تكذيب وتحذير وتشريع.. كيف تتصدى الدولة المصرية للشائعات؟

كتب: كريم عثمان

تكذيب وتحذير وتشريع.. كيف تتصدى الدولة المصرية للشائعات؟

تكذيب وتحذير وتشريع.. كيف تتصدى الدولة المصرية للشائعات؟

"علينا عدم الانتباه للشائعات، فمواجهة الأشرار لن تنتهي، ومُصرّون على أن نعيش أحرارًا"، هكذا تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في أثناء تفقده عناصر ومعدات أطقم القوات المسلحة المخصصة والمعاونة للقطاع المدني لمكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، محذرًا من الشائعات المغرضة التي تحاول النيل من أمن مصر وسلامة شعبها.

تسعى الدولة المصرية طيلة الفترة السابقة لمحاربة تلك الشائعات بطرق ووسائل مختلفة، ومنها إنشاء مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، والذي وصل عدد الشائعات التي نفاها وكذبها نحو 612 شائعة، منذ أول تقرير يصدره المركز التابع لمجلس الوزراء في أكتوبر عام 2014، حتى آخر تقرير أصدره منتصف فبراير الماضي فقط.

كما تحدث الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، مارس الماضي، عن استنكارالبرلمان للشائعات حول فيروس كورونا بعد انتشاره في مصر، قائلًا: "سنصدر تشريعًا، وستكون العقوبة ضد كل من يستغل أزمات هذا الشعب تصل إلى الحبس أو السجن الوجوبي".

وخلال مداخلة هاتفية، ببرنامج "صالة التحرير"، الذي يعرض عبر شاشة صدى البلد، قال إن أسلوب إدارة الدولة المصرية للأزمات اختلف، مستنكرًا تداول بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، شائعات بخصوص وجود حالات لإصابات بفيروس كورونا في مصر لم تعلن عنها الحكومة، "مش هنسمح لأي حد إن هو يلعب على فيسبوك أو ينشر إشاعة على غير الحقيقة".

الدولة تعرف طبيعة شخصية المواطن المصري، وكيفية التعامل معه، وفقا لما قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع والعميد السابق لكلية الآداب جامعة القاهرة، مشيرًا إلى أن حديث الرئيس سبقه خطوات أخرى مثل تصميم مرصد رسمي لنفي الشائعات الضارة، وأيضًا عقوبات بالسجن من 6 أشهر إلى 3 سنوات، وهو ما يحد من انتشار الأخبار المغلوطة.

وأضاف "زايد" لـ"الوطن" أن تحذير الرئيس من الشائعات هو بمثابة جرس أنذار لمروجيها، ورسالة طمـنينة للشعب المصري، بهدف عدم الانسياق وراء أي شائعة، حيث إنه من الممكن أن تظهر تفاقم في وضع الفيروس في مصر مستقبلًا، ويظل الناس يشيعون عنه معلومات مغلوطة، وهو ما سيمنعه التشريعات وينفيه حديث الرئيس.

وتابع أن الشائعات مثل التي تقال عن فيروس كورونا، تُلحق بالمجتمع ضررا خطيرا، وتتسبب بلبلة وحالة من القلق، وتجريم الشائعات سيتسبب في طمأنة المصريين، كما يجب أن لا يقتصر الإجراء على كورونا فقط، وإنما يتسع لأي شيء يمس الصالح العام.

واقترح "زايد" أن تتبع الحكومة نظاما تشجيعيا للأشخاص حتى تحثهم على نشر الأخبار الصحيحة عن الفيروس والتي ستحل محل الشائعات المنتشرة، وبالتالي نقتل تلك الآفة ونستبدل بها عادة حميدة.

ما قاله السيسي بشأن بعدم الانسياق خلف شائعات التواصل الاجتماعي وخصوصًا عن كورونا، يعطي طاقة إيجابية وهو ليس بجديد على الرئيس، وفقًا لما قالته الدكتورة إنشاد عزالدين، أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة المنوفية، لافتة إلى أنه يجب تعميمها على جميع الشائعات وليس كورونا فقط.

وأضافت عز الدين لـ"الوطن"، أن العبرة ليست في القرارت المتخذة من الدولة لمنع الشائعات فقط، بل الأهم هو كيفية تنفيذها واستخدامها، لردع الأفراد من إصدار الشائعات التي تضر البلد، موضحة أن الناس أصبح لديها وعي كاف تستطيع من خلاله التفريق بين الحقيقة والشائعة.

وأشارت إلى أن الشخصية المصرية تخشى العقوبات، وعدم تهاون الدولة في مروجي الشائعات، سيمنعها من التحدث عن كورونا، كما أن شائعات كورونا ليس لها أساس ولن تطول من المصريين شيء، ومن يصدقها كاره للبلد، لأنها تهدف للنيل من مسيرة التقدم التي تسير بخطى واثقة.


مواضيع متعلقة