أستاذ جامعي لم يفرح بتعافيه من كورونا: الفيروس خطف شريكة عمري

كتب: سهاد الخضري

أستاذ جامعي لم يفرح بتعافيه من كورونا: الفيروس خطف شريكة عمري

أستاذ جامعي لم يفرح بتعافيه من كورونا: الفيروس خطف شريكة عمري

شادي وفاطمة قصة حزينة، بدأت بالحب، وانتهت بالفراق، بعد ألم ووجع لا يمكن أن يمحيه الزمان، بدأت قصتهما حينما زامل شادي أبو يوسف، أستاذ جامعي، زوجته في الدراسة والعمل، وتزوجا في عام 2004 في شهر يوليو تحديدا، ثم يجمعهما فيروس كورونا في العزل بمستشفى العجمي بمحافظة الإسكندرية.

عاش الزوجين معا قصة حب رائعة، من ثمارها ثلاثة أطفال زهور، لم يعلم شادي أن صديقة عمره وحبيبته سيفرق بينهما فيروس كورونا، فمن شدة حبه لها سمى ابنته الصغيرة التي لم تعيش سوى 48 ساعة على اسم والدتها لتفارق الرضيعة بعدها الحياة خاصة وأنها ولدت بعملية قيصرية في الشهر السادس وكانت والدتها على أجهزة التنفس الصناعي بين الحياة والموت لتلحق بأبنتها أيضا بعد 48 ساعة فقط من وفاة طفلتها.

أشار "أبو يوسف" إلى صدور قرار أمس، بنقله من الحجر في العجمي إلى أبو قير، وبمجرد دخول سيارات الإسعاف مستشفى العجمي استعداد لنقله بعيدا عن فاطمة، جاءه خبر وفاتها في نفس اللحظة قائلا:" كأنها ظلت إلى جواري ورحلت عندما أذن الله له بالرحيل عنها داعيا اللهم بأن يلتقيا في الجنة"، مضيفا غدا نلقى الأحبة مضيفا لظروف إصابتي واحتجازي بالعزل لن أتمكن من توديع حبيبة العمر ورفيقة الدرب.

وهكذا كتب كورونا الحسرة والألم في قلب الأب والزوج المفجوع بعدما عجزت الكلمات عن وصف حالته النفسية التي ساءت خاصة بعدما ظل يمنى نفسه أيام وأيام بعودة الرفيقة إلى الحياة مرة ثانية في وقت أكد له الأطباء كثيرا أن حالتها حرجة لكنه ظل متمسكا بالأمل لأخر لحظة .

" رفيقة عمري ودربي وأم أولادي راحت لتلحق بأبنتنا بعد يومين فقط من وفاتها، ربنا يرحمك يارفيقة العمر وحبيبة القلب وأم أولادي، لم أتركها ثانية لو هيحصل لي إيه، وبالفعل لحقت بها لأصاب بكورونا بعد منها بأيام " بتلك الكلمات بدأ الدكتور شادي أبو يوسف المصاب بكورونا والمحتجز بغرفة العزل بمستشفى العجمى بمحافظة الإسكندرية حديثه لـ"الوطن".

ويروى "أبو يوسف" التفاصيل قائلا:" منذ فترة نزل شقيق زوجتى لعمله، ورغم عدم مخالطته لأجانب نهائيا، عاد مصاب بسخونية، وظل أسبوع في المنزل يتلقى علاج مكثف بعدما ذهب للأطباء وتم تشخيص حالته بأنها نزلة شعبية حادة، وبعدها بأسبوع تحسن، ثم أصيبت والدته وشقيقه الثاني فجأة، وفي تلك الفترة كانت زوجتى فاطمة هي من ترعاهما وكانت حامل في الشهر السادس والأطباء أجمعوا على إصابة الثلاثة بنزلة شعبية" .

يستطرد أبو يوسف متابعا:" بعد ذلك ظهرت الأعراض على فاطمة حبيبة القلب وتمثلت في كحة ناشفة وضيق في التنفس، وذهبنا إلى 4 أطباء، قاموا بتشخيصها على أنها نزلة شعبية، لتذهب فيما بعد إلى مستشفى الصدر في دمياط، وهناك رفضوا إجراء أشعة عليها تحت بند أنها حامل لا يجوز عمل أشعة لها حتى لا يتضرر الجنين، وكل هذا تسبب في تأخر حالتها، وتواصلت مع مدير أحد المستشفيات، وقال لنا حينها، تعمل الأشعة عادى مين قال لكم كده، وهنا تواصلت مع زميل الدراسة الدكتور بطرس حنا طبيب الأشعة، وذهبنا له المركز وقام بإجراء أشعة مقطعية على الصدر لنكتشف وجود التهابات شديدة في الرئتين وظهور عتامات، وقال أنها بنسبة 90 % فاطمة مصابة بكورونا.

وأضاف أنهم توجهوا إلى مستشفى الصدر، وتم عمل مسحة واحتجازها لتظهر النتيجة إيجابية ونظرا للتشخيصات السابقة الخطأ، ظللنا 14 يوما نتعامل مع الحالة على أنها التهاب شعب لتنقل فيما بعد لمستشفى العزل بالإسكندرية، ويتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي وكانت حالتها حرجة جدا.

ويواصل أبو يوسف قائلا:" في تلك اللحظة أصريت على عدم ترك زوجتي فاطمة ولو للحظة واحدة ونقلتها إلى مستشفى العزل وكنت مرافق لها لتدخل العناية المركزة وبدأت تظهر علي الأعراض بأيام فتوجهت لمستشفى حميات إسكندرية وأجريت الفحوصات ليتبين إصابتي أيضا ونقلت للعزل بذات المستشفى، وبدأت حالتي تتحسن"، مشيدا بالمعاملة الحسنة بالمستشفي، واصفا أياها بالمعاملة فوق الوصف.

ووفقا لأبو يوسف فأن بنته نزلت سليمة من بطن والدتها، وليست مصابة بكورونا، ولكن مشكلتها كانت أمها حالتها الصحية حرجة وموضوعة على جهاز تنفس صناعي، وتوفت البنت بعد يومين، أما أولاده فتركهم بصحبة أشقاء زوجته وجدتهم والصحة تتابعهم باستمرار .


مواضيع متعلقة