مديرة الحجر الصحى بالمدينة: نجحنا فى اجتياز المرحلة الأصعب وسنعلن الانتصار الكامل على كورونا قريباً

كتب: الوطن

مديرة الحجر الصحى بالمدينة: نجحنا فى اجتياز المرحلة الأصعب وسنعلن الانتصار الكامل على كورونا قريباً

مديرة الحجر الصحى بالمدينة: نجحنا فى اجتياز المرحلة الأصعب وسنعلن الانتصار الكامل على كورونا قريباً

قالت الدكتورة زنج شيانجينج، مديرة المستشفى الجامعى بجامعة خوبى فى مدينة ووهان ونائبة رئيس الحزب الديمقراطى الصينى للفلاحين والعمال، إن استفحال خطر فيروس كورونا كان بداية صادمة للعام الجديد، والصين كدولة نجحت فى تخطى الأزمة بمساندة وتعاون الشعب.

زنج شيانجينج: تعاون الشعب مع الحكومة حقق نتائج مبهرة.. والوقت غير مناسب لاتهام أمريكا بنشر الفيروس 

وأضافت، فى حوار لـ«الوطن»، أنها لا تعلم موعداً محدداً لجلاء هذه الغمة كلياً، لكنها على يقين من أن التقدم البشرى يمكنه مواجهة الفيروس، وسيتم إعلان الانتصار عليه قريباً، وستشرق شمس الصحة من جديد، مشددة على أهمية تعاون المواطنين مع الحكومة، لتخطى الأزمة.. وإلى نص الحوار: 

 

كيف بدأت مساهمة جامعة خوبى فى حل الأزمة؟ وهل تحولها إلى حجر صحى كان تطوعاً أم تكليفاً؟

- كان تكليفاً من الحكومة، وتم تخصيص جزء من مساكن الطلبة لعمل حجر صحى للمصابين وحالات الاشتباه بفيروس كورونا، ولم تتأخر الجامعة لحظة واحدة فى مواجهة هذه الأزمة التى اجتاحت الصين فى وقت حساس جداً.

قطعت إجازتى وعدت من "نيويورك" بعد تفاقم الأزمة وخضعت للعزل وفور انتهاء الأسبوعين انطلقت فى عملى.. والمعلمون ساهموا بمجهودات رائعة

كنت فى «نيويورك» حين بدأ تفشى الفيروس داخل ووهان، صفى لنا شعورك، وكيف كانت رحلة العودة من الولايات المتحدة؟

- نعم، هذا صحيح. فى بداية إجازة نصف العام توجهت إلى «نيويورك» لقضاء العطلة بصحبة عائلتى الصغيرة، كان ذلك فى السابع عشر من يناير، لكن لم تطل ساعات الراحة حتى استيقظنا على أول أخبار ظهور الفيروس وانتشاره بسرعة مخيفة، لم يكن فى وسعى حينها سوى متابعة الموقف لحظة بلحظة عبر الإنترنت من ناحية، وعن طريق التواصل مع الأصدقاء فى «ووهان» على تطبيق «ويتشات» من ناحية أخرى. وفى الثالث والعشرين من يناير، أعلنت الحكومة إغلاق مدينة ووهان بالكامل وعزلها عن مدن الصين الأخرى والعالم كله، وأعلنت حالة الطوارئ فى البلاد، وبدأت بمتابعة تفاقم الأزمة ووضع خطة محكمة ودقيقة لاحتواء الأزمة. تواصلت مع الفريق الطبى للمستشفى الجامعى للتكاتف معاً والتعاون مع جهود الحكومة فى احتواء الأزمة. كان الأمر صعباً بسبب فرق التوقيت بين الصين والولايات المتحددة الذى يصل إلى 13 ساعة، وكان التواصل مع الفريق الطبى هناك يتطلب منى أن أبقى مستيقظة لساعات طويلة جداً، ولم يكن ذلك مهماً، بل إن النوم كان صعباً جداً، غاب عن عينى تحت وطأة هذا الظرف الصعب. فى نيويورك، استطعت التواصل مع جمعية خريجى جامعة ووهان فى الولايات المتحدة، والذين تعاونوا معى للحصول على أدوات طبية ووقائية للتبرع بها إلى «ووهان» التى كانت تعانى من نقص شديد فى هذه الأغراض، كما تبرعت الأستاذة «قه شينج»، التى عملت بمكتبة الجامعة فى «ووهان» وانتقلت للعمل بالولايات المتحدة، بأكثر من 200 كمامة طبية من نوع N95.

وأخيراً، استطعت شراء تذكرة إلى «جوانجزو» لأنتقل منها إلى مدينة «ووهان»، وعند وصولى إلى مطار «جوانجزو» خضعت للحجر الصحى للتأكد من سلامتى الصحية، ثم انطلقت لبدء مهمتى فى المستشفى الجامعى بجامعة خوبى.

استحدثنا طبيباً متخصصاً لقياس درجات الحرارة فقط

ما الإجراءات التى قمت باتخاذها لمواجهة انتشار الفيروس؟

- كان من المهم أن نتخذ إجراءات وقائية شديدة الدقة تجاه الأصحاء، فهذه هى المهمة الأولى للحد من انتشار الفيروس. أما عن التعامل مع المرضى، سواء من الحالات المصابة أو الحالات المشتبه بها، فقد قمنا بتعيين طبيب خاص للكشف عن جميع الحالات التى تشكو من ارتفاع درجة الحرارة، وهو اختصاص جديد استُحدث إثر الأزمة، وعينا أيضاً موظفاً للرد على جميع المرضى أو الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة على مدار ٢٤ ساعة. وفى إطار الجهود المبذولة لتقليل انتشار العدوى، قمنا بتخصيص غرفة منفصلة للكشف عن درجة الحرارة وتشخيص كلى للحالات، وأصدرنا قراراً بإلغاء جميع الإجراءات الروتينية للتسجيل فى المستشفى، وعطلنا وسائل الدفع للحصول على الدواء اللازم للحالات المسجلة.

وماذا كان هدفكم من هذه الإجراءات خلال هذه المرحلة؟

- كان الهدف الرئيس تخطى جميع الحواجز التى يمكن لها أن تعرقل طريقنا فى اكتشاف الحالات وحصار المرض، أو تدفع بالمريض بعيداً عن التقدم إلى المستشفى والوصول إلى العلاج المناسب. وبالإضافة إلى الإجراءات السابقة، كوّنا فريقاً طبياً للتعاون والتواصل مع أفراد المجتمع وتقديم جميع الخدمات اللازمة لهم.

كيف كان يتم الوصول إلى الحالات الجديدة من خلال الإجراءات السابق ذكرها؟

- من خلال الخط الساخن الذى خصصناه للأفراد بعد أن وضحنا للجميع أعراض الإصابة بالفيروس من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة والحملات الطبية التى شنتها الجامعة فى جميع الأنحاء المحيطة، بالتعاون مع خطة الحكومة الموضوعة لاحتواء الأزمة.

هل شارك معلمو وطلاب الجامعة فى التطوع لخدمة الحجر الصحى؟

- لم نسمح للطلاب بالمشاركة فى الحملات التطوعية التى أسسناها، حفاظاً على سلامتهم التى وضعناها فى المقام الأول، والتى من أجلها أعلنت الجامعة وقف الدراسة لحين انتهاء الأزمة. أما المعلمون فقد شارك بعضهم فى إجراءات تجهيز الحجر الصحى، وكانت مشاركتهم متميزة للغاية، وبذلوا جهوداً رائعة لإعداد مكان مؤهل لاستقبال الحالات.

وكيف كانت تجهيزات الحجر الصحى؟

- الإجراء الأساسى هو تعقيم وتنظيف الغرف على أكمل وجه، وشارك فى ذلك 18 أستاذاً ينقسمون إلى مجموعات، كل مجموعة تتكون من اثنين.

وكيف كانت الحالة النفسية العامة لشعب ووهان بعد اجتياح الفيروس للمدينة؟

- فى بداية ظهور الأزمة كان الشعور العام تغلب عليه السلبية والذعر الشديد، لأن مدينة ووهان حيوية جداً وشوارعها مزدحمة فى معظم الأوقات، وبالطبع جاء المرض تزامناً مع حلول السنة الصينية الجديدة، فحرم الجميع من الاحتفالات والتجمعات خضوعاً لإجراءات العزل فى المنازل والحظر الذى فرضته الحكومة فى المدينة، لكن بالنظر إلى شدة إحكام تنفيذ القرارات كانت النتيجة مبهرة، وخطوة بخطوة بدأت تقل حالات الإصابة وتزداد نسب الشفاء، ومن هنا تغيرت الحالة النفسية للأفراد وبدأت تأخذ منحنى آخر يتجه نحو الإيجابية والأمل فى الخروج من الأزمة والثقة فى القيادات.

هل تعاون الشعب مع خطة الحكومة لاحتواء الأزمة؟

- بالطبع، وكان لهذا فضل عظيم فى تخطى الأزمة، فالأهم من وضع الخطة وإصدار القرار هو تنفيذها على الوجه الصحيح حتى تخرج لنا النتيجة المطلوبة.

منعنا الطلاب من المشاركة فى أعمال الوقاية حفاظاً على سلامتهم 

كيف كانت الخطة التى وُضعت لتوصيل الاحتياجات اليومية للشعب؟

- بصفتى مدير المستشفى الجامعى لجامعة ووهان سأتحدث أولاً عن هذا الأمر على نطاق الجامعة، والآن الجامعة يوجد بها الطلاب الأجانب فقط لأن الطلاب الصينيين عادوا إلى منازلهم منذ بداية إجازة نصف العام، وحاولنا توفير كميات كبيرة من الأغذية واللحوم وكافة الاحتياجات لهم لضمان سداد احتياجاتهم، وحددنا خروجهم لضمان سلامتهم.

يوجد بجامعة ووهان عدد كبير من الطلاب الأجانب، كيف كان شعورهم لحظة انتشار الفيروس؟

- كان يغلب عليهم المشاعر السلبية، وحاولنا احتواء الأزمة والتواصل معهم وطمأنتهم، وكنا نطمئن على حالتهم الصحية يوماً بيوم.

ما رأيك فى الشكوك التى تقول إن أمريكا تقف وراء انتشار الفيروس وإنه حرب بيولوجية؟

- لا أظن أن الوقت مناسب للتعليق على هذا الأمر، ومن ناحية أخرى هذا ليس اختصاصى، هذا الشأن له مختصوه. وفى اعتقادى، لا بد أن نركز جهودنا على تخطى الأزمة كلياً بغضّ النظر عن الأسباب التى خلقتها، وأنا وجميع أفراد الفريق الطبى فى ووهان كان كل تركيزنا منصباً على دورنا كأطباء وواجبنا فى استيعاب الأزمة وحماية شعب ووهان.

فى رأيك، متى ستزول الأزمة وتشرق الشمس مرة أخرى؟

- لا يمكننى أن أجزم بوقت محدد، لكنه قريب جداً، قطعنا طريقاً طويلاً واحتوينا الأزمة بالعمل والأمل، وستسطع الشمس قريباً.

 

 

اقرا إيضا

 "ووهان"..ما بعد زلزال "كورونا"


مواضيع متعلقة