متحدث الكنيسة: منع الصلوات لا يسري على البابا والرهبان (حوار)

كتب: مصطفى رحومة:

متحدث الكنيسة: منع الصلوات لا يسري على البابا والرهبان (حوار)

متحدث الكنيسة: منع الصلوات لا يسري على البابا والرهبان (حوار)

قرارات عديدة اتخذتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، شملت لأول مرة في تاريخها إلغاء احتفالات "أسبوع الآلام" و"عيد القيامة"، واستمرار غلق الكنائس، وهي القرارات التي أكد القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسمها، أنها جاءت انطلاقا من حرص الكنيسة على سلامة الجميع وصحتهم وفي ظل خطورة إقامة أي تجمعات.

وفي حوار مع "الوطن"، كشف المتحدث باسم الكنيسة، أن قرار منع الصلوات يسري على الكهنة والأقباط على السواء، ولكن لا يسري على البابا والرهبان، مشيرا إلى أن الكنيسة ستبحث خلال الأيام المقبلة ترتيبات إقامة الصلوات التي سيترأسها البابا تواضروس، الذي سبق وقرر من أجل مواجهة تفشي الوباء إلقاء عظته الأسبوعية على الهواء عبر القنوات الفضائية دون حضور، وإلى نص الحوار..

حليم: غلق الكنائس في الأسبوع المقدس ملزم للجميع.. نثق في وعي الأقباط 

-        متى سيبدأ الأسبوع المقدس الذي أعلنت الكاتدرائية عن إيقاف احتفالاته وصلواته بالكنائس؟

الأسبوع المقدس يشمل "أسبوع الآلام" والذي يبدأ بأحد السعف أو الشعانين ويليه أيام البصخة المقدسة الثلاثة، ثم خميس العهد الذي شهد العشاء الأخير للسيد المسيح، فالجمعة العظيمة أو جمعة الصلبوت، ثم سبت النور وينتهي بقداسات عيد القيامة مساء التي تستمر حتى الساعات الأولى من صباح أحد القيامة، ومن المقرر أن ينطلق هذا الأسبوع يوم 12 أبريل الجاري وينتهي بعيد القيامة في 19 أبريل، بحسب تقويم الكنائس الشرقية.

 

-        لماذا قررتم إلغاء تلك الصلوات في هذا الأسبوع الذي يعد أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها لدى الأقباط؟

جاء ذلك بعد اجتماع ضم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وسكرتارية المجمع المقدس –أعلى هيئة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية- صباح يوم الخميس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، في ظل استمرار الوباء والذي لا يزال يهدد مصر والعديد من دول العالم حتى الآن، وانطلاقا من حرصها علي سلامة الجميع وصحتهم وفي ظل خطورة إقامة أي تجمعات.

حليم: منع الصلوات في الكنائس يسري على الأقباط والكهنة معًا.. وغلق المباني للمرة الأولى 

-        وماهي القرارات التي جرى اتخاذها في هذا الاجتماع؟

تقرر استمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس، بما فيها صلوات الأسبوع المقدس، وتأجيل طقس إعداد زيت الميرون المقدس –أحد أسرار الكنيسة السبع- الذي كان من المقرر إعداده خلال الأسبوع الجاري، وهو حدث كنسي له أهميته الكنسية والتاريخية والرعوية وهو الذي يقوم به البابا مع جميع مطارنة وأساقفة المجمع المقدس، والتأكيد على أن تقتصر الجنازات على أسرة المنتقل فقط.

كما قررت الكنيسة إيقاف صلوات الأكاليل، لحين استقرار الأوضاع، واستمرار الكهنة في متابعة العمل الرعوي للأسر ولا سيما الحالات الخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

 

-        الكنيسة لم تكتف بالإجراءات الكنسية واتخذت قرارات لمساعدة الدولة في مواجهة هذا الوباء؟

بالفعل لقد تقرر التبرع بـ 3 ملايين جنيه باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لصندوق تحيا مصر، للمساهمة في شراء أجهزة التنفس الصناع، وتوجيه مشاغل الخياطة بالإيبارشيات للمساهمة في إعداد الملابس الطبية ومستلزماتها، التي تحتاجها الطواقم الصحية في عملها الوطني، واستمرار مشاركة الكنائس في تقديم التوعية المستمرة لأبنائها، بالالتزام بتعليمات الأجهزة الصحية، ومشاركة الكنائس القادرة في المساهمة في توفير المطهرات وأدوات التعقيم للأماكن المحتاجة.

كما ناشدت الكنيسة جميع المصريين باتباع تعليمات الوقاية والسلامة، مع الالتزام بالبقاء في المنزل لمنع تفشي الوباء.

 

-        هل تعرضت الكنيسة لمثل هذه القرارات في تاريخها؟

تلك القرارات تاريخية وغير مسبوقة في تاريخ الكنيسة، وللمرة الأولى في تاريخ تأخذ الكنيسة بنفسها، قرار غلق المباني الكنسية ووقف الأنشطة والتجمعات.

 

-        هل قرار منع الصلوات في الكنائس سيسري على الكهنة أيضًا؟

نعم سيسري القرار على الأقباط والكهنة، ولن تقام بالكنائس أي صلوات حتى للكهنة، وأن الصلوات مقتصرة على الرهبان في الأديرة القبطية، والكنيسة لم تسمح للكهنة بإقامة القداسات أو الصلوات وبثها عبر وسائل الإعلام، أو وسائل التواصل الاجتماعي كما فعلت بعض الكنائس الغربية.

 

-        وهل تلك القرارات تسري على البابا تواضروس؟

الكنيسة ستبحث خلال الأيام المقبلة ترتيبات إقامة قداس عيد القيامة الذي يترأسه البابا تواضروس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية المقرر يوم 18 أبريل، حيث أن قرار الكنيسة يسري على الأقباط والكهنة فقط، ولكن البابا راهب والصلوات مستمرة في الأديرة بعد إغلاق أبوابها على الرهبان فقط، والقداس الذي سيترأسه البابا من عدمه سيجري توضيح تفاصيله خلال الأيام المقبلة، وسواء جرى إقامته أم لم يتم، وهل سيقام بالكاتدرائية أم داخل أحد الأديرة القبطية.

 

-        قد يعترض البعض على تلك القرارات بدعوى أنها لم تصدر من المجمع المقدس ولكن من أحد لجانه وهي سكرتارية المجمع؟

الكنيسة تثق في تفهم الأقباط لتلك القرارات، ولا توجد في أدبيات الكنيسة الاعتراض على القرارات الصادرة من البابا أو المجمع المقدس، لأنها ملزمة للجميع وهي إجراءات رعوية والضرورة التي دعت الكنيسة لاتخاذ هذه القرارات الاستثنائية سعيا لكل ما هو صالح لجميع أبناء الوطن.


مواضيع متعلقة