خلال 48 ساعة.. قرية بالدقهلية تجمع 2.5 مليون جنيه للعمالة غير المنتظمة

خلال 48 ساعة.. قرية بالدقهلية تجمع 2.5 مليون جنيه للعمالة غير المنتظمة
- الدقهلية
- قرية العزيزة
- مركز المنزلة
- مزاد الخير
- العمالة غير منتظمة
- التكافل
- التضامن
- الدقهلية
- قرية العزيزة
- مركز المنزلة
- مزاد الخير
- العمالة غير منتظمة
- التكافل
- التضامن
جمع أهالي قرية "العزيزة" مركز المنزلة بمحافظة الدقهلية، أكثر من مليون جنيه نقدا، وتبرعات عينية وغذائية وعقارية في "مزاد الخير"، للتكافل مع العمالة غير المنتظمة بقريتهم، وذلك بعد أن حرمتهم الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد أعمالهم، وتوقف مصدر دخلهم كونهم "عمال باليومية".
بدأت الفكرة من "مجلس العائلة" والذي رصد حال كثير من عمال القرية وقد توقفوا عن العمل، وأطلقوا مبادرة "1000 جنيه لـ 1000 عامل"، فاعترض البعض مؤكدا استحالة تنفيذها، وتحمس لها الكثير، وأطلقوا المبادرة في بث مباشر على صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الخاصة بالقرية، وكانت المفاجأة أن انهالت عليهم التبرعات من القرية من أبنائها العاملين في الدول الأجنبية، حتى أنهم جمعوا خلال يومين فقط مبلغ مليون جنيه وقطعتي أرض مساحتها 300 متر وقيمتهما حوالي 1.5 مليون جنيه، ليصبح الإجمالي 2.5 مليون جنيه، ومستمرون في جمع التبرعات.
"لدينا طبقة تحت خط الفقر، وآخرون لو لم يذهبوا للعمل يوما لن يجدون مالا"، هكذا أكد الدكتور محمد نبهان، أحد أعضاء المبادرة في القرية، وقال إننا بدأنا منذ 7 شهور تقريبا في تشكيل مجلس العائلة وجميعنا فرد واحد من 192 عائلة بالقرية، وشكلنا المجلس للنظر في كل ما تحتاجه قريتنا فبدأنا بنظافة الشوارع والتشجير، وغيرها من المشاريع الصحية والاجتماعية والتكافل، وعندما ظهر أزمة فيروس كورونا وجدنا أن حال بعض العمال أصعب، فأطلقنا المبادرة من أجلهم، وبعضهم كان يعمل في محافظات أخرى، وبعضهم في كافيهات كلها أغلقت.
وأضاف نبهان لـ"الوطن" بدأنا في حصر العمالة غير المنتظمة، وخصصنا جهاز كمبيوتر لتنقية الأسماء ومنع التكرار، وفي أول ساعة للمزاد جمعنا 200 ألف جنيه والبعض تبرع بمصوغات ذهبية، وزاد المبلغ عن 400 ألف جنيه، ثم كان التبرع الأكبر بقطعتي أرض مباني، وخلال يومين فقط استطعنا تخطي مبلغ 2.5 مليون جنيه.
وأكمل "سنوزع المبالغ على البيوت، جمعنها في العلن وسنوزعها في السر، ونتمنى أن نكون نحن في قرية "العزيزة" بؤرة للخير"، وأن "يكب المليان علي الفاضي" و"تعم الفكرة مصر، وأنا شخصيا سعيد أنني في منظومة مثل هذه الموجودة في قريتنا".
وضرب مثالا لطفلة أحضرت حصالتها تتبرع بها ولما فتحوها وجدوا فيها 7 جنيهات فقطت، فاسترتها ودفعت لهم مقابلها 7 ألاف جنيه لأن الموقف " هز قلبي" .
"بدأنا الفكرة ونتمنى أن تعم مصر كلها، فالعمال أهلنا ولازم نحس بيهم"، هكذا أكد أحمد النجار أحد أعضاء المبادرة في القرية، وقال "لدينا الكثير من العمال، ومن تمكنا من جمعهم نحو 1700 عامل، والكثير منهم حالته قبل ظهور كورونا كويسة ودخله يكفيه، لكنه توقف فجأة عن العمل، فلابد أن نساعدهم حتى لا ينحرف إلى طريق آخر، ومن هنا جاءت فكرة جمع المليون جنيه".
وضرب "النجار" مثالا بمن يسكنون بالإيجار، ولا يتمكنون من سداده، والعمال الذين كانوا لا يجلسون يوما واحدا كنجار مسلح أو في كافيهات، وغيرهم الكثير، وأذهلتنا نوعية التبرعات، فتبرع أحدهم بطن قشطة، وآخر بمصوغات ذهبية، وثالث بمواد غذائية.
وذكر "فوجئت بسيدة كنا ننظر لها على أنها من ميسوري الحال، وهي تتنقب وتقف في الطريق تتسول، لا تعرف كيف توفر اللبن لطفلها الرضيع، كل هذه مواقف ظهرت خلال أزمة كورونا فقط، ونتمنى أن نتهيب هذه الأزمة في أقرب وقت".
وأكد القائمون على المبادرة أنهم مستمرون بشكل يومي في جمع التبرعات عن طريق البث المباشر، لمدة ساعتين، وكل ذلك من أجل النهوض بمستوى معيشة قريتهم والنجاة من تبعات كورونا.