في العزف والقراءة.. مواطنون يستغلون فراغ الحظر: رب ضارة نافعة

كتب: رؤى ممدوح

في العزف والقراءة.. مواطنون يستغلون فراغ الحظر: رب ضارة نافعة

في العزف والقراءة.. مواطنون يستغلون فراغ الحظر: رب ضارة نافعة

على الرغم من المخاوف التي أبداها البعض جراء قرار حظر التجوال، والقلق من النتائج المترتبة عليه كزيادة العنف المنزلي خاصة بعد توصيات الحكومة بالأمس مد فترة الحظر والتي كان من المقرر انتهائها، أمس الأربعاء 9 أبريل، لتستمر إلى 23 من الشهر الجاري، إلأّ أنّ هناك بعض الإيجابيات المتعلقة بالمكوث في المنزل، حيث سعى الكثيرون إلى استغلال أوقات فراغهم الإجبارية في التعلم والابتكار في شتى نواحي الحياة.

تقول إسراء الزارع الحاصلة على بكالريوس هندسة الاتصالات والإلكترونيات والتي تعمل منذ عامين في مجال الدوبلاج ومقدمة حفلات "ستاند اب كوميدي"، إنَها أصبحت أكثر نشاطاَ وحماساَ بالمقارنة لما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر فيما يتعلق بالأعمال المنزلية والقراءة وممارسة الرياضة: "مبقتش متضايقة زي الأول من قعدة البيت خصوصاَ لما قررت أتعلم حاجات جديدة وأقرأ، وبقيت مركزة مع نفسي أكتر الفترة دي بعيداَ عن ضغوط الشغل، وبقسم وقتي بين لعب الرياضة والاهتمام بالبيت ومشاركة اخواتي اهتماماتهم وده خلاني قربت منهم أكتر".

طبيعة عمل "إسراء" صاحبة الـ27 عاماّ تحتم عليها الالتحاق بشكل دوري بورشات عمل وتدريب: "بشتغل 4 أيام في الأسبوع، بس يعتبر معنديش إجازة لأني باقي الأيام ببقى بكتب سيناريوهات وبتدرب عليها، كان بقالي أسبوعين بنزل الشغل بشكل متواصل، وكنت محتاجة جداَ لهدنة آخد فيها نفسي من غير ما أحس إني مقصرة، لأن الغالبية العظمى من الناس أشغالهم واقفة، وقرار الحظر بالنسبالي كان مريح عكس ناس كتير".

لم يختلف الوضع بالنسبة لبسمة مصطفى والتي تعمل بمجال الإعلام، وأم لطفلتين، حيث تقول: "أنا شخصياَ كنت محتاجة البريك ده جداَ، طول الوقت بجري بدون توقف، وحاسة إني مقصرة ومش بحقق إنجاز ولازم أشتغل أكتر والٱجازة دي ساعدتني إني أعيش كإنسانة حتى لو في خطر محيط ببيتي وأسرتي"، مشيرةَ إلى أنها تشعر بالرضا على الرغم من الإزعاج الذي تعاني منه بسبب أطفالها والذي يجعلها في أحيان كثيرة على مشارف انهيار عصبي.

تتابع "بسمة" حديثها بنبرة سعيدة، حيث تقول إنها ممتنة لتلك الظروف رغم صعوبتها وقساوتها في منحها فرصة لاكتشاف نفسها ومهارتها، بالإضافة إلى تعزيز علاقتها بعائلتها وأصدقائها: "ممتنة للإجازة دي واللي لأول مرة تحصل من ساعة ما استقريت في القاهرة من عشر سنين، وادتني فرصة إني أفتح لنفسي مساحات تانية جوايا من خلال حاجات مكنتش بديها الاهتمام الكافي بسبب ضيق الوقت".

محمد حمدي، ضابط الملاحة البحرية، كان الأوفر حظاَ من بين زملائه، حيث صادف تطبيق قرار حظر التجوال أثناء وجوده بمنزله بمحافظة الإسكندرية لقضاء إجازته الشهرية، حيث يعمل "حمدي" 32 عاماَ، 13 ساعة يومياَ لمدَة شهرين متواصلين على ظهر إحدى سفن الخدمات البترولية منذ ثمان سنوات، وتعتمد مهنته على السفر بشكل مستمر بين الدول ، الأمر الذي كان يقف عائقاَ أمام علاقته بوالدته: "أنا شايف الحظر بمنظور تاني، بقيت بقضي وقت أطول مع أمي وعلاقتي بيها بقت أقوى، وطبعاَ عشان مفيش سفر دلوقتي وكل حاجة متعطلة فمن وقت للتاني بفتح كتب الدراسة وأذاكر فيها شوية، واتعلمت العزف على آلة البيز جيتار، بالاضافة إلى إني قدرت أعمل دايت وألتزم بيه وده كان صعب يحصل وقت الشغل".