدأنا نتعامل مع حالات مخالطة للمرضى ومشتبه فيهم خوفت أكون حاملة للفيروس ومعرفش وأعدي الناس في المركز"، بحسب حديث إفراج في بداية حديثها لـ"الوطن".
أخبرت الممرضة الثلاثينية الدكتور المسؤول عن المركز الخاص الذي تعمل به بنظام"شيفتات" لتحسين دخلها عدم رغبتها في الاستمرار في عملها معه خوفا على حياة السيدات زائرات المركز، الأمر الذي استقبله الطبيب بإعجاب شديد، وبحسب وصفها، أخبرها بأنها لن تفقد وظيفتها خلال فترة انقطاعها عن الحضور نظرا لدورها الإنساني ومشاعرها المخلصة.
إفراج: تفرغت لعملي بمستشفى الصدر وبعد زيادة تعاملنا مع الحالات اكتشفت إصابتي بكورونا
بالفعل تفرغت إفراج لمتابعة مهام عملها كممرضة في مستشفى الصدر ببني سويف التي تقضي بها ساعات يومها كاملة، ومع زيادة تعاملهم مع الحالات المصابة قبل تحويلهم إلى مستشفيات العزل بعد إصابة أحد زملائها في طاقم التمريض خضعت هي وباقي فريق التمريض للفحص الخاص بفيروس كورونا لتكتشف إيجابية نتيجتها،"اكتشفت إني مصابة بالفعل واتحولت لمستشفى العزل".
أربعة أيام حتى الآن قضتها الممرضة داخل مستشفى العزل في ملوي، تتلقى العلاج المدرج ضمن بروتوكول وزارة الصحة للتعامل مع مصابي كورونا، بدأت تظهر عليها أعراض الفيروس شيئا فشيئ ولكن صحتها بدأت تستجيب للعلاج، "الحمدلله بتحسن المكان كويس ونفسيا كويسة وواثقة إني هقوم بإذن الله"، حسب تعبيرها.
بصوت مليء بالتفاؤل والثقة اعتبرت الممرضة تنازلها عن عملها الخاص رغم حاجتها إلى راتبها الذي تتقاضاه منه، واجبا وفرضا يحتمه عليها ضميرها الإنساني والمهني، "كان لازم أعمل كده والحمدلله إني خدت القرار ده من بدري عشان مأذيش حد".