في ذكرى وفاته.. قصة البابا بطرس الجاولي الذي رفض حماية روسيا للأقباط

في ذكرى وفاته.. قصة البابا بطرس الجاولي الذي رفض حماية روسيا للأقباط
يحيي الأقباط الأرثوذكس، اليوم، بحسب "السنكسار الكنسي"، ذكرى وفاة البابا بطرس السابع، البطريرك الـ109 في تاريخ بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المعروف بـ"البابا بطرس الجاولي".
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الاثنين، 28 من شهر برمهات لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم عام 1852 ميلادي توفي البابا بطرس السابع، البطريرك الـ109 في تاريخ بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وبحسب السنكسار القبطي، فإن هذا البطريرك ولد بقرية الجاولى مركز منفلوط بمحافظة أسيوط، وكان اسمه أولا منقريوس، وترهبن في دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ورسم قسا على الدير ودعي القس مرقوريوس، ثم رقي قمصا، ورسمه البابا مرقس الثامن، مطرانا عاما باسم الأنبا ثاوفيلس لمساعدته في إدارة البطريركية، وتصريف أمور الكنيسة وشؤون الأقباط.
ولما توفي البابا مرقس الثامن في عام 1809، فاختاره الأساقفة والأراخنة أن يكون خليفته ورسموه بطريركا في الكنيسة المرقسية بالأزبكية بعد ثلاثة أيام من وفاة البابا مرقس أي في يوم 24 ديسمبر سنة 1809 ميلادي، ودعي اسمه بطرس السابع واشتهر باسم بطرس الجاولي.
وفي عهده عاد إلى الكرسى الإسكندري كرسى النوبة والسودان، بعد أن انفصل مدة خمسمائة عام، وذلك بعد أن ضم محمد علي باشا السودان إلى مصر، كما استوطن فيه الكثيرون من كتاب الدولة النصارى ورجال الجيش وبنوا الكنائس، وقام هذا البابا في مدة توليه الكرسى الإسكندري برسامة خمسة وعشرين أسقفا على أبرشيات القطر المصري والنوبة، كما رسم مطرانين لأثيوبيا.
وفي عهد هذا البطريرك، أثارت فتوحات محمد علي غضب روسيا وأرادت أن تضع لها موضع قدم في مصر عبر الأقباط، فعرضت روسيا على البابا الحماية الروسية للأقباط فما كان منه إلا أن رفض.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.