شهادة المناعة.. هل تنزع القناع مبكراً؟!
سؤال مهم يدور فى أذهان الكثيرين بعد الإغلاق شبه الكامل الذى أحدثته أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد فى العالم كله تقريباً.. السؤال يدور حول كيفية عودة الحياة إلى ما كانت عليه؟.
نعم.. كيف سيتمكن العالم من أن يعود مرة أخرى إلى سابق عهده؟ كيف سيعود الطيران وتعود السياحة؟.. بل كيف سيتمكن من نزع القناع الطبى الذى يرتديه طوال الوقت؟!
الإجابة التقليدية عن هذا السؤال تظل مرهونة باكتشاف مصل للوباء قولاً واحداً.. فسياسة الإغلاق لا تقضى عليه بكل تأكيد.. والهدف منها كما يعرف الجميع هو السيطرة على معدل انتشاره كى تتمكن الأنظمة الصحية من احتمال عدد الإصابات دون أن تنهار كما حدث فى دول عديدة وعلى رأسها إيطاليا.. ولكن تظل عودة الوباء فى موجات أخرى هى أمراً متوقع الحدوث بشكل كبير..!
المشكلة أن اكتشاف مصل لمرض ما ليس بالأمر الهين.. فللبحث العلمى قواعده الصارمة التى تستغرق وقتاً ليس بالقليل.. وأوبئة كثيرة وعلى رأسها «السارس» الشقيق الأكبر لفيروس كورونا المستجد، لم يخرج له مصل حتى الآن.. لذا فالتوقعات بخروج مصل فى الأيام القادمة بعيدة حقاً.. بل إن أفضل المتفائلين لا يتوقع أن يخرج للعالم مصل فعال قبل عام ونصف..!
الكارثة أن الفترة الطويلة التى ستنقضى فى انتظار المصل المنتظر لن تتحملها الشعوب.. فالعالم تحت ستار العولمة لا يستطيع الحياة بهذا الانغلاق طوال هذه الفترة.. والدول التى تعتمد على الاستيراد فى معظم احتياجاتها ستنهار تباعاً.. فضلاً عن المعاناة والتقشف الذى سينال الدول الكبرى.. والذى يتعارض مع خططها المستقبلية عبر تاريخها..!
الحل الوحيد هو البحث عن وسيلة للعودة للعمل على الأرض.. وسيلة تحافظ على الاقتصاد دون أن يكون الثمن هو حياة الناس..!
الوسيلة ظهرت منذ بضعة أسابيع على يد معمل بحثى ألمانى.. الذى قرر أن ينتهج طريقة مبتكرة..
الفكرة ببساطة لغير المتخصصين أن الفيروس حين يهاجم الجسم البشرى تتكون بداخل الجسم أجسام مناعية خاصة به.. تلك الأجسام المناعية تمنح ذلك الشخص مناعة لفترة من الوقت ضد الفيروس.. ولذا فالشخص الذى يحمل فى جسده تلك الأجسام المناعية يمكنه أن يخرج للعمل بسهولة.. فهو يعتبر محصناً ضد هذا المرض.
لقد اقترح ذلك المركز البحثى أن يتم البحث عن تلك الأجسام المناعية فى جسد المواطنين.. والذى يثبت حمله لها يعود إلى العمل مرة أخرى.. ويحمل بفضل هذا الاختبار ما يمكن تسميته بـ«شهادة مناعة» ضد الفيروس..!
الاختبار سهل وبسيط.. حتى إنه يمكن إجراؤه فى المنازل.. كما أنه يحمل نسبة دقة لا بأس بها على الإطلاق لا يمتلكها اختبار الـPCR ذاته الذى يستعمله العالم للكشف عن الإصابة بالفيروس.
لقد انتهجت إنجلترا نهج ألمانيا.. وبدأت فى طرح الاختبار للأطقم الطبية عندها باعتبارها تعانى من أزمة كبيرة فيها بسبب سياسة العزل المنزلى التى تنتهجها بعد مخالطة الحالات الإيجابية..!
إن اختباراً كهذا سينقذ اقتصاد العالم من تلك الكارثة بكل تأكيد.. والبدء بل والتوسع فى إجرائه فى مصر ربما يكون حلاً مطروحاً للعودة إلى العمل من جديد بسرعة.. ودون المساس بحياة الناس..!
إن الانتظار غير مفيد لشعب بطبيعة الشعب المصرى الذى يعتمد عدد كبير منه على دخله اليومى.. وخطط الإغلاق لن تصمد فترة طويلة أمام الاحتياجات المتزايدة للناس.
الأمر متروك لأصحاب القرار الصحى والسياسى فى هذا الوطن.. والعودة للحياة سريعاً هو خيار استراتيجى ينبغى أن نفكر من خلاله ومن أجله.. أو هكذا أعتقد..!