"بكاء ونازلة عذاب ودروس كورونا".. اللقاء الكامل للشيخ علي جمعة

"بكاء ونازلة عذاب ودروس كورونا".. اللقاء الكامل للشيخ علي جمعة
عرضت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لقاء الجمعة مع الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، مع صلاة الظهر يوم الجمعة، بعد قرار منع صلاة الجمعة في المساجد، ضمن قرارات الدولة للحفاظ على أرواح المصريين من انتشار فيروس كورونا.
وتحدث الشيخ علي جمعة، عن الصبر ومواجهة البلاء والعمل الجماعي والتقوى ومواجهة الشائعات، وضرورة الصلاة في المنزل أو الرحال استجابة إلى كتابة الله وسنة رسوله وطاعة لأولي الأمر.
وقال جمعة، إن هذا الحال الذي نحن فيه حال يجب أن يعملنا دروسا في حياتنا، موضحًا الدرس الأول هو الصبر، والنبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن نسأل الله الصبر إلا إذا نزل البلاء، ولافتًا إلى أن الصبر كما يقول الحكماء مُر لأن نبات الصبار مُر، لذلك نحن لا نرجوه.
وأوضح، أنه إذا حدث مثل هذا البلاء نسأل الله سبحانه وتعالى الصبر، مشيرا إلى أن الله علمنا في كتابه الكريم عند نزول البلاء والفقد والأزمة أن نصبر صبرا جميلا، فقال على لسان سيدنا يعقوب عندما فقد يوسف "فصبر جميل".
وتابع: "ها نحن في بلاء قد نفقد فيه أحبائنا وانفسنا، ونسال الله أن ينزل علينا صبرا من عنده يسكن به قلوبنا ويصلح به شأننا وأن يكون صبرا جميلا، ويلهمنا سبحانه وتعالى أن نقرأ خلف هذه الأحداث فكلما حاصرنا الوباء ووفقنا الله في ذلك، فإننا نشكر ربنا.
وأشار الشيخ علي جمعة، إلى أن من الدروس المستفادة من الأزمة التي نمر بها حاليا، هو الصبر عند البلاء والشكر عند النعماء، موضحا أن الكثير منا غفل عن نعم الله سبحانه وتعالى، ويعيش حياته كلها ولا يستشعر نعمة الله، والله يقول عن نعمه "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".
وأردف، أن هذا درسا عظيما ينبغي علينا أن نعرف أن نعم الله لا تنتهي، متابعا: "هل كان منا يظن أن المصافحة بين الناس نعمة؟ عرفنا أنها نعمة عندما حرمنا منها، هل كان أحد يتصور أن المعانقة نعمة، والشعور بالأمن والأمان والسير بحرية تامة بالليل والنهار نعمة؟ هذه الأزمة والمحنة التي نعيشها تعطينا هذا المعنى أن كل هذه النعم كنا نغفل عنا وهي من عند الله في لحظة من الأدب واللباقة ألا تسلم أو تقبل وتعانق، وأن تكون كمن كنا نقول عنهم قبل الأزمة عنده وسواس الطهارة، تغسل يدك مرات أو عشرات المرات".
وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى "أننا كنا أمام نعم لا تتناهى فما بالك بنعمة السمع والبصر والحركة التي فيها بركة هل كنا نتصور أن نفرض على أنفسنا عزلا شخصيا".
وأكد، أننا يجب أن نتعلم من الأزمة التي يمر بها العالم أن هناك بعض الأشخاص مازالوا في حالة استهانة ولا يلتفتون إلى ذلك وهم على خطر عظيم أنهم إذا وقعوا في هذا البلاء لكان أمر محزن لهم ولمن حولهم، كما أننا نتعلم من هذا الدرس بعد الصبر والشكر وعدم الاستهانة، نتعلم أيضا فرض الطاعة.
وأوضح جمعة، أنه يجب علينا أن نطيع، وهذا ما كنا نقول به في المنابر ليل نهار وهو أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم، ووصل لبعض الناس أنه يعتبر الطاعة نوعا من أنواع التحكم، ولكن هذه الأزمة تجعلنا نعيش فيها، ونحس بها ونفهمها بعمق، وفريق العمل له رئيس والناس من غير هذا الرئيس فوضى لا سراة لهم.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى يرينا هذا الحال أمام أعيننا ويمن علينا في منحة عجيبة أن نفهم مراده من هذا، يسأل الكثيرين هل هذا عذاب؟ وأرد عليهم أنه إذا كان هذا عذابا سيكون هو العذاب الأدنى، وهذا كلام سمعناه من السياسيين من العالم كله، مؤكدا أن فائدة هذا البلاء أن نرجع إلى الله، وغرض هذا البلاء هو أن نغير ما بأنفسنا فتكون هذه المحنة تتحول إلى عطية ومنحة تفيدنا ونخرج منها أقوى وقد تعلمنا ألا نرفض العلم والتعلم لأن هذه الحالة التي نحن فيها لا يود أحد في البشرية أن تدوم وتتكرر لذا يجب علينا أن نتعلم.
ولفت، إلى أن ما نحن فيه قد يكون عذابا من أجل أناس يرجعون فيحاسبون أنفسهم، في فعل الخير والبعد عن المنكرات وإعطاء الميراث وحق المرأة.
وقال الشيخ علي جمعة، إن البعض يتلقى البلاء طبقا لمعتقده، فمنهم من يتلقاها حتى يحمد الله وهناك من يتلقاها ليتكبر على الخلق.
وأردف، أن من الناس من يتلقى أشكال البلاء لاستغلالها ضد الناس فيزاد من الله بعدا، ومنهم من يتلقاها بالشكر والنعمة والتعلم والتغير فتصبح نعمة له، ولا يمكن أن نطلق أن فيروس كورونا هي نازلة عذاب من الله فقط، ولكن قد تكون رحمة ونعمة ومن أجل أن نتغير للأحسن ونقف لمحاسبة أنفسنا.
وتابع الدكتور علي جمعة: "من الأشياء الطريفة التي يتم نشرها أن التلوث انخفض، إذن فعلينا أن نغير برنامج حياتنا بعد ذلك".
وبكى الدكتور علي جمعة ، بسبب قرار تعليق صلاة الجمعة، وفقا للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة المصرية، لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
ووجه جمعة، المسلمين بالصلاة في المنازل أو الترحالات تنفيذا لإجراءات الدولة المصرية، حفاظا على الصحة ومنعا لتفشي انتشار فيروس كورونا.
وقال عضو هيئة كبار العلماء: "في لقائنا هذا وقد حُرمنا الجمعة، والبيت الحرام والمسجد النبي الشريف خلى من المصلين، ندعو الله سبحانه وتعالى كما علمنا اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ارحم ضعفنا، اغفر لنا، استر عرضنا، ردنا إليك ردا جميلا، لا حول ولا قوة إلا بك، نحن أمامك نعترف بالقصور والتقصير، ونعترف أننا لا نعصاك إلا بعلمك ولا نطيعك إلا بأمرك فارضى عنك برضاك واجعلنا نلتجأ إليك التجاء الصالحين".
دعاة للمسلمين: "المصلي في المنزل له أجر الشهيد"
كما بثت فضائية "دي إم سي"، 3 رسائل للشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، و الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، والشيخ رمضان عبدالرازق الداعية الإسلامي، طالبوا فيها المسلمين بالتزام المنزل، تنفيذًا لإجراءات الدولة.
وجه الشيخ رمضان عبدالرازق الداعية الإسلامي، رسالة للمصريين بمناسبة تعليق صلاة الجمعة، للمرة الأولى هذا الأسبوع، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة لمكافحة فيروس كورونا.
وقال: "ألا صلوا في بيوتكم، ألا صلوا في رحالكم ولكل واحد منكم أجر شهيد وهو سالم غانم"، موضحا أن الإمام البخاري روى، أكد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من رجل يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له، إلا كان له مثل أجر شهيد".
وأشار، إلى أن الإمام ابن حجر العسقلاني قال في "فتح الباري في شرح البخاري"، إن ما اقتضى منطوقه بأن من اتصف بهذه الصفات كتب الله له أجر شهيد وإن لم يمت.
ووجه الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، رسالة للمسلمين بمناسبة تعليق صلاة الجمعة، لأول مرة هذا الأسبوع، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة لمكافحة فيروس كورونا.
وأوضح، أنه على المؤمن في ظل هذه الظروف الاستثنائية، أن يمتثل لقول الله سبحانه وتعالى، "يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، كما جاء في سورة النساء.
وتابع الداعية: "تقبل الله طاعتكم ويثاب المرء على نيته، والله سيؤجرك أجرًا كبيرًا، وسلامة الأبدان مقدمة على سلامة الأديان، واللهم ارفع عنا الوباء والبلاء يا أرحم الراحمين".
وعلق الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على تعليق صلاة الجمعة لأول مرة بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة المصرية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وتابع: "هذا وقت الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله وطاعة ولي الأمر، حيث أمرنا الله في هذا الوقت، في قوله تعالى يأيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم".
وأكد، أن الحفاظ على الحياة من أهم مقاصد دين الله، فيجب أن نلتزم الأوامر التي نظمت العلاقات بين الناس، والتي أمرت الناس أن يصلوا الظهر بدلًا من الجمعة، مصداقًا لقوله "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".
وأعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، في بيانها أمس عرض العظة الأسبوعية للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عبر قنواتها إلى المصريين.
وأفاد المهندس حسام صالح المتحدث باسم المجموعة أن هذا يأتي في إطار مجموعة الإجراءات التي اتخدتها المجموعة لمواجهة الظروف الطارئة التي نمر بها.
وأضاف أن تامر مرسي، رئيس مجلس إدارة المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، اتخذ العديد من القرارات في هذا الإطار في مجملها تدعم توازن المحتوى الذي تقدمه قنوات المجموعة ليشمل دينيا وتعليميا وتنمويا وترفيهيا وإخباريا وفقا لاحتياجات المشاهدين.