علماء يجيبون: هل يمكن أن يعيش فيروس كورونا معنا إلى الأبد؟

علماء يجيبون: هل يمكن أن يعيش فيروس كورونا معنا إلى الأبد؟
- فيروس كورونا
- كورونا المستجد
- كورونا
- لقاح كورونا
- وفيات كورونا
- فيروس كورونا
- كورونا المستجد
- كورونا
- لقاح كورونا
- وفيات كورونا
أضرار جسيمة وقعت على العديد من الدول، إصابات عدة، ووفيات يوما بعد يوم، وتوقف سير العمل والمصالح بشكل كبير بعد فرض حظر التجوال في مختلف البلدان، ليتسبب فيروس كورونا في وجود حالة هلع عالمية كبرى بعدما تفشى وتحول إلى "جائحة".
وأثر الفيروس سلبيا على الحالة النفسية للبشر، لذا ينتظر الكثير منا ببساطة انتهاء الجائحة، ولكن هناك احتمال مثير للقلق يكمن تحت الأزمة الحالية: قد لا يختفي كوفيد 19 أبدًا، فهل يمكن لكوكب الأرض أن يعيش مع تفشي فيروس كورونا المستجد، لفترات طويلة، لكن هل يمكن أن يعيش معه إلى الأبد؟
وحول هذا الأمر طرحت مجلة "ديسكفري" العلمية المتخصصة هذا التساؤل، مشيرة إلى أنه قد تتحقق تلك الفرضية، بخاصة وأن العالم يوجد فيه تقريبا 4 فيروسات تاجية متوطنة شبيهة بفيروس كورونا يتعايش العالم معهم بصورة طبيعية ولا تسبب حالة الهلع الكبيرة التي يعيش فيها العالم حاليا.
وأضافت المجلة العلمية "فيروس كورونا قد يصبح مثله مثل عدد من الفيروسات التاجية المستوطنة في البشر مثل الإنفلونزا، وهو ما سيجعلنا نعيش ونتعايش مع "كوفيد 19" لفترة طويلة.
وفي حالة تحول فيروس كورونا إلى فيروس متوطن، قد لا يكون سببا للذعر، حيث تؤكد "ديسكفري" أن قبل فيروس كورونا المستجد وتفشيه في البشر، كان هناك 4 فيروسات تاجية معدية للبشر أعراضها أشبه بنزلات البرد، مثل "E229" و"NL63"، و"OC43"، و"HKU1"، وعادة ما تكون العدوى بسببها خفيفة إلى حد ما.
واعتقد أميش أدالغا، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة التابع للأمن الصحي، أن هذا سينضم إلى تلك الفيروسات التاجية الأربعة الأخرى وسيكون له نمط مماثل [للتكرار] بعد هذه الموجة الأولى.
الحصانة المؤقتة
ولكن لا يزال هناك العديد من المجهول الذي قد يؤثر على مدى تكرار موجات كوفيد 19 المميتة، ولا نعلم حتى الآن، إلى متى يظل الشخص محصنًا ضد الفيروس التاجي الجديد بعد الإصابة.
بينما رأت إميلي توث مارتن، الأستاذة المساعدة في علم المناعة في كلية الصحة العامة في جامعة ميتشيغان أن الشيء الأول الذي نفكر فيه من حيث ما إذا كان شيء ما سيكون متوطنًا أو ما إذا كان من الممكن القضاء عليه هو ما إذا كانت الحصانة دائمة أو طويلة الأجل، وفق قولها، مضيفة أن "الفيروس يضعف المناعة بمرور الوقت ويمكن أن يصاب شخص آخر بالعدوى، فهذا فيروس يصعب القضاء عليه".
مع انتشار الفيروسات التاجية الأربعة الأخرى في البشر حاليًا، نعلم أن المناعة تختفي تدريجيًا بمرور الوقت، من المحتمل أن تستغرق سنوات، ما يجعل الفيروس قد يصاب البالغون بنفس الفيروس الذي يصاب به الطفل.
ولكن حتى هذا النوع من الحصانة المؤقتة يمكن أن يكون حاسمًا على المدى القصير.
ويمكن للأطباء المصابين بالفعل علاج المرضى دون القلق بشأن الإصابة بالمرض، وهو ما ينطب على العاملين الأساسيين الآخرين، مثل كتبة متاجر البقالة، ومساعدي دور التمريض.
وعندما يصاب شخص ما بالفيروس التاجي مرة أخرى، فقد لا تكون العدوى الثانية سيئة، حيث يكون جهاز المناعة لديه مجهزًا بشكل أفضل للتعامل معه في المرة الثانية.
معدل طفرة الفيروس
يعد معدل طفرة الفيروس عاملاً مهمًا آخر في تحديد شدة ظهور الفيروس المستوطن، فمثلا الإنفلونزا منتشرة للغاية لأنها تتحول بسهولة.
ويقول أندرو بروير، عالم أبحاث ومصمّم وبائي في كلية الصحة العامة بجامعة ميشيغان: "يمكن أن تصاب بعدوى جديدة بالإنفلونزا كل عام لأن أجسامك المضادة ليست بالضرورة وقائية، نحن لا نعرف حقا ما سيبدو عليه هذا الفيروس".
حتى اكتشاف اللقاح
ويمكن أن يكون كل ذلك أمرا مستحيلا، حتى يتم اكتشاح اللقاح، حتى يبدأ الجسم في تكوين أجسام مضادة للفيروس، ويمكنه مقاومة الفيروس، ليصبح فيروس متوطن.
وتوقعت أدالغا أن يظل معنا كورونا لبعض الوقت، أو في المستقبل، تمامًا مثل الفيروسات التاجية الأخرى. ويتعين علينا أن نصنع لقاحًا للقضاء عليه كتهديد، ونبدأ في التكيف والتعايش معه".
التعامل مع المجهول
ولكن أزمة فيروس كورونا المستجد حتى الآن أننا نتعامل مع مجهول، لا يوجد له لقاح، فيقول مارتن "في ظل عدم وجود معرفة أفضل بفيروس كورونا المستجد، ويتعين على الحكومات التركيز على تحديد أولويات مراقبة المرض".
وأرجعت "ديسكفري" مدى الخطورة من كورونا، هو أنه لا يمكن معرفة خطورة الموجات المتتالية من كوفيد 19.
وفيروس كورونا المستجد قد يكون مميتًا بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، وهذا يعني أن كوفيد 19 قد يكون أكثر فتكًا من نزلات البرد أو الأنفلونزا وسيظل خطرًا كامنًا على البشرية.
وكل ما يمكننا القيام به في مواجهة المجهول، هو الاستعداد بشكل كبير لأي أمر قد يكون طارئ لحين اكتشاف لقاح ناجع ضده قد يجعله مجرد فيروس مستوطن مثله مثل نزلات البرد والإنفلونزا.