التطوع في العزل حياة.. عبد النور ورفاقه يساعدون الهياتم في تحدي كورونا

12:18 م | الأربعاء 01 أبريل 2020

العزل المفروض على قرية الهياتم بمحافظة الغربية، بعد اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا المستجد، لم يمنع أبناء القرية عن التطوع لخدمة الأهالي خلال هذه الفترة التي يمرون بها، إذ ساهم كل شخص فيهم بوقته وجهده وعلمه لخدمة المكان الذي عاش فيه أجمل أيام حياته.

"نسعى لخدمة قريتنا دون مقابل، خاصة في هذا التوقيت الذي نمر به، ونحن كشباب جامعي وخريجون قررنا التطوع لتنظيم أحوال القرية"، حسب ما قال المهندس أحمد عبدالنور، أحد متطوعي قرية الهياتم.

يقول عبد النور، لـ"الوطن"، إنّه وزملاءه المتطوعين وزعوا أنفسهم على الخدمات في شكل مجموعات، فعلى سبيل المثال وليس الحصر كانت الأولوية لنا اليوم للمعاشات، فبدأوا بالتنسيق مع البريد وأحضروا كراسي ووزعوا أرقاما، كما هو الحال في البنوك، وكانوا موجودين لترتيب المواطنين، وخلال 3 ساعات فقط حصل نحو 190 مواطنا على معاشه.

"الشباب الذي يمتلك دراجات نارية تطوّع لتوصيل الطلبات للمنازل، ويمكن لأي من سكان القرية التواصل معنا، ونوجه الشاب الذي يرتدي كمامة وقفاز ويعقم الأكياس بالكحول إلى المكان، وكل هذا دون أي مقابل" قال أبو النور، موضحا أنّ شباب القرية الذين يعملون في الخارج أو في محافظات أخرى، ساهموا معهم في المبادرة، بأن أرسلوا حوالات بريدية لشراء كراتين طعام للعمالة اليومية والمتوقفين عن العمل وليس لديهم دخل آخر، إضافة إلى التبرعات العينية من سيدات القرية كزجاجات الزيت وأكياس السكر والأرز.

وحسب أبوالنور، يوجد شباب آخر في القرية تطوّع لتوزيع المستلزمات الطبية، مثل الكمامات الطبية والقفازات والكحول على الأهالي بعد إحضارها من المحلة، بالتعاون مع مندوب الوحدة الصحية، فضلا عن تعقيم الشوارع والبيوت والمؤسسات والمباني، وهذا بالفعل كان يحدث قبل ظهور الحالات، وكل مجموعة منهم لا تتعدى 5 أفراد، وتوجد مجموعات التوعية وهي مكونة من شباب وبنات القرية الذين انتهوا من طباعة ملصقات للتوعية بفيروس كورونا المستجد ويعملون ميدانيا في الشارع لتوعية أصحاب المحال التجارية".

واختتم عبدالنور حديثه لـ"الوطن": "وصل عددنا لـ100 شاب متطوع، أما كبار السن فيساعدون القيادات الأمنية ومجلس المدينة، وأود أن أؤكد أنّ أهالي القرية يطبقون العزل بحذافيره وملتزمون به".