الحياة في "بني عفان" تحت الحجر.. تعقيم وخبز وعلاج مجانا ومسافات آمنة

الحياة في "بني عفان" تحت الحجر.. تعقيم وخبز وعلاج مجانا ومسافات آمنة
- بني عفان
- قرية بني عفان
- محافظة بني سويف
- الحجر الصحي
- كورونا
- فيروس كورونا
- بني عفان
- قرية بني عفان
- محافظة بني سويف
- الحجر الصحي
- كورونا
- فيروس كورونا
هنا "بني عفان".. تلك القرية الواقعة على أطراف محافظة بني سويف، والتي تحولت بين ليلة وضحاها إلى حديث الساعة بسبب فيروس كورونا المستجد الذي أصاب عددًا من أبنائها، وجرى وضعها تحت الحجر الصحي بسببه، لينقلب حال القرية وتتبدل أحوالها.
1000 أسرة في "بني عفان" تسكن في قطاعين منها تخضع للحجر الصحي في الوقت الحالي، بعد أن أصبحت القرية بؤرة للفيروس، وهو الأمر الذي غير ملامح الحياة فيها، فالأعمال توقفت والأنشطة اليومية لم تعد متاحة وانتشرت العناصر الأمنية في المحافظة لتنفيذ الحجر، لتظهر بعض المبادرات في القرية للعبور بأيام الحجر إلى بر الأمان.
بعض الشباب يشترون الخبز ويوصلونه للمنازل.. وآخرون ينظمون صرف المعاشات أمام مكتب البريد لمنع التزاحم
مبادرات عديدة قام بها بعض أهالي القرية لمساعدة قوات الشرطة على فرض الحجر الصحي وتحقيق شرط التباعد الاجتماعي وتطهير القرية والسيطرة على انتشار الفيروس فيها، فحسب مصطفى محمود، أحد شباب القرية، تطوع عدد من الشباب لصرف الخبز بشكل يومي وتوزيعه على منازل القرية حتى يمنعوا التزاحم على الأفران.
توصيل الخبز لم يكن فقط مبادرة شباب القرية للأهالي، حسب حديث الشاب لـ"الوطن"، حيث تشمل المبادرة أيضًا شراء الخبز على نفقتهم الشخصية وتوزيعه مجانًا على أسر القرية، كل حسب احتياجاته، كنوع من المساهمة منهم في عبور الأزمة، بسبب فقدان العديد من السكان لوظائفهم وأعمالهم المؤقتة.
العلاج أقل من 60 جنيها مجانا.. مبادرة فاعل خير من القرية خلال الحجر الصحي
لم يكتف شباب القرية، وأغلبهم من المتعلمين حسب "مصطفى"، بعمليات التعقيم التي تقوم بها الجهات المعنية، حيث قدموا مبادرةً أخرى تمثلت في تعقيم القرية وشوارعها ومنازلها مرتين يوميًا على نفقتهم الخاصة، وبأدوات وعربات تخص أهالي القرية، والذين تبرعوا بعملها دون مقابل.
أمام مكتب البريد الرئيسي في القرية تجمع الأهالي لصرف المعاشات والرواتب الشهرية، ليجدوا مبادرةً أخرى في انتظارهم، حيث يقول موظف بمكتب البريد، إن مجموعة من الشباب تطوعوا لتنظيم عملية صرف المعاشات في القرية بتحقيق الإجراءات والشروط الوقائية.
وأضاف لـ"الوطن" أن الشباب أحضروا عددًا كبيرًا من الكراسي، ووضعوها في صفوف أمام مكتب البريد، محققين شرط التباعد الاجتماعي، ونظموا عملية الصرف حيث يدخل مكتب البريد مواطن واحد فقط، وينتظر الباقون في الخارج ملتزمين بالمسافة الآمنة، كما أن منظمي المبادرة تطوعوا بإيصال المعاشات لبعض كبار السن حتى منازلهم.
لم تتوقف المبادرات عند الخبز والتعقيم والتباعد الاجتماعي، ففي صيدليات القرية أصبح أصحاب الأمراض المزمنة، يصرفون أدويتهم التي قيمتها 60 جنيهًا أو أقل مجانًا من الصيدليات، شرط توافر الروشتة، وهي المبادرة التي تحملها عدد من أبناء القرية الذين رفضوا ذكر أسمائهم أو أن يعرفهم الناس.
أهالي القرية، وفق رواية "مصطفى"، يرفضون تلك الاتهامات وما يكتب عنهم في بعض المواقع الإلكترونية والصحف أنهم غير ملتزمون بتطبيق الحجر الصحي، فالأهالي يساعدون قوات الأمن ويلتزمون بالتعليمات بعد فرض الحجر الصحي، ولا يحاولون كسره، ويساعدون على تحقيق شروطه.