المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: مصر تمتلك نظاماً صحياً قوياً فى الطب الوقائي.. وتبذل جهوداً كبيرة لمنع انتشار "كورونا"

كتب: مريم الخطري

المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: مصر تمتلك نظاماً صحياً قوياً فى الطب الوقائي.. وتبذل جهوداً كبيرة لمنع انتشار "كورونا"

المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: مصر تمتلك نظاماً صحياً قوياً فى الطب الوقائي.. وتبذل جهوداً كبيرة لمنع انتشار "كورونا"

لا بد من مواصلة الكشف عن حالات الإصابة واختبارها وعلاجها وعزلها وتتبُّع مُخالطيها وتعبئة مواردها البشرية للاستجابة لـ«الجائحة»

د. أحمد المنظرى لـ"الوطن" 80% من حالات العدوى تصحبها أعراض خفيفة قابلة للشفاء

قال الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن «مصر تبذل جهوداً كبيرة فى الاستجابة لجائحة كورونا وتسعى لاحتواء الفيروس ومنع انتشاره»، مؤكداً أنها من الدول التى تمتلك نظاماً صحياً قوياً وراسخاً، خاصة فى مجال الطب الوقائى.

وأشار «المنظرى»، فى حواره لـ«الوطن»، إلى أن الإصابة بالمرض، ثم التعافى منه، يُكسبان الجسم مناعة فى أغلب الحالات، موضحاً أن فيروس كورونا لديه القدرة على البقاء فى الأجواء الباردة والحارة، لافتاً إلى إجراء عدة تجارب سريرية لتقييم فاعلية العلاجات التجريبية.

الفيروس ينتشر فى الأجواء الباردة والحارة لكن سلوكيات الناس فى الصيف يمكن أن تحد من انتقال المرض

كم عدد المصابين والمتوفين والمتعافين بالفيروس فى «شرق المتوسط»؟

- حتى تاريخنا هذا، بلغ عدد الحالات فى إقليم شرق المتوسط 53734 حالة إصابة مؤكدة، و3099 وفاة، و15795 متعافياً.

الدول التى تعانى نقص الإمكانيات أو ضعف النظام الصحى تواجه تحدياً كبيراً وتحتاج لاستكمال قدراتها وجاهزيتها للتعامل مع الفيروس

ما تقييمك للوضع فى المنطقة العربية؟

- يتفاوت الوضع فى المنطقة العربية من حيث أعداد الإصابات فى كل دولة ودرجة الجاهزية ومستوى الاستجابة، فهناك دول تحظى بمستوى مرتفع من الإمكانيات ونظام صحى قوى، ولديها خطط واضحة للتأهب والاستجابة للطوارئ الصحية والأوبئة، وهناك دول تعانى من نقص فى الإمكانيات أو ضعف فى النظام الصحى، ولم تُعد مسبقاً خطة للتأهب والاستعداد، وتسعى جاهدة الآن لاستكمال قدراتها وجاهزيتها للاستجابة، وهناك دول تمر بصراعات ممتدة أنهكت نظمها الصحية، وأثرت على قدرة هذه النظم على التعامل بفاعلية مع «الجائحة»، وننصح بمواصلة الكشف عن حالات الإصابة، واختبارها وعلاجها وعزلها وتتبُّع مُخالطيها، وتعبئة مواردها البشرية للاستجابة للجائحة، ويساعد هذا النهج فى الوقاية من تحوُّل الإصابة الفردية إلى جماعية، ثم انتقال العدوى على مستوى المجتمع.

كيف ترى الإجراءات التى اتخذتها بعض الدول فى التعامل مع الفيروس؟ وهل تحتاج المزيد؟

- تشير متابعتنا الوثيقة مع البلدان أنها تتفاوت فى الطرق التى تتبعها للاستجابة لجائحة «كوفيد - 19»، كما تتفاوت درجة جاهزيتها حسب اعتبارات عديدة منها: الإمكانيات المتاحة وقوة النظام الصحى وتوافر خطط واضحة للتأهب والاستجابة للطوارئ الصحية والأوبئة، ولا شك أن البلدان التى استثمرت مبكراً فى خططها وبذلت جهوداً سابقة على ظهور الفيروس كانت أكثر قدرة على الاستجابة له فور ظهوره، وفى المقابل فإن البلدان الأخرى تواجه الآن تحدياً أكبر، وتحتاج لاستكمال قدراتها وجاهزيتها للاستجابة، خاصة التى تمر بصراعات ممتدة أنهكت نظمها الصحية وأثرت على قدرة هذه النظم على التعامل بفاعلية مع الجائحة، وقد أعطتنا البعثات متعددة التخصصات التى أوفدتها منظمة الصحة العالمية إلى عدد من بلدان الإقليم صورة واضحة عن الجهود التى تُبذل لاحتواء الفيروس وهى تستحق الثناء والتقدير.

وماذا عن درجة الإصابة فى مصر حالياً؟

- بلغ عدد الحالات المؤكدة فى مصر حتى الآن 710 حالات من ضمنها 157 تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و46 حالة وفاة، ويشير تتبع أعداد الحالات المكتشفة التى تبلغها السلطات الصحية لمنظمة الصحة العالمية إلى تزايد الحالات المكتشفة المؤكدة وقد يعود ذلك إلى اتباع آليات الترصد النشط وفى الوقت نفسه هناك نسبة لا بأس بها من الحالات تتعافى ويعلن عنها أيضاً تقترب من 20%، وقد يؤدى الأخذ بمزيد من الإجراءات المشددة فى الترصد والاكتشاف وتتبع المخالطين والفحص المختبرى إلى اكتشاف بؤر قد تكون مجهولة ومن ثم ظهور المزيد من الحالات والإسراع بمعالجتها واحتواء انتقال الفيروس.

التغذية الصحية المتوازنة تقوى المناعة وتعطى الإنسان الفرصة لمقاومة شراسة المرض والتغلب عليه

إلى جانب التعقيم وتوخى الحذر وغسل اليدين.. هل تناول أطعمة معيّنة يقى من المرض؟

- التغذية الصحية المتوازنة من شأنها أن تحسّن الحالة الصحية العامة وتقوى المناعة، ومن ثم تعطى الإنسان الفرصة لمقاومة شراسة المرض والتغلب عليه بنسب أكبر ممن يعانون من ضعف المناعة لأسباب عديدة، من بينها سوء التغذية ولا يتبعون أنماط حياة صحية.

نرى بعض الحالات يتم شفاؤها من «كورونا».. كيف يحدث ذلك؟

- حوالى 80% من حالات العدوى بـ«كوفيد - 19»، تصحبها أعراض خفيفة قابلة للشفاء وحتى نسبة الـ20% التى تصحبها أعراض وخيمة، فإن المعالجة الرعائية تركز على معالجة الأعراض وتحسين الحالة العامة للمريض، وقد قامت بعض البلدان بتجربة أدوية تقليدية أو معاد استخدامها، ولكن ليست هناك بيّنة على وجود أدوية حالياً من شأنها الوقاية من هذا المرض أو علاجه، ولا توصى المنظمة بالتطبيب الذاتى بواسطة أى أدوية، بما فى ذلك المضادات الحيوية، سواء على سبيل الوقاية من مرض كوفيد - 19 أو معالجته، غير أن هناك عدة تجارب سريرية جارية تتضمن أدوية متعددة معاً، وستواصل المنظمة إتاحة معلومات محدّثة بهذا الشأن عندما تتوفر النتائج السريرية.

وما نسبة عودة المرض مرة أخرى للمتعافى؟

- الإصابة بالمرض ثم التعافى منه يكسب الجسم مناعة فى أغلب الحالات، ومن ثم تحول دون عودة العدوى مرة أخرى، ولكن لا بد من التأكد من اكتمال تعافى المصاب وألا يكون ما يمر به مجرد حالة تحسن مؤقتة، ويتم التأكد من التعافى من خلال إجراء الفحص مرتين تفصل بينهما 24 ساعة على أن تكون النتيجة فى الحالتين سلبية، مع عدم وجود أعراض سريرية لمدة ٤٨ ساعة.

كيف يفرق المواطن بين «كورونا» والإنفلونزا العادية؟

- كلاهما من الأمراض التنفسية وقد تتشابه الأعراض، خاصة المتعلقة بالحمى والسعال والعطس واحتقان الحلق والشعور بالإرهاق، لكن «كورونا» أسرع انتشاراً بدرجة ملحوظة، وقد يصعب على الشخص العادى التفرقة بين الحالتين، لذلك ننصح من تراوده شكوك فى إصابته بكوفيد «جراء عودته من منطقة موبوءة أو مخالطته لمريض بكوفيد - 19 أن يسارع بالاتصال والتماس الرعاية الطبية».

تروج بعض الشركات لتصنيعها دواءً يعالج الفيروس بعد شهر.. ما حقيقة ذلك؟

- لا توجد علاجات معتمدة لمرض «كوفيد - 19» حالياً، ومع ذلك، يتم إجراء عدة تجارب سريرية لتقييم فاعلية العلاجات التجريبية وأمانها، كما صممت المنظمة مجموعة من الإجراءات لتقييم أداء التكنولوجيات الطبية وجودتها وأمانها فى حالات الطوارئ.

أعلن مدير منظمة الصحة العالمية أن كورونا «جائحة» ما معنى ذلك؟ وما الفرق بينها والوباء؟

- الوباء هو أى زيادة غير معهودة فى حالات الإصابة بمرض معين أو فيروس، إذا كان هذا المرض معروفاً من قبل، وإن لم يكن معروفاً من قبل مثل «كوفيد - 19» فإن اكتشاف ولو حالة واحدة منه أو أكثر يسمى أيضاً وباء، ويمكن لكل بلد أن تطلق هذا المسمى على الإصابات التى لم تعهدها من قبل دون انتظار لإعلان من منظمة الصحة العالمية.. أما الجائحة فهى انتشار الوباء فى رقعة جغرافية واسعة تغطى ثلاثة من أقاليم منظمة الصحة العالمية، وعادة يكون مصحوباً بوجود أكثر من بؤرة مركزية للمرض أو ما يسمى بمستوى الانتقال المحلى للمرض «وليس مجرد انتقاله من بلاد أخرى». والوحيد الذى له سلطة إعلان جائحة من أى مرض فى العالم هو المدير العام لمنظمة الصحة العالمية وفقاً للمعطيات والبيانات والمعلومات العلمية الموثقة المتاحة أمامه، ويقصد بإعلان الجائحة تنبيه جميع بلدان العالم إلى ضرورة الإسراع بالعمل بكل طاقتها ومضاعفة جهودها لمحاربة الفيروس وعدم التقاعس عن الاستجابة له.

وما حقيقة أن أوروبا هى بؤرة المرض الآن؟

- لقد انتقل الفيروس من بؤرة مركزية واحدة هى الصين إلى عدة بؤر مركزية فى أكثر من مكان فى أوروبا وخارجها، وهذا يعنى أن انتقال العدوى لم يعد مرتبطاً بالعائدين من منطقة أو بلد موبوء واحد، بل أصبح يرتبط أيضاً بالانتقال المجتمعى أو المحلى، ونرى ذلك بوضوح الآن فى أغلب بلدان أوروبا وحول العالم.

وكيف تتعامل «الصحة العالمية» مع هذه البؤرة؟

- تتعامل مع مختلف دول العالم وفق أربعة سيناريوهات، الأول: للدول التى لم تظهر فيها حالات بعد، والثانى: للبلدان التى ظهرت فيها حالات فردية محدودة، والثالث: لتلك التى ظهرت فيها مجموعات من الحالات وبعدد أكبر، والرابع: البؤر المركزية. ولكل من هذه المجموعات حزمة من الإجراءات والتوصيات التى أعدتها المنظمة وتنصح البلدان بتطبيقها وتعمل على المساعدة فى توفير ما يلزم لتحقيقها.

كيف يتم العزل الذاتى بالمنزل؟

- العزل المنزلى للحالات الخفيفة التى ينصح بها الأطباء بعد فحص دقيق للحالة بإمكانية رعايتها منزلياً، ولا بد من اتباع الإرشادات الوقائية الصارمة وأن تكون البيئة المنزلية ملائمة، وأن يتم توعية جميع المقيمين بتدابير العزل المنزلى، وكيفية رعاية المريض دون مخالطة وثيقة وسبل حماية المحيطين ولا سيما من يقدمون له الرعاية الصحية.

كيف ترى تعامل مصر مع الفيروس بشكل عام؟

- تبذل مصر جهوداً كبيرة فى الاستجابة لجائحة كورونا وتسعى لاحتواء الفيروس ووقف انتقاله عبر إجراءات عديدة، ومصر من الدول التى تمتلك نظاماً صحياً قوياً وراسخاً خاصة فى مجال الطب الوقائى، وقد اطلع فريق تقنى أوفدته منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضى على حجم العمل المبذول والتدابير المتخذة على أرض الواقع لا سيما ما يتعلق بالعزل وتتبع المخالطين والفحص المختبرى. ونصيحتنا لمصر ولجميع البلدان هى مضاعفة الجهد فى الرصد النشط واكتشاف الحالات وتعزيز التوعية بتدابير الوقاية وإشراك المجتمع بأسره فى جهود الاستجابة.

ما حقيقة أن الفيروس يُقتل عند ارتفاع درجة الحرارة؟

- نظراً لأن هذا الفيروس جديد ولم يعرفه العالم من قبل، فإننا لا نملك القدرة على التنبؤ بطبيعة نشاطه فى فصل الصيف، لكن ما نعرفه حتى الآن أن هذا الفيروس لديه القدرة على البقاء فى الأجواء الباردة والحارة على حد سواء، حيث انتشر فى بلدان ذات مناخ بارد ودرجات حرارة منخفضة، كما انتشر فى بلدان ذات مناخ حار ودرجات حرارة مرتفعة، ويمكن لسلوكيات الناس المتبعة فى فصل الصيف، مثل التباعد والحرص على التهوية، فضلاً عن تقلص نوبات السعال والعطس أن تحد من انتقاله


مواضيع متعلقة